«ليس أمامنا إلا أن نغلقها وتجلس في بيوتنا حفاظاً علي أرواحنا وكرامتنا التي امتهنت.. لقد أصبحنا ملطشة للمواطنين وللبلطجية».. هذه عبارات يرددها المسئولون بمعظم مستشفيات المنوفية بعد حوادث عديدة تعرض لها أطباء وممرضون للضرب والإهانة من أهالي المرضي ومن البلطجية والمسجلين خطر، كما تم تحطيم كثير من الأجهزة والمعدات الطبية وغرف العناية المركزة احتجاجاً علي سوء الخدمة. وهذه الأحداث الدامية أبطالها أهالي أحد المساجين وشهرته «حماصة» والذي صدر ضده حكم بالحبس 3 سنوات في قضايا مخدرات.. وتحت تهديد السلاح الأبيض والشوم اقتحم أهله المستشفي التعليمي وهربوه إلي خارجه بعد تحطيم واجهة المستشفي وبعض الأجهزة الطبية والكثير من السيارات الملاكي والأجرة خارج المستشفي. واقعة أخرى يرويها د. محمد متولي مدير المستشفي التعليمي، فيقول: حضر أمين شرطة إلي المستشفي يوم الأحد قبل الماضي برفقة والدته المريضة للكشف عليها.. ورفض الانتظار لحين علاج الحالات التي كانت بالمستشفي فقام برفع سلاحه الميري وهدد الأطباء والعاملين لمدة 7 ساعات دون وجود للشرطة رغم الاستغاثات والصراخ.. وفي نهاية المأساة لم يتم محاسبته حتي الآن واكتفوا بنقله - كما قيل لنا إلي مدينة السادات! وأكد الدكتور متولي مدير المستشفي التعليمي نشوب مشاجرات يومية داخل المستشفي واعتداءات بين أهالي المرضي بعضهم بعضاً وبينهم وبين الأطباء والمرضى وكان آخرها اندلاع معركة داخل المستشفي بين عائلتين من قرية كفر طبندى بشبين الكوم استخدمت فيها الأسلحة البيضاء ولما أبلغنا الشرطة والمحافظة حضر إلى المستشفي اثنان من رجال الشرطة العسكرية ولم يستمر بقاؤهما سوي 24 ساعة وغادرا المستشفي في صباح اليوم التالي، أما الأمن فغائب تماماً عن المستشفي حيث ترك أفراد الأمن المتعاقدون مع المستشفي العمل بعد هذه الحوادث خوفاً علي حياتهم بعدما تعرض بعضهم للضرب والاعتداء من بلطجية.. وكان عددهم حوالي 17 فرد أمن مدني ولا يملكون شيئاً سوي سواعدهم وغير مسلحين، كما قامت أيضاً وزارة التنمية الإدارية بمنع هذه التعاقدات ووقف التعيينات. أيضاً تعرض أحد الأطباء الشبان لعلقة ساخنة وتكسير عظام من شقيق أحد المرضي بالمستشفي الجامعي بسبب اعتراض الأخير علي قيام الطبيب بالتحدث في الموبايل وعدم الكشف علي شقيقه وأصيب الطبيب الشاب بكسور في أسنانه.. ولم يقف الأمر عند ذلك بل تعداه إلي قيام نفس الشخص بالاعتداء علي بعض العاملين والممرضات بعد أن أصيب بحالة هياج داخل المستشفي دون أن يتدخل أحد! وقال د. محمد متولي مدير المستشفي التعليمي والمستشفي الجامعي إنه بعد ارتكاب هذه المهازل والبلطجة.. نحن مضطرون إلي أن نغلق باب المستشفيات التي تستقبل مئات الحالات يومياً ونغلقها - بالضبة والمفتاح - ونجلس في بيوتنا في إضراب مفتوح عن العمل للحفاظ علي كرامتنا وآدميتنا التي امتهنت علي يد أهالي المرضي وأرباب السوابق والبلطجية. وأضاف: الأطباء أصبحوا خائفين علي حياتهم بعدما صارت أرواحهم مهددة بالسلاح الناري والأبيض ويجب فوراً تعيين كمائن ونقاط شرطة ثابتة بها عدد كاف من أفراد الشرطة والجيش لردع هؤلاء المجرمين وحماية الأطباء والعاملين بالمستشفيات لكي يقوموا بتأدية رسالتهم الإنسانية علي أكمل وجه وإلا فلا مفر أمامنا إذا لم يتم الاستجابة لمطالبنا إلي الإضراب عن العمل وإغلاق المستشفيات تماماً مهما كانت النتائج.