لجأت شيرين إلى محكمة الأسرة بالبساتين لتحرر دعوى طلاق للضرر، من زوجها التي كرهت المعيشة معه بعد إسائته العشرة لها، وتعدِّيه عليها بالضرب. وقفت الزوجة الثلاثينية على مقربة من غرفة محاطة بألواح زجاجية بمحكمة الأسرة، في انتظار أن ينتهى المحكم الخمسينى من أعماله الكتابية حتى تلقي على مسامعه أسباب طلبها بالتفريق بينها وبين زوجها "عبدالرحمن" قالت الزوجة فى بداية حديثها: "كنت كأي فتاة، أحلم أن أرتدى الفستان الأبيض، وعندما تقدم عبدالرحمن لخطبتي، وأن يكمل معى ما تبقى من حياته، وافقت دون أن أعطى لنفسى ولأهلى وقتا كافيًا كي نتحرى عن سيرته جيدًا، ونختبر صدق كلمات الوسيط الذى قال عنه إنه تقي وحسن الخلق وسيحسن معاشرتى، ويصون كرامتى، وخلال شهور لا يتعدى عددها أصابع اليد الواحدة أنهيت كل التجهيزات الخاصة بالبيت والعرس". تواصل الزوجة حديثها بصوت تتلون نبراته بالخوف والقلق: "وما إن أُغلق علينا باب بيت واحد حتى تبددت أحلامي وانطفأت سعادتى، وبدأت أدرك حجم الجُرم الذى ارتكبته فى حق نفسى بتسرعى وسوء اختيارى، وأصطدم بطباع زوجى الحادة ولسانه السليط، ويده الطائشة التى كانت تطالنى لكماتها وصفعاتها بسبب وبدون سبب". وتابعت الزوجة في انكسار: "ورغم ذلك صمت حفاظًا على استقرار ابني "محمد"، وخشية أن أحمل لقب مطلقة، ويبدو أن صبرى وتحملى دفع زوجى للتمادى فى طغيانه وتنكيله بى، وفى آخر مرة انهال على بالضرب كعادته بعد نشوب خلاف بسيط بيننا قمت بتحرير محضر ضده". تحاول الزوجة السيطرة على الارتعاشة السارية فى أوصالها وهى تنهى روايتها: "وبعدها طردني أنا وابني، طلبت الطلاق لكنه رفض وتطاول على أهلى وسبهم على مرأى ومسمع من الجميع، فلجأت إلى محكمة الأسرة طالبة تطليقي منه للضرر".