يحل غدًا الخميس الموافق 11من يوليو، ذكرى وفاة أحد رموز التجديد في الفقه الإسلامي وأهم دعاة النهضة والإصلاح في العالم العربي، الذي ساهم في إنشاء حركة فكرية تجديدية إسلامية، تهدف إلى القضاء على الجمود الفكري والحضاري و إعادة إحياء الأمة الإسلامية لتواكب متطلبات العصر، إنه الفقيه والمجدد الإسلامي المصري، الإمام محمد عبده. وفي ذكرى وفاته تعرض "بوابة الوفد"، أهم المحطات في حياته. ميلاده وحياته ولد الإمام محمد عبده، في 11 يوليو من عام 1266ه، في قرية محلة نصر ، بمركز شبراخيت في محافظة البحيرة، لأبٍ كان جده من التركمان، وأم مصرية تنتمي إلي قبيلة بني عدي العربية، درس في طنطا إلى أن أتم الثالثة عشرة حيث التحق بالجامع الأحمدي، ثم بالجامع الأزهر في عام 1866م، حصل على الشهادة العالمية في عام 1877م، وعمل بعد ذلك مدرسًا للتاريخ في مدرسة دار العلوم في سنة 1882م. عمله بالسياسة اشترك الامام محمد عبده، في ثورة أحمد عرابي ضد الإنجليز، وبعد فشل الثورة حكم عليه بالسجن ثم بالنفي إلى بيروت لمدة ثلاث سنوات، وسافر بدعوة من أستاذه جمال الدين الأفغاني إلى باريس سنة 1884م، وأسس صحيفة العروة الوثقى، وفي عام 1885م غادر باريس إلى بيروت، وفي ذات العام أسس جمعية سرية بذات الاسم، "العروة الوثقى". حياته بعد الثورة العربية وفي عام 1886م، اشتغل محمد عبده، بالتدريس في المدرسة السلطانية وتزوج في بيروت من زوجته الثانية بعد وفاة زوجته الأولى، وفي عام 1889م، عاد إلى مصر بعفو من الخديوي توفيق، ووساطة تلميذه سعد زغلول، وإلحاح نازلي فاضل على اللورد كرومر كي يعفو عنه ويأمر الخديوي توفيق أن يصدر العفو. المناصب التي تدرج بها -في عام 1889م عُين محمد عبده، قاضياً بمحكمة بنها، ثم انتقل إلى محكمة الزقازيق ثم محكمة عابدين ثم ارتقى إلى منصب مستشار في محكمة الاستئناف عام 1891م. -في 3 يونيو عام 1899م / 24 محرم 1317 ه عُين في منصب المفتي، وتبعاً لذلك أصبح عضواً في مجلس الأوقاف الأعلى. -في 25 يونيو 1890م عُين محمد عبده عضواً في مجلس شورى القوانين، وفي سنة 1900م / 1318 ه أسس جمعية إحياء العلوم العربية لنشر المخطوطات، وزار العديد من الدول الأوروبية والعربية. -وفي سنة 1889م عُين قاضياً بمحكمة بنها، ثم انتقل إلى محكمة الزقازيق ثم محكمة عابدين ثم ارتقى إلى منصب مستشار في محكمة الاستئناف عام 1891م. -في 3 يونيو سنة 1899م / 24 محرم 1317ه صدر مرسوم خديوي وقعه الخديوي عباس حلمي الثاني، بتعيين الامام محمد عبده مفتياً للديار المصرية. من فتاويه بلغت عدد فتاوي الإمام محمد عبده 728 فتوى، عن الوقف وقضاياه، والميراث ومشكلاته، والمعاملات ذات الطابع المالي والآثار الاقتصادية، مثل البيع والشراء، والإجازة والرهن والإبداع، والوصاية والشفعة والولاية على القصر، والحكر والحجر والشركة وإبراء الذمة، ووضع اليد والديون واستقلال المرأة المالي والاقتصادي. كما كان بعضها عن مشاكل الأسرة وقضاياها، من الزواج، والطلاق والنفقة والإرضاع والحضانة، والإقرار بالغلام المجهول، وعدد فتاواه في ذلك 100 فتوى، وعن القود والقتل والقصاص، عدد فتاواه في ذلك 29 فتوى، وفي موضوعات متنوعة ومختلفة، عدد فتاواه في ذلك نحواً من 87 فتوى. وفاته شارك الإمام محمد عبده، في إيقاظ وعي الأمة نحو التحرر، وبعث الوطنية، وإحياء الاجتهاد الفقهي لمواكبة التطورات السريعة في العلم، ومسايرة حركة المجتمع وتطوره في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية، وظل مفتياً للديار المصرية ست سنوات كاملة حتى وفاته عام 1905م.