- ولا نصف جنيه - فكرت فى السرقة لكن ربما يضبطوننا فنقضى فى السجن عدة سنوات - السرقة ليست حلا ، لكن مالعمل ؟ - وجدتها ، الفكرة كانت فى عقلى منذ عدة أيام ، الآن نستطيع تنفيذها أنا وانت ، وسوف نأكل من ورائها الشهد - لم أفهم الفكرة التى تقصدها ؟ وأى مساعدة تلك التى ستطعمنا الشهد - مشروع ( الخيول والحمير ) مشروع ينقلنا من الفقر إلى الغنى دون اى جهد يذكر ، طبعا أنت تعلم كم يباع الآن كيلو اللحم ؟ - خاصة أننا فى رمضان الشهر الذى ينتظره الفقراء ليتذوقوها على اقل مرة كل عام ، هذه فكرة جهنمية واطمئن لن يظهر الفرق فى الطعم - لسنا أول من يبتدع هذه الفكرة ، سبقنا اليها اساتذة عظام بل كانوا يوردونها للعديد من الفنادق الشهيرة والمتاجر الكبرى ، والأغنياء ظلوا يتناولونها على مدى سنوات طويلة ، وكم أقيمت العزومات ، الأفراح والليالى الملاح ، أعياد الميلاد والسبوع والطهور ، عشاء رجال الأعمال وهم يتباحثون فى أمور شركاتهم ومشاريعهم الجديدة وعلى شرف من سيتتم إفتتاحها ، ودائما ماكان الطبق الرئيسى فى تلك المناسبات هو الأرز بالحمير ، حساء الخيول بالكارى ، كفتة الغباء بجوز الطيب ، صينية البطاطس بالنهيق ، مكرونة بالصهيل ، والحلو أم على وذيل الحصان - على ذلك جمعوا ثروة طائلة دون أن يمت أحد؟ وإذا أصيب أحدهم احدهم مستقبلا بمرض عضال فهذا قدره ونصيبه ليس لنا يد فى إراده الله - فنقرأ الفاتحة ...............آمين - فلنبدأ ، نأتى بالحمير والأحصنة ، نذبحها فى دارى ثم نقسم الذبائح - اللحم الصافى وحده ، واللحم بالعظام ، الأرجل لها عشاقها ، لحم الرأس أرخص قليلا له زبونه ، وسوف ترى الإبتسامة على وجوه الناس المحرومة إذا تبرعنا بجزء من الذبائح للفقراء وحتى نضمن ان تحل البركة علينا ، ونكسب الدعاء والثواب خاصة اننا فى الشهر الفضيل - على بركة الله ، فى الغد نبدأ العمل ونستكمله بعد الإفطار، فى رمضان يحلو السهر - ظل النجار وصديقه يذبحان الحمير فى ( أوسيم ) ويبيعونها على أساس أنها لحوما بلدية ، إلى أن كشف الله أمرهما وفضح سرهمها وألقت الأجهزة الأمنية القبض عليهما وعثر على نصف حصان معد للبيع بعد تشفيته ، ألى هذا الحد وصل بنا الإجرام وانعدام الأخلاق ، كم أكل المصريون ( الديدان ) المستوردة من الصين على أساس أنها ( جمبرى ) ( السمكة الأرنب ) وهى سمكة سامة تباع رخيصة الثمن يقبل عليها البسطاء وسرعان مايصابون بالتسمم ، ( الطيور الجارحة ) بيعت على أساس انها ( ديوك رومى ) وكم من كلاب وقطط دخلت أمعاء الشعب المقهور على مدى العصور لأن الضمير غاب وارتحل منذ عقود ، كيف يكون شعور أى منا حينما يكتشف أنه تناول وأفراد أسرته لحوما محرمة ، وما تأثير ذلك على صحته الجسدية والنفسية الطمع والجشع باتا عنوانا لما آلت إليه أحوالنا التى تبعث على البكاء ، نعود لسيرتنا الأولى التى لن حيد عنها القانون والعقاب الرادع لهؤلاء القتلة معتادى الغش والإجرام ، القصاص ممن باعوا أنفسهم للشيطان والكسب الحرام