ويواصل الكاتب الوفدي توفيق أبو علم قصيدته «هذه المرة» في الجزء الخاص بسلطة يوليه 1952 فيقول وجاءت سلطة يوليه اثنان وخمسون لترجع بمصر القهقري عقودا طوال حال تركت المجال الحربي إلي المدني لتدس الأنف جهلا في كل مجال بيداها رأت في الوفد عقبة تحول دون الأنا والمنال وأنه لا يمكن للساحة أن تتسع للعسكر والوفد معا بأي حال فلجأت لأحط الوسائل خسة تمزيقا لثوب الوفد إلي أسمال وانفردت بديكتاتورية السلطة وما فعلت إلا كل فساد وإخلال وجعلت من عموم الشعب طبقة ومن العسكر رتبة أعلي ودلال واعتمدت علي أهل الثقة وحدهم ولتجئ الأفعال بلا خبرة أو احتمال وماذا لو قد آثرت البناء بحب بدلا من صب النفوس بغل وإقلال؟ حيثما حقنت الشعب بالوهم خدرا ليغترفو أهم طباق ذهب وزلال وكلنا سيد في ظل الجمهورية شعارا أطلق دعما لحكم ضال وطمأنوه بالجنة الموعودة التي يكون فيها صاحب القرار بما يقال ووعدوه بالأحلام محبرا وتبرا وتركوه يصدم تدريجا بعقم البغال وباسم الثورة ارتكب كل جرم من قتل الأرواح وسلب الأموال وحكمت الناس بالقهر والجور والجوع وبالحمل الذي تنوء عنه الجبال وغلظت القلوب وأهدرت المعاني حتي فرقت بين الأخوة والأخوال وعلمت الناس بالغش والنصب ومن لم يفعل صار إلي زوال ولجأت للكذب والتمويه والخداع حتي قد لعبت القوم علي الحبال وأشاعت في البلاد حكم الإرهاب حتي نكّس الشعب رأسه ومال وأغرقت مصرنا بالديون التي أثقلته حتي حّط بها ودال وباعت رصيد مصر من الذهب وجلبت حروبا بكل حمق وارتجال وسرقوها حتي كثر صراخ الجوعي وإذ خربت، قعدوا فيها علي التلال وانهارت قيم الأخلاق تلقاء فوصلت بالمحروسة لأقصي الانحلال وأضحي الفساد ظاهرا وباطنا إشباعا لشهوة العبث والاستغلال وماتت الروح الوطنية تبعا وانهارت الرؤي دون إبدال أو إحلال بل أضاعت الهوية والتراث حتي بدت مصر في تيه وضلال وأضافت للزيف زعما يقول أن ثورة سعد باءت بفشل وأثقال وأن سعداً ليس بقائد ثورة بل امتطاها موجة بلا أهوال والحق أنها أم الثورات بلا نقدأو نقض أو اشكال وكم حققت هي من نجاحات وما أضاعها غير عونهم من الانزال حال أجهزوا عليها قاصدين من القريب وإلي البعيد بكل اشتمال والقصد هو النيل من قدر الزعيم حتي لا يبقي في الصورة غير جمال وراح كفاح الزعماء والشهداء سدي بفعل أسباب السفه والإهمال «إيضاح» وما كانت هي بالحق ثورة بل حركة خوف من قبض واعتقال ولعب الحظ فيها أدوارا مثيرة وبما لم يخطر علي القلب والبال وكتموها عجبا واستثمروها ثورة وقالوا أين هو المجد والجلال وكشفها الشعب بعد ستة عقود عصابة عسكر وحرمية بوزن الشوال وما كانت حكومات جد أو جد بقدر ما هي علي بابا والأربعين عيال ولتذهب سلطة يوليه إلي الجحيم بكسر القلة والزير وضرب النعال أن ما فعله العسكر بمصر هولا قد تركها قصيدة حزن وأطلال كلمات: توفيق أبوعلم