عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة، فى أغسطس 2013، لم تكتفِ وقتها اليد الإرهابية الغادرة بحرق سيارات الشرطة وتخريب عدد من المبانى الحكومية وزرع العبوات الناسفة فى الميادين العامة، بل امتدت إلى دور العبادة لتخريبها، وهدم هياكلها. وكان لمحافظات الصعيد النصيب الأكبر من هذا الفساد الإخوانى، إذ تعرض عدد كبير من الكنائس فى محافظاتالمنياوأسيوط وبنى سويف للاعتداء. وجاء وعد الرئيس عبدالفتاح السيسى للأقباط بترميم الكنائس التى تعرضت للتخريب الإرهابى، كالسيف نافذا، الأمر الذى دفع كل أجهزة الدولة للتكاتف لإنجاز إعادة إعمار هذه الكنائس، بعد تقسيمها إلى مرحلتين، ضمت المرحلة الأولى الكنائس التى تعرضت لهدم جزئى، أما المرحلة الثانية، فضمت الكنائس التى طالتها يد الاعتداء الكامل، سواء بالحرق أو بالهدم. فمنذ ذلك التاريخ وعقب تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسى، للهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، بإعادة بناء وترميم الكنائس التى طالتها يد الإرهاب، وتعمل الدولة ليل نهار من أجل إعادة الإعمار والبناء والترميم لترسم البسمة على وجوه الإخوة المسيحيين. ففى المنيا سيطرت حالة من السعادة والفرحة على المواطنين المسلمين والمسيحيين، بعد إعادة بناء وترميم الكنائس التى دمرها الإخوان بالحرق والهدم عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة فى أغسطس 2013. وترصد «الوفد»، بالأسماء والأرقام، الكنائس التى تمت إعادة ترميمها وبنائها عقب موجة العنف التى شهدتها المحافظة، بعد فض اعتصامى الإخوان برابعة العدوية والنهضة والذى قام من خلاله أنصار الجماعة والمنتمون لها بحرق عدد من الكنائس ومجمعات الخدمات التابعة لها وعدد من المنشآت القبطية والعامة والشرطية، وكان نصيب المنيا الأكبر بين محافظات مصر. فقد نجحت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بإعادة ترميم تلك المنشآت التى تعرضت للتخريب، وعددها 69 كنيسة وملحقاتها للطوائف الثلاث الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية، فى يوم فض الاعتصام، وتم الترميم على 3 مراحل، من بينها الكنيسة الإنجيلية ببنى مزار، وكذلك الكنيسة الخمسينية، والتى تمت إعادة افتتاحها بعد 22 عاما من التوقف. وجاءت كنيسة الأمير تادرس الشطبى بمدينة المنيا التابعة لطائفة الأقباط الأرثوذكس فى أولى تلك المراحل، والتى تمت إعادتها فى تحفة فنية رائعة وكنيسة «العائلة المقدسة» بملوى، ومبنى الخدمات الملحق والكنيسة الإنجيلية بملوى أيضا، حيث إنها حرقت وهدمت بالكامل بعد أحداث فض اعتصامى رابعة والنهضة. كما تم ترميم كنائس «الآباء اليسوعيين بحى أبو هلال، وواجهة مبنى الخدمات الداخلية وواجهة المركز الطبى التابع لها فى كنيسة مارمينا للأقباط الأرثوذكس بمنطقة أبوهلال بمدينة المنيا، والكنيسة الإنجيلية بالكامل بمنطقة جاد السيد بالمنيا، ومدرسة ودير راهبات القديس يوسف بالمنيا، وكنيسة الأنبا موسى الأسود بمنطقة أبوهلال بالمنيا، ومار يوحنا بشارع السوق بالمنيا، وكنيسة مارمرقص للأقباط الكاثوليك بحى أبو هلال، والكنيسة الرسولية الثالثة بعزبة إسكندر، وأبو هلال المنيا وكنيسة نهضة القداسة الثانية بالمنيا، وكنيسة السيدة العذراء للأقباط الأرثوذكس، والكنيسة المعمدانية مركز بنى مزار والكنيسة الإنجيلية ومبنى الخدمات الملحق بها». العذراء تتجمل وتمت إعادة ترميم دير العذراء والأنبا إبرام وكنيسة العذراء الأثرية وكنيسة مارجرجس ومبنى خدمات ومقر إقامة للأسقف، وحضانة للأقباط الأرثوذكس بقرية دلجا مركز دير مواس وكنيسة الإصلاح بقرية دلجا بدير مواس، ومبنى الراعى الصالح للخدمات التابع لمطرانية دير مواس للأقباط الأرثوذكس، والكنيسة الإنجيلية، وكنيسة الله بمدينة ملوى. وفى شهر يناير من العام الحالى، قامت المحافظة بالانتهاء من بناء سور دير أبوفانا، وهو إحدى المشاكل المرحلة منذ عام 2006، وكذلك الموافقة على بناء استراحة ملحقة بكنيسة السيدة العذراء بدير جبل الطير بسمالوط، عن معاينة خط سير العائلة المقدسة فى سمالوط، وبحث تطوير منطقة كوم ماريا بملوى لخدمة الحجاج المسيحيين فى العالم بأسره. كما افتتح اللواء قاسم حسين، محافظ المنيا، الكنيسة الإنجيلية المشيخية بمركز ملوى عقب انتهاء الهيئة الهندسية للقوات المسلحة من إعادة بناء الكنيسة بالكامل، فى إطار تنفيذ تكليفات رئيس الجمهورية بإعادة بناء وترميم كل الكنائس والمنشآت التابعة لها، والتى تعرضت لأعمال تخريبية على يد جماعة الإخوان الإرهابية، عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة 2013. وتقع الكنيسة على مساحة 1552 مترا مربعا، وتتكون من أربعة مبانٍ أساسية لمختلف الفئات والأعمار، حيث تضم الكنيسة مبنى رئيسيا مكونا من طابقين وجاليرى ومبنى فرعيا أول يتكون من سبعة طوابق ويستخدم للخدمة والاجتماعات الصغيرة ومبنى فرعيا ثانيا يضم ثلاثة طوابق كل طابق يخدم عمر وفئة معينة من الأشخاص، ومبنى فرعيا ثالثا يتكون من طابقين كل طابق عبارة عن قاعة مساحة الأولى 70 مترا والثانية 100 متر. وفى سوهاج شيدت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة مطرانية مار جرجس، وأصبحت فى أبهى صورها مرة أخرى، بعد أن حاصرتها عصابة الإخوان الإرهابية فى أغسطس 2013 وكسروا بابها الرئيسى ألقوا وابلًا من قنابل المولوتوف على الكنائس التى يضمها سور المطرانية، وهى كنائس: مار مرقص ومبنى الخدمات الملحق بها، وكنيسة العذراء وكنيسة الأنبا أبرام، كما أشعلوا النيران فى السيارات الموجودة داخل السور. وحاولوا تفجير المطرانية بأسطوانات غاز ولكنهم فشلوا، فبدأوا بإشعال النيران فى المحال التجارية المجاورة لها والمملوكة للأقباط، ثم اقتحموا العمارات التى يسكنها مواطنون أقباط واعتدوا على بعضهم، مما دفع الباقين إلى ترك منازلهم وأموالهم والهروب. وألقت قوات الشرطة القبض على المتهمين باقتحام وحرق المطرانية وأحيل 119 إخوانيًا للمحاكمة. لم تسلم دور العبادة فى محافظة أسيوط من هجمات جماعة الإخوان الإرهابية، التى دمرت 6 كنائس، بعد اقتحامها وإضرام النيران فيها. وتعرضت كنائس نهضة القداسة، وسانت تريزا بأسيوط، ومطرانية أسيوط للأقباط الأرثوذكس، وماريو حنا بمركز أبنوب، ومطرانية القوصية بمركز القوصية، وكنيسة الملاك إلى عملية تخريب ممنهجة فى الأحداث، التى وقعت بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة. وتمكنت الإدارة الهندسية بالقوات المسلحة، من إعادة ترميم ال6 كنائس بالمحافظة، وإنهاء أعمال الصيانة والإصلاح للغرف، التى تم حرقها بالكامل، وترميم المناطق التى تم هدمها، بتكلفة 15 مليون جنيه، تنوعت ما بين أعمال إنشائية، وترميمات، وتحملت القوات المسلحة التكاليف بالكامل. فى الفيوم طالت أيدى التخريب الإخوانية 5 كنائس، ومركز الشباب التابع لكنيسة منشأة لطف الله، وتم تدمير المبانى بالكامل على يد العناصر الإرهابية الذين أشعلوا النيران بداخلها، ما أدى إلى تفحمها. ودخلت كنيسة الأمير تادرس بقرية السنجا بأبشواى ضمن المرحلة الأولى لعملية الترميم التى تتم تحت إشراف القوات المسلحة، كما تضمنت المرحلة الثانية تطوير كنيسة العذراء، ومبنى الخدمات بوسط قرية النزلة، وكنيسة الأمير تادرس بقرية ديسيا. منذ أكتوبر عام 1898 ومدرسة الراهبات الفرنسيسكانيات الأثرية بمحافظة بنى سويف، تقدم خدماتها التعليمية لأبناء المحافظة من المسلمين والمسيحيين، وتخرج فيها الآلاف على مدار قرن و15 عامًا، لكن عناصر تخريبية من جماعة الإخوان استهدفت المدرسة يوم 14 أغسطس 2013 عقب فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، وأحرقتها بالكامل. وعلى الفور أصدر المشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع آنذاك، قرارًا بتحمل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تكلفة ترميم المدرسة بالكامل وإنشاء المبنى الجديد. وأعادت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، تأهيل المدرسة من جديد وأعادت بناء الفصول ومبنى الإدارة وأضافت مبانى جديدة. وتم الافتتاح فى حضور المهندس مجدى البتيتى، محافظ بنى سويف السابق، واللواء أركان حرب طاهر عبدالله، مساعد وزير الدفاع والإنتاج الحربى، الذى ألقى كلمة فى الافتتاح ليؤكد فخره بانتمائه إلى تلك المدرسة. رغم ابتعادها عن مسرح الأحداث فى رابعة والنهضة، فإن يد الإرهاب الآثمة امتدت أيضا إلى محافظة السويس، التى شهدت عددا من الاعتداءات الإرهابية على دور العبادة المسيحية، ونجحت فى تدمير عدد من التماثيل والأيقونات التاريخية والأثرية، والاستيلاء على أموال التبرعات بالكنائس. ودمرت مظاهرات العناصر المنتمية إلى جماعة الإخوان الإرهابية، فى المحافظة، كنيستين للأقباط الأرثوذكس فى شارع الجيش، كما قامت العناصر الإرهابية بتدمير كنيسة الراعى الصالح، ومدرسة الآباء الفرنسيسكان، الملاصقة لكنيسة تحمل الاسم نفسه. وكانت كنيسة ودير راهبات الراعى الصالح الأكثر تضررا فى الأحداث التى شهدتها المحافظة، وبلغت الخسائر وفقا لتقارير الهيئة الهندسية للقوات المسلحة حوالى 4 ملايين و600 ألف جنيه. ونظرا لقيمته التاريخية، بادر المسيحيون فى التبرع لإعادة ترميم مبنى كنيسة الراعى الصالح، من أجل استمرار الصلاة فيها، وتولت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة منذ 2015، عملية الإصلاح والتطوير والترميم، حتى تم افتتاحها مرة أخرى فى 2017. فى نطاق القاهرة الكبرى كانت محافظة الجيزة صاحبة النصيب الأكبر من الاعتداءات، وطال الاعتداء 4 كنائس تهدمت تماما، الأولى فى منطقة كرداسة، التى شهدت تدمير كنيسة السيدة العذراء مريم للأقباط الأرثوذكس، فيما شهد قطاع العمرانية احتراق كنيسة تحمل اسم الشهيد المصرى مار مينا، الشهير بلقب العجائبى. أما فى بولاق الدكرور، فتعرضت كنيسة السيدة العذراء بشارع عشرة إلى حريق هائل، أسفر عن احتراق كل ما بداخلها، ما تطلب إعادة ترميمها كليا. وتعرضت كنيسة السيدة العذراء مريم بمدينة الصف، إلى الاحتراق الكامل، نتيجة اندلاع النيران فى مكتبتها، كما أتت على مخزونها من الكتب والمقاعد والستائر، وقماش الهيكل والمذبح. وضمت القائمة مطرانية أطفيح للأقباط الأرثوذكس بالجيزة، التى تعرضت لاعتداءات نالت منه أجزاء وأوجه السور، وتمت معالجته فيما بعد أثناء الترميم، على يد القوات المسلحة. الأمر نفسه عانت منه كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل للأقباط الأرثوذكس، بكرداسة، بعدما حوصرت من عناصر الجماعة الإرهابية، لعدة أيام، ما نتجت عنه أضرار جسيمة داخل وخارج المبنى، واضطرت الكنيسة إلى الإغلاق لفترة لحين الانتهاء من الترميم، وتجاوز الآثار المدمرة للاعتداء عليها بالمولوتوف والحجارة. ونجحت جهود الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، فى إعادة ترميم معظم هذه الكنائس والتغلب على آثار الاعتداءات.