تاه بنو إسرائيل أربعين عاماً في الصحراء نتيجة مخالفتهم لأوامر الله ، وعدم دخولهم الأرض المقدسة ، وبعدما مات موسى جاء نبى آخر من إسرائيل ، وكان بنو إسرائيل قد تأدبوا بالعقاب الذي عاقبهم الله به في الصحراء ، فاطاعوا النبى الجديد ،ودخلوا فلسطين وهزموا سكانها الذين كانوا كفارا في ذلك الوقت ، ولكن بعد ذلك وقعت حروبا بينهم و بين أهل فلسطين ، وههزمهم أهل فلسطين واخرجوهم من ديارهم. اجتمع اكابر بنى إسرائيل وفكروا في حالهم ، فرأوا أن يذهبوا إلى نبيهم الذي أرسله الله إليهم ، وعندما قابلوه قالوا له:"لقد أزلنا أعداؤنا وهزمونا وشتتونا." فقال لهم نبيهم :"وماذا تريدون؟" ، فقالوا :"نريد أن تدعو ربك ليجعل علينا مليكا يحكمنا ، ويجمعنا حوله ككل شعوب الارض، ويقودنا للقتال في سبيل الله.". أخذ النبى يصلي لله ، ويدعوه أن يجيب رغبة قومه ، وبنما وهو يصلي أوحى الله إليه بأنه سيجعل طالوت ملكا عليهم ، فخرج إلى قومه وأخبرهم بذلك ، وعندما أصبح طالوت ملكاً عليهم طلب منهم أن يستعدوا لقتال أعدائهم ؛ فخرج فيمن خرج مع طالوت داود وإخوته وأبوه ، وكان قد خرج معهم ليقدم لهم الطعام والماء أثناء القتال ، وعندما ألتقى جنود طالوت بجنود جالوت حاكم فلسطين صاح طالوت في جنوده قائلاً:" من يقاتل جالوت؟" ، فلم يخرج أحد ، فقال جالوت : "هل من احد يريد أن يقاتلني؟" ، فخرج داود من الصفوف وقال :"أنا أقاتلك." ، وتمكن داود من قطع رأس جالوت ، وعندما رأى جيش جالوت ذلك فروا هاربين وأنتصر بنو إسرائيل بفضل داود. كان داود كثير العبادة والصوم والصلاة ، فآحبه الله وآتاه الملك على بنى إسرائيل ، وعلمه اشياء كثيرة ، وقال له :"يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض ، فاحكم بين الناس بالحق ، ولا تتبع الهوى" ، ولم يكن داود يمضي كل وقته في الصلاة والصوم ، وأنما كان يعمل بيده ليأكل على الرغم من أنه ملك ، وكان الله قد آلان له الحديد ، فكان يصنع منه دروع الحرب ، وعلم الناس صنع الدروع ليلبسونها في الحروب . تزوج داود زوجات كثيرات ، فكان له تسع وتسعون إمراة ، وفي من الأيام وقف في شرفة قصره ، فإذا به يرى آمرأة جميلة ، فأراد أن يتزوجها ولكنها كانت متزوجة ، فماذا يفعل؟ ، وعندما دخل داود إلى محرابه ليصلي إلى الله دخل عليه رجلان ، وقالا له :"نحن خصمان بغي بعضنا على بعض ، ونريدك أن تحكم بيننا بالحق." ، فقال داود :"وما قصتكما؟" ، فقال أولهما :"أن هذا أخي له تسعة نعجة." ، فقال داود :" لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه." ، وهنا أختفى الرجلان فجأة ، فعلم داود أنهما ملكان أرسلهما الله ليفهماه خطأه ، فخر راكعاً لله و اخذ يبكي و يستغفر الله ، فأوحى الله إليه بأنه قد غفر له ، وبأنه سيرزقه بابن حكيم مثله يدعى سليمان.