قانون يكرّس الدولة البوليسية .."الإجراءات الجنائية": تقنين القمع باسم العدالة وبدائل شكلية للحبس الاحتياطي    أول تعليق من روبيو على تقارير وقف بريطانيا تعاونها الأمني بسبب عمليات البحر الكاريبي    نجم الزمالك السابق: «لو مكان مرتجي هقول ل زيزو عيب».. وأيمن عبدالعزيز يرد: «ميقدرش يعمل كده»    حبس المتهمين بسرقة معدات تصوير من شركة في عابدين    بموجب مذكرة توقيف، القبض على المغني الشهير أيكون    بسنت النبراوي تتألق على السجادة الحمراء في افتتاح الدورة ال46 من مهرجان القاهرة السينمائي    مؤتمر المناخ COP30.. العالم يجتمع في قلب «الأمازون» لإنقاذ كوكب الأرض    حبس المتهم بقتل زوجته فى المنوفية بسبب خلافات زوجية    حبس شخصين لقيامهما بترهيب وفرض إتاوات على ملاك وحدات سكنية بالقطامية    احسب إجازاتك.. تعرف على موعد العطلات الدينية والرسمية في 2026    من «رأس الحكمة» إلى «علم الروم».. مصر قبلة الاستثمار    «السك الأخير».. إنهاء عملة «السنت» رسميًا بعد 232 عامًا من التداول    «لو أنت ذكي ولمّاح».. اعثر على الشبح في 6 ثوانِ    القيادة المركزية الأمريكية: نفذنا 22 عملية أمنية ضد "داعش" طوال الشهر الماضي    أبوريدة: متفائل بمنتخب مصر فى أمم أفريقيا والوقت لا يسمح بوديات بعد نيجيريا    إعلام: زيلينسكي وأجهزة مكافحة الفساد الأوكرانية على شفا الحرب    نقابة الموسيقيين تنفى إقامة عزاء للمطرب الراحل إسماعيل الليثى    غضب واسع بعد إعلان فرقة إسرائيلية إقامة حفلات لأم كلثوم.. والأسرة تتحرك قانونيا    بتروجت: اتفاق ثلاثي مع الزمالك وحمدان لانتقاله في يناير ولكن.. وحقيقة عرض الأهلي    انطلاق معسكر فيفا لحكام الدوري الممتاز بمشروع الهدف 15 نوفمبر    وزير الإسكان: بدء التسجيل عبر منصة "مصر العقارية" لطرح 25 ألف وحدة سكنية    عماد الدين حسين: إقبال كبير في دوائر المرشحين البارزين    فرصة مميزة للمعلمين 2025.. التقديم الآن علي اعتماد المراكز التدريبية لدى الأكاديمية المهنية    سحب منخفضة ومتوسطة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025    أمطار تضرب الإسكندرية بالتزامن مع بدء نوة المكنسة (صور)    قرارات جديدة بشأن مصرع وإصابة 7 في حادث منشأة القناطر    مرور الإسكندرية يواصل حملاته لضبط المخالفات بجميع أنحاء المحافظة    المستشار بنداري: أشكر وسائل الإعلام على صدق تغطية انتخابات نواب 2025    الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة اقتحامات وعمليات نسف في الضفة الغربية وقطاع غزة    واشنطن تدعو لتحرك دولي عاجل لوقف إمدادات السلاح لقوات الدعم السريع    قفزة في سعر الذهب اليوم.. وعيار 21 الآن في السودان ببداية تعاملات الخميس 13 نوفمبر 2025    وزير المالية السابق: 2026 سيكون عام شعور المواطن باستقرار الأسعار والانخفاض التدريجي    الإنتاج الحربي يلتقي أسوان في الجولة ال 12 بدوري المحترفين    فيفي عبده تبارك ل مي عز الدين زواجها.. والأخيرة ترد: «الله يبارك فيكي يا ماما»    يقضي على ذاكرتك.. أهم أضرار استخدام الشاشات لفترات طويلة    عقار تجريبي جديد من نوفارتيس يُظهر فعالية واعدة ضد الملاريا    طريقة عمل فتة الحمص بالزبادي والثوم، أكلة شامية سهلة وسريعة    حيثيات حبس البلوجر «سوزي الأردنية»: «الحرية لا تعني الانفلات»    خبير لوائح: قرارات لجنة الانضباط «تهريج».. ولا يوجد نص يعاقب زيزو    تأكيد لليوم السابع.. اتحاد الكرة يعلن حرية انتقال اللاعبين الهواة بدون قيود    «يتميز بالانضباط التكتيكي».. نجم الأهلي السابق يتغنى ب طاهر محمد طاهر    تعرف على ملاعب يورو 2028 بعد إعلان اللجنة المنظمة رسميا    ترامب يحمل «جين تاتشر» وكيندي استخدم مرتبة صلبة.. عادات نوم غريبة لرؤساء أمريكا    النيابة العامة تخصص جزء من رسوم خدماتها الرقمية لصالح مستشفى سرطان الأطفال    أسعار السمك البلطي والكابوريا والجمبري بالأسواق اليوم الخميس 13 نوفمبر 3035    محمود فوزي ل"من مصر": قانون الإجراءات الجنائية زوّد بدائل الحبس الاحتياطي    ممثل المجموعة العربية بصندوق النقد الدولي: مصر لا تحتاج لتحريك سعر الوقود لمدة عام    محمود فوزي: قانون الإجراءات الجنائية الجديد سيقضي على مشكلة «تشابه الأسماء»    إذا قالت صدقت.. كيف تتمسك مصر بملفات أمنها القومي وحماية استقرار المنطقة؟.. من سرت والجفرة خط أحمر إلى إفشال محاولات تفكيك السودان وتهجير أهالي غزة .. دور القاهرة حاسم في ضبط التوازنات الإقليمية    قد يؤدي إلى العمى.. أعراض وأسباب التراكوما بعد القضاء على المرض في مصر    مقرمش جدا من بره.. أفضل طريقة لقلي السمك بدون نقطة زيت    السيسى يصدر قانون الإجراءات الجنائية بعد معالجة أسباب الاعتراض    قصر صلاة الظهر مع الفجر أثناء السفر؟.. أمين الفتوى يجيب    رئيس الإدارة المركزية لمنطقة شمال سيناء يتفقد مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن الكريم بالعريش    انطلاق اختبارات «مدرسة التلاوة المصرية» بالأزهر لاكتشاف جيل جديد من قراء القرآن    «لو الطلاق بائن».. «من حقك تعرف» هل يحق للرجل إرث زوجته حال وفاتها في فترة العدة؟    محافظ أسيوط يحضر برنامج تدريب الأخصائيين على التعامل مع التنمر    دعاء الفجر | اللهم ارزق كل مهموم بالفرج واشفِ مرضانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بوابة الوفد" تحاور عالم الفضاء ب"ناسا""
حجى: الديمقراطية بدون تعليم "عبث"

للواقع المرير الذي عاشه فضل كبير في أن ينتقل إلي عالم الفضاء، وعادات وتقاليد المجتمع المصري التي تنظر للإنسان بقيمته المادية وليست العلمية والأدبية كانت سبباً في هجرته إلي الخارج حيث العيش والحياة والعلم.
يرفض وصفه بالإنسان الواقعي لأن الإنسان لم يخلق للعيش في الواقع وإنما ليغيره نحو الأفضل-علي حد تعبيره.
إنه الدكتور عصام حجي عالم الفضاء المصري بوكالة ناسا الفضائية بالولايات المتحدة الأمريكية الذي يشفق علي الشباب المصري وتغيير مساره من الإبداع والابتكار إلي الحلم بالشقة وفتاة الأحلام وسط موجات من المغالاة التي تركها عصام حجي بعد أن اصبحت عقبة أمام طريقه ليشق طريقاً آخر.
فشلت تجربته الأولي في الارتباط بفتاة أحلامه لأن والدها قال "راتبه 300 جنيه وملوش مستقبل وغير قادر علي متطلبات الزواج"، فإذا به العالم الفضائي الذي تزوج من فتاة تونسية في حفل زفاف لم يتجاوز تكاليفه ألفي جنيه ليصبح ضمن فريق العمل الذي يقوم بإنزال أكبر مركبة فضاء علي سطح كوكب المريخ في أغسطس الحالى.
يري أن التعليم كلمة السر لنجاح أي دولة.. يفضل النظرة إلي النفس ذاتها بدلاً من النظر لغيرها.. يحب الصراحة مع النفس حتي لو كانت مؤلمة.. يؤمن بأن التشاؤم صفة الإنسان العاجز المهزوم والتاريخ لايصنعه المتشائمون.
*في البداية حمداً لله علي سلامتك ونتمني لك قضاء إجازة سعيدة في مصر رغم أنني أعلم بأنها فترة قصيرة وستعود إلي أمريكا؟
- الله يخليك، نعم هي إجازة قصيرة ومضطر للسفر حتي أحضر عملية إنزال أكبر مركبة فضائية علي كوكب المريخ في أغسطس الحالى بمشاركة فريق من الزملاء بوكالة ناسا الفضائية .
*حدثنا عن طبيعة المركبة الفضائية والدور الذي تقوم به علي الكوكب ومدة بقائها فيه؟
-هذه المركبة في حجم السيارة الصغيرة تقريبا وستقوم بالسير علي كوكب المريخ لمسافة 160 كم كحد أدني في مدة ما بين 2 إلي 5 سنوات لإكتشاف طبيعة الكوكب ووجود المياه الجوفية والمواد العضوية فيه وستقوم هذه المركبة بإرسال نتائجها إلي كوكب الأرض ومن ثم نعرف النتائج.
* كان لك خلافات مع جامعة القاهرة في بداية عملك كيف تري الجامعات في مصر؟
- الجامعات الحكومية أساس التعليم في مصر وبدونها تصبح مصر جسدا بلا روح ولكن للأسف أن هناك تجاهلا لدور الجامعة في أشياء كثيرة وبها مئات الأخطاء، فنجد مثلاً أنه كان هناك استياء من توريث الحكم لجمال مبارك في الوقت الذي يقوم فيه بعض رؤساء الأقسام وعمداء الكليات بتعيين أبنائهم معيدين في الكلية وبالتالي ما نجده داخل أسوار الجامعة لا يجب علينا أن نفاجأ به خارج أسوار الجامعة.. وهناك أشياء أخري كثيرة.
*أشياء أخري؟
نعم فمثلاً نجد في جامعة القاهرة مسجداً للصلاة وأنا مسلم وفخور بذلك لكن لايوجد مثلا مكان أو كنيسة للطلاب المسيحيين ومن هنا يفتقد شباب الجامعات روح التسامح في هذه الفترة العصيبة من عمرهم ثم نطالبهم بعد ذلك بروح التسامح دون أن نعرف بان التسامح والحرية والديمقراطية ليست نبات عشوائي ينمو ويكبر من الفراغ وإنما يحتاج إلي زرع بذور وتنشأة سليمة حتي نطالب المجتمع به.
* إذن الديمقراطية والتعليم مرتبطان ببعضهما؟
-بالتأكيد بل أن وجود أحدهما دون الآخر لم يكن له قيمية فالديمقراطية بدون التعليم تعني العبث والمشكلة في عدم وجود مصارحة مع النفس أو الإعتراف بالخطأ ورأي الأغلبية ينساق ورائه الناس حتي لو كان خطئاً ولابد من السيطرة علي النفس لنقول الحقيقة أمام أنفسنا.
* هل تقول ذلك معتمداً علي خبرتك في مصر ؟
-لا- لكنه مرتبط بأي مكان فأنا لم أعش في مصر كثيراً فقد ولدت في ليبيا أثناء عمل والدي هناك وعشت في تونس وجئت إلي القاهرة عام 1991 حصلت علي الثانوية العامة ثم التحقت بكلية العلوم وأصبحت معيداً في قسم الفلك إلا أنني سافرت للخارج عام 1998.
* ولماذا فضلت السفر للخارج في هذا العمر الصغير؟
أنا سأكمل العام 37 خلال أيام وهذا العمر به 30 سنة غربة عن الوطن،وكانت بداية سفري للبحث عن التعليم بعد أن عانيت هنا في الجامعة ومررت بظروف مع إدارة الجامعة لا أحب الخوض فيها لأنها أشياء خاصة ولاتهم الكثيرين، وأزور مصر كثيراً خاصة أن أسرتي تعيش فيها وللأسف أصبحت الهجرة ملاذ الكثيرين سواء من أجل التعليم أو العلاج أو الزواج، أي أصبحت الناس تهاجر علشان تعيش.
*وماذا عن العيش في مصر؟
-مصر جميلة جداً لكن دعني أقول لك بأن البعض يلوم علي من يحمل جنسية أخري دون أن يلتمس له العذر.
*هل معني ذلك أنك حملت الجنسية الأمريكية بحكم طبيعة عملك في ناسا؟
-أنا لا أحمل أي جنسية أخري وعملت في ناسا بالجنسية المصرية لكن الوطنية ليست بالبطاقة أو جواز السفر كما يفهم البعض، ولكنها إحساس يعيش داخل الإنسان كمان أننا أصبحنا نستورد الطعام والشراب وبالتالي إستوردنا الهوية وأصبح كل شيء في مصر معمول للأجانب فقط ولا يستطيع كثير من الشباب العيش فيها في ظل هذه الظروف.
*بمعني؟
-مثلا أنا شاب مصري تخرجت من الجامعة وعملت معيداً بها ولم أستطيع الزواج من فتاة مصرية بسبب كثرة المطالب والمغالاة في الزواج وحاولت أن أرتبط بالفعل وفشلت بعد فترة لان والد الفتاة قال "يعني ايه معيد في قسم الفلك راتبه 300جنيه وملوش مستقبل" وبالتالي لم استطع توفير متطلبات الزواج علي الطريقة المصرية التي اصبحت أكبر بيزنس وعبء علي الاقتصاد المصري
*وماذا فعلت بعد ذلك؟
-سافرت لإكمال تعليمي وتزوجت من تونسية ولا أخفي عليك سراً فتكاليف زواجنا كانت بسيطة للغاية وحضر حفل الزواج 12 شخص في مطعم بسيط ولم تزيد التكاليف عن 200جنيه وقتها بل وتزوجت في المسكن الجامعي في فرنسا والآن الحمد لله أنعم الله علي بالكثير-أي لم يكن لدي خيار أفضل ورفضته لأ بالعكس.
*وما رؤيتك لإصلاح الوضع الراهن في مصر؟
-الإصلاح يبدأ بالتخلص من العادات السيئة وأولها طريقة الزواج فمثلاً –أفضل سن للإبداع والإبتكار في فترة الشباب وللأسف هذا السن الشباب المصري مشغول فيه بفتاة أحلامه والشبكة والمهر والفرح والشقة وكذلك الفتيات إلي جانب الضغط النفسي وإهدار طاقات الشباب في أشياء غير مفيدة ، وأصبح الزواج صناعة قذرة وتحول الرجل إلي عبد والفتاة إلي سلعة - يكفي أن أقول لك أن متوسط العمر للفريق المسئول عن كوكب المريخ بوكالة ناسا ما بين 25 إلي 29 سنة وهذا هوالفرق- ومن المؤسف أن يكون الشعب المصري بكل عظمته غير قادر علي تغيير تلك العادات.
*كيف كنت تري مصر من الخارج في عهد النظام البائد؟
-كل سنة كنت أشعر بأنه لم يكن هناك أسوأ من ذلك وكانت مصر مثل سيارة بها ركاب لكن للأسف السائق أعمي والسيارة اصطدمت بحائط وهنا عليك أن تعترف بشيئين أن الأعمي لن يبصر من ناحية والحائط لن يزال من ناحية أخري،ومن السهل الإنتقاد للنظام البائد فهو مصطلح معنوي لأنه لم يكن هناك شخص إسمه "النظام البائد" ليخرج ويرد علينا.
وعلينا أن نعترف بأننا شركاء في كل هذا الفساد الذي حدث لأننا صمتنا تجاهه في ظل ناس وشخصيات كانت تسعي لإرضاء الحاكم وأصبح من السهل أن نعيب علي غيرنا دون أن نعيب علي أنفسنا ونقول الحقيقة في وجهنا نحن قبل أن نقولها للآخرين،ومصر من أول عهد مبارك وحتي اليوم هي دولة متخلفة-هذه هي الحقيقة التي لايقولها البعض ،صحيح كلام موجع لكنه الحقيقة.
*وهل تري أن مصر تخطو الآن نحو التغيير؟
-بصراحة، التغيير الديمقراطي الحقيقي لم يبدأ بعد لأن المجتمع لاينتظر تغيير المفاهيم والمصطلحات وتعديل الدستور وإنما المواطن ينتظر التغيير الإجتماعي الذي ينتقل به من حياة إلي حياة أفضل.
لمن أعطيت صوتك في جولة الإعادة من الإنتخابات الرئاسية؟
-لم أعط صوتي لأني لم أعش في مصر وربما لن أعيش فيها فترة كثيرة فكنت أفضل أن أترك التصويت لمن يعيشون فيها أفضل لكوني لا أتحمل نتائج فوز من أعطي له صوتي لكن من يعيش في مصر هو الذي سيتحملها أكثر مني فأنا لا أدفع ضرائب في مصر أو ماشابه ذلك وشعرت أنه من الظلم أن أحدد مصير شخص غيري أو يعيش أكثر مما أعيشه.
* لكن رؤيتك للفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسي كيف كانت؟
-بصراحة ،لم يعجبني آداء الفريق شفيق خاصة أنه حملته الإنتخابية كانت تتحدث من الماضي حيث الحديث عن الأمن والإستقرار وما شابه ذلك أما جماعة الإخوان فقد تحدثوا برؤية ونظرة مستقبلية يجيدونها.
*البعض يقول أن عمل الدكتور محمد مرسي في ناسا يدل علي حمله للجنسية الأمريكية ؟
لا هذا ليس شرط فأنا أعمل في ناسا منذ عام 2002 بالجنسية المصرية بل إن ناسا يعمل بها أكثر من 160 جنسية أخري لكونها تضم 14 ألف شخص وبالمناسبة هو نفس عدد العاملين في التليفزيون المصري تقريباً لكن ميزانيتها 20 مليار دولار وهو ما يوازي الموازنة العامة لمصر تقريباً.
*صراع السلطة في مصر كيف تراه؟
-المواطن البسيط لايشغله من يحكم وإنما يشغله قضاء حاجاته ومتطلباته، وللأسف الشديد أن طول فترة الصراع علي السلطة تهدر الطاقات وتعد خطراً كبيراً وتقف عائقاً ضد التطوير الذي يحتاج إلي المجهود الضخم وإستغلال الوقت في البناء وليس الهدم والعودة للوراء.
هل تتوقع صدام بين المجلس العسكري وأي قوي أخري علي السلطة خلال الفترة القادمة ؟
-المجلس العسكري إنتهي دوره في المرحلة الإنتقالية بعد تكليف الرئيس المخلوع له بذلك
ولا أتمني أن يكون هناك صداماً وأعتقد أن المجلس العسكري به من الذكاء ما يجعله قادراُ علي فهم ذلك لأن العدو الحقيقي والأخطر هو الذي لايملك شيء حتي يخسره وهناك من يريد الصدام معه لكنه لايمتلك ما يخسره.
*تابعت قرار رئيس الجمهورية بعودة البرلمان المنحل كيف تفسره؟
-ما أقدر أقوله هو أن الديمقراطية بدون فهم وتعليم هي صراع علي الحكم وما حدث خطأ.
البعض لديه تخوف من الدولة الدينية..ما تعلقك؟
-خلط الدين بالسياسة موجود منذ القدم ومصر لم تكن دولة مدنية ولا دينية مطلقاً،ولم يحدث تدين مثل الذي حدث في عهد مبارك.
ماذا تقصد؟
-أقصد أن حكومات الرئيس السابق حسني مبارك أقامت المساجد وطالبوا المواطنين بدفع الضرائب لكنهما طالبوهم بأخذ حقوقهم بالدعاء إلي الله ورفعت حكومات مبارك شعار"الشعب منه إلي الله"-فلايعقل أن أدفع ضرائب وأدفع ثمن الخدمات ثم يقول لي المسئولين "ادعي ربنا" و"ان شاء الله" -نحن مؤمنين بأن كل شيء بإرادة الله لكن أين التنفيذ والسعي والأخذ بالأسباب ومن هنا جاء التدين وخلط الدين بالسياسة وتناسوا أن حكومات الفساد لم يكن لها دين أو أنتماء ونما تنتمي للمال والسلطة فقط.
*العالم الكبير أحمد زويل يري أن مصر من الممكن أن تكون دولة متقدمة خلال 10 سنوات مثل ماليزيا وتركيا مثلاً.. برؤيتك كم نحتاج من الوقت لتحقيق ذلك؟
-المشكلة ليست في المدة وإنما في كيفية التخلص من المقارنة بيننا وبين دول العالم ،نحن نحتاج نظرة إلي أنفسنا وإلي الداخل وليس الخارج فقد أصبحنا مشغولين بصورتنا أمام العالم وتركنا صورتنا أمام أنفسنا.
هل شاركت في مدينة زويل العلمية بأي أبحاث؟
-إلي الآن لم يحدث وأدعو المصريين لبنائها ومثال بسيط لكي تعرف قيمة البذخ الذي نعيشه أن متوسط حالات الزواج في مصر 100ألف حالة سنوياً ولو قلنا أن كل حالة تتكلف 20 ألف جنيه فقط يكون لدينا 20 مليار جنيه أي مبلغ يساوي تكاليف بناء مدينة زويل عشرين مرة .
*بعض الدول تتحدث عن الوصول للفضاء ومصر لاتزال تحلم بإنهاء مشكلة القمامة وتعاني من إنقطاع الكهرباء طوال الوقت مثلما يحدث حالياً؟
-أنا أحب علوم الفضاء والأقمار الصناعية وأتمني أن يكون ذلك موجود في مصر لكن كل ذلك لايحدث في الجو الذي نعيشه الآن،فلا يوجد دولة متقدمة تعمل في بيئة ملوثة تنقطع فيها الكهرباء بالساعات مثلاً ولذلك علينا الإنتهاء من كل هذه المشاكل أولاً وأنا أري أن الحل في شيئين.
وما هما؟
أولاً التعليم-وللأسف البعض يقول أن التعليم مجاني والحقيقة أنه لم يكن مجانياً لكون التعليم الحكومي في المدارس لايفي بمتطلبات الطلاب فهو لايدفع شيئاً ولايأخذ شيئاً حتي يدفع ثمنه وانتشرت الدروس الخصوصة في المنازل بصورة كثيفة لأن قلة التعليم تزيد من الجهل الذي يؤدي إلي الفقر بل إن البعض يقبل الرشوة من أجل تعليم أولاده وأصبح فساد التعليم هو المستنقع الأول لكل صور الفساد ، وإذا نظرت لبعض الدول مثل أمريكا والصين تجد أن الشوارع ربما تكون متوسطة الجمال أما المدارس فهي أفضل وأفخم الأماكن لكونها مكان العلم،أما في مصر فالأماكن الفاخرة تعد للهو ويتم إنشائها لتوكن مرتعاً لترفيه شعوب العالم هنا أو لمن يريد الترفيه وليس لمن يريد العمل.
ثانياً:لابد من إعادة النظر إلي دور المرأة وتقاليد الزواج بعد أن أصبحت الفتاة سلعة للمزايدة عند الزواج إلي جانب تصويرها وكأنها سبب المشاكل والفتن وهذا يظهر في المسلسلات كذلك النظرة المتدنية للحب والتعارف وهو ما يكون سبب في طلاق 30% من السيدات نتيجة عدم التعارف الجيد والإسراع في الزواج طالما سمحت الظروف، ونجد أن نصفهم ينفصل بعد السنة الأولي من الزواج وأنا لا أدعو للتشبه بالغرب بل أدعو للحفاظ علي قيم المجتمع -فمثلاً تظهر السيدات في المسلسلات وكأنها إنسان ناقص وتنتقد من الرجال خاصة الذين يجلسون علي المقاهي ويتناولون الشيشة ويروا في أنفسهم الكمال.
*هل أنت متفائل بمستقبل مصر؟
-التشاؤم سهل جداً وهو صفة الإنسان الضعيف المهزوم ،والعالم لايتغير بالتشاؤم والتاريخ لايصنعه المتشائمون ومصر تحتاج قيادة رشيدة لها رؤية تفكر لمدة 100سنة قادمة وليس 100يوم أو مجرد فترة إنتخابية - ولعل خير دليل علي ذلك أن من فكر في صعود الفضاء منذ عام 1912 هم الذين وصلوا إليه الآن بعد مائة عام،فمن لايحلم يعيش دائماً في كابوس والمستقبل للمتفائلين والحالمين والإنسان لم يخلق ليعيش في الواقع ولكن ليغيره.
*إذا أنت ترفض وصف أي إنسان بأنه واقعي؟
-بالضبط –أنا أرفض أن يقول لي شخص بأنني واقعي فالإنسان خلق ليغير من واقعه وحياته إلي الأفضل وما يفيد البشرية وليس للإرضاء بالواقع والوقوف عنده-وأسوأ صفة أراها في المجتمع أن يكون واقعياً فمثلاً أنا خريج قسم الفلك بكلية العلوم جامعة القاهرة الواقع يقول أن عملي سيكون رؤية هلال رمضان والجلوس مع المفتي في ليلة الرؤية –هذا هو الواقع لكن أن تغير من الواقع هذا هو الهدف طالما للأفضل.
* تري أن النخبة في مصر تقاعست عن دورها تجاه الوطن؟
-لايوجد نخبة في مصر،لأن النخبة مرتبطة بالثقافة وللأسف الثقافة أصبحت لغة يتحدث بها الأقلية في حين يجب أن تكون لغة الشعب كله، لكن مصطلح النخبة الآن يطلق علي من يعيشون حياة الغرب ولن تجد فيهم أو أي مسئول أن أبناءهم يتعلمون في مدارس حكومية بل أن أبناءهم ينطقون اللغة العربية بصعوبة-فالنخبة هي التي تمتلك الرؤية وتقدم الحلول وتشعر بالمواطن البسيط.
*انتقدت مسبقاً الإعلام المصري في الفترة الأخيرة..ما السبب في ذلك؟
-الإعلام المصري يعيش حالة من التخبط وظهر بمثابة المريض احياناً ينطق بكلمة حق وأحياناً يحفر قبره بيده بل أصبح دون المستوي-أي أنه أصبح لديه قوة لكنه هذه القوة يوازيها عدم المسئولية وانتقلت المعارك السياسية إلي شاشات الاعلام-كما أن وسائل الإعلام تتناول الأخبار العلمية خاصة الخاصة بالفضاء بطريقة خاطئة ويتم تشويهها بل تخترع عليها أشياء ومن ثم فالمواطن يستقبلها كنوع من الإشاعات والأكاذيب وعلي الإعلام أن يهتم بقضايا المواطن الإجتماعية وليس السياسية فقط.
*أنت تتوافد علي تونس بصورة دائمة بماذا تفسر سرعة انتقالها لعهد جديد؟
-بالطبع كانت تونس الأسرع في الإنتقال لعهد جديد وهذا نتيجة إرتفاع المستوي التعليمي بها حيث أن نسبة الأمية فيها لاتتجاوز 2% وبذلك كان الإنتقال علي الطريق الصحيح، أما مصر فالتغيير فيها سيكون أقوي وهذا يحتاج إلي قيادة رشيدة،وأنا ضد الحكم علي الرئيس الحالي مؤقتاً بل يجب منحه 3 سنوات ثم نحاسبه.
*مؤخراً.. شهدت الساحة خلافاً حول الإحتفال بثورة يوليو من عدمه...ما رأيك؟
-رأيي أنه كلما زادت مساحة الحديث في الماضي لن تكون هناك مساحة للحاضر ولا للمستقبل ،مصر تحتاج أن تنتقل خطوة للأمام وليس خطوات للخلف .
*هل تقبل العمل في مصر لو عرض عليك حالياً؟
لايوجد شخص يكره تقديم أي شيء لبلده وفي الماضي لم أشارك في أي مشروعات لأن النظام البائد كان يستعين بالعلماء المصريين في الخارج ليخفي فشله في تهميش التعليم.
*لو كنت رئيساً للجمهورية ..ماهي أولوياتك؟
-سيكون التعليم علي رأس أولوياتي لأنه كلمة السر لنجاح أي دولة ولو كنت رئيساً لوضعت رئيس الوزراء ووزير التعليم في نفس المكانة حتي نعلو بقيمة العلم خاصة لدي المرأة التي تحارب من أجل أن تتعلم في الوقت الذي يعتبر فيه وافدي المقاهي أنفسهم أبطال واستشهد هنا بأن تمثال نهضة مصر للفنان محمود مختار كان لسيدة إيماناً منه بدور المرأة في صناعة النهضة.
*كلمة أخيرة؟
-مصر لم تكن تفتقد للأفكار وإنما تفتقد للنوايا الخالصة في تنفيذ الأفكار وأقول إن الشعب المصري قادر علي تغيير الواقع ولابد أن نسهم في التغيير والرأفة بحال الشباب وأدعو الأهالي إلي إفساح مساحة كبيرة من الحرية لأبنائهم ليتعلموا ما يريدونه ويتزوجوا ما يريدون فلا يمكن أن نحاسب أحداً وهو لا يملك حرية الاختيار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.