تعد جزر الكوريل أحد أهم أسباب النزاع بين روسياواليابان ، حيث تتكون تلك الجزر من أربع جزر وهي عبارة عن سلسلتين متوازيتين هما السلسلة الكبرى والصغرى، تضم السلسلتان 30 جزيرة كبيرة وعددا كبيرا من الجزر الصغيرة. تقسم الجزر إلى جزر الكوريل الشمالية وجزر الكوريل الجنوبية. وكما تقع جزر الكوريل بين شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية وجزيرة هوكايدو اليابانية وتبلغ مساحتها الكلية 15.5 الف كيلومتر وتعداد سكانها أكثر من 20 الف نسمة وتتمتع الجزر بثروات كبيره من نفط وغاز ومعادن، بالإضافة الي مخزونها الوفير من الثروة البحرية. واحتلت روسيا الجزر بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية ، وكما عرضت موسكو على طوكيو إعادة جزيرتين من اصل اربع جزر ولكن اليابان رفضت العرض معربة عن املها بان تعيد روسيا كل الجزر. وما زالت جزر الارخبيل الجنوبية وهي ايتوروب وكوناشير وشيكوتان وهابوماي موضع نزاع بين روسياواليابان التي تعتبرها تابعة لمحافظة هوكايدو. وتعود جذور قضية التنازع بين روسياواليابان حول جزر الكوريل إلى مطلع القرن التاسع عشر،حين بدأت كلّ من اليابانوروسيا القيصرية التنافس على هذه الجزر. استعادة اليابان الجزر نتيجة الحرب الروسية اليابانية (1904- 1905)،ولكن موسكو تمكّنت من استعادة الجزر المذكورة بموجب قرارات مؤتمر بوتسدام في أعقاب الحرب العالمية الثانية. وفي عام 1956 وقّعت موسكووطوكيو اتفاقية، قضت بتقاسم الجزر الجنوبية الاربعة من جزر كوريل لتحصل كل منهما على جزيرتين. و بعد أن تم توقيع اتفاقية أمنية بين اليابان والولايات المتحدة، قام الإتحاد السوفيتي على إثرها بالتخلي عن التزامه بالاتفاقية. وخلال الحرب الباردة لزمت موسكو الصمت حيال موضوع الجزر. وبالرغم من تأكيد الجانبان في عام 1993 تمسّكهما بهذه الاتفاقية، إلا أن القيادة اليابانية الجديدة خرجت بموقف مختلف مطالبة بالجزر الاربعة. واستدعت وزارة الخارجية الروسية السفير الياباني لدى موسكو، تويوهيسا كودزوكي، على خلفية تصريحات عبرت فيها طوكيو عن احتجاجها على نشاطات روسيا في جزر الكوريل الجنوبية. وقالت الخارجية الروسية في بيان لها إنها استدعت السفير الياباني إلى مقرها بموسكو اليوم الثلاثاء، حيث استقبله نائب وزير الخارجية إيغور مورغولوف. و"لفت مورغولوف انتباه السفير إلىرفض موسكو ما وصفه الجانب الياباني ب"احتجاجات" صدرت عن طوكيو على خلفية نشاطات روسيا في أرض خاضعة لسيادتها، وهي جزر الكوريل الجنوبية الواقعة تحت السيادة الروسية بصورة قانونية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية"، حسب البيان. وشدد مورغولوف على أن "تصريحات السلطات اليابانية بشأن زيارات مسؤولين في الحكومة الروسية لجزر الكوريل وقيام روسيا بإقامة مختلف الفعاليات هناك، من بينها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والدفاعية، تصل إلى حد محاولة التدخل في شوؤن روسيا الداخلية". وسلم مورغولوف السفير الياباني مذكرة احتجاج على "المخالفات التي ارتكبها مواطنون يابانيون يشاركون في برنامج الزيارات المتبادلة دون تأشيرات دخول" لجزر الكوريل الجنوبية الأربع. وأضاف البيان: "تم ابلاغ الجانب الياباني بضرورة اتباع نهج مسؤول في تشكيل المجموعات المشاركة بالبرنامج". وتابعت الخارجية الروسية بالقول إن السيد كودزوكي وعد بإطلاع السلطات في طوكيو على محتوى اجتماعه مع نائب وزير الخارجية الروسي. وكان رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف زار الجمعة جزيرة إيتوروب، وهي واحدة من جزر الكوريل الأربع، فعلقت طوكيو على ذلك بالقول إن هذه الزيارة "تؤجج مشاعر المواطنين اليابانيين وهو أمر مؤسف للغاية".