أكد الشيخ صالح عباس، وكيل الأزهر، أن المنهجِ الأزهريِّ يرفضُ التعصبَ والانغلاقَ ويرسِّخُ قيم التعدديةِ والتعايشِ السِّلمي جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح مركز تعليم اللغة العربية بإندونيسيا، على هامش مشاركته في الملتقى السادس لفرع منظمة خريجي الأزهر بإندونيسيا. أضاف، أن هناك علاقةٌ فريدة تربطُ الأزهرَ الشريفَ بدولة إندونيسيا تسودُها المحبةُ والتقديرُ والاحترامُ والإجلال، لافتًا إلى أن قواسمُ مشتركة تربطُ الشعبين، فالشعبُ الإندونيسي مشهودٌ له بالتسامحِ والوُدِّ والعيشِ المشترك. وقال إن العلاقاتُ المصرية الإندونيسية تعودُ إلى قرونٍ عدة، لافتًا إلى هناك اتفاقيةُ تعاونٍ بين الأزهرِ الشريفِ ووزارةِ الشؤونِ الدينيةِ الإندونيسيةِ لإنشاءِ العديدِ من المعاهدِ الابتدائيةِ والإعداديةِ والثانويةِ تقوم بتدريسِ المناهجِ الشرعيةِ، إضافة إلى اتفاقيةِ تعاونٍ مشتركٍ بين جامعةِ الأزهرِ والجامعاتِ الإندونيسية في شتى المجالاتِ العلميةِ والأكاديمية، موضحًاأن كليةُ الدراساتِ الإسلاميةِ أنشئت لتدريسِ المناهجِ الأزهرية بجامعةِ شريف هداية الله الإسلاميةِ بجاكرتا. وقال إن فضيلةُ الإمامِ الأكبرِ يحرص على زيارة إندونيسيا، وآخرها زيارةُ فضيلته في شهر مارس الماضي، حيث ألقى فضيلته كلمةً في افتتاح المؤتمر العالمي حول الوسطية في الإسلام، ولا يزال صدى الزيارةِ والحفاوةِ التي اُستُقبل بها مستمرًا لم ينقطع. وأشار إلى أن العلاقةُ القويةُ بين المصرية الأندونيسية توجت بإنشاءِ أولِّ مركزٍ لتعليمِ اللغة العربية لغير الناطقين بها خارجَ حدودِ جُمهوريةِ مصرَ العربيةِ، بإندونيسيا بتوجيهاتٍ من فضيلةِ الإمامِ الأكبر، متمنيًا أن يكون هذا المركزُ منبرًا شامخًا لنشرِ اللغةِ العربيةِ لغةِ القرآنِ الكريمِ، مَلِكَةُ لغاتِ العالم، أكثرُ اللغاتِ تحدثًّا ونطقًا، إحدى اللغات الست الرسميةِ، ولغاتِ العملِ المقررةِ بالجمعيةِ العامةِ للأممِ المتحدةِ ولجانِها الرئيسية، أغزرُ لغةٍ في التاريخ بعددِ مفرداتها؛ فقد بلغ عددُ مفرداتها اثنتي عشرةَ مليونِ مفردة، بينما لا يتجاوز عددُ مفرداتِ اللغةِ الفرنسيةِ مائةً وخمسين ألفِ مفردة، والروسيةِ مائةً وثلاثين ألفًا، والإنجليزيةِ الأكثر انتشارًا عالميًا لا يتجاوز عددُ مفرداتها ستمائةَ ألفِ مفردةٍ، ما يعني أن عددَ مفرداتِ اللغة العربيةِ يساوي خمسةً وعشرينَ ضعفَ عددِ مفردات اللغة الإنجليزية.