تعد ثورة 30 يونيه المجيدة هى احدى اعظم الثورات الشعبية التى شهدها العالم اجمع عبر التاريخ، لأنها انقذت مصر من الفاشية الاخوانية، واعادت لمصر كبرياءها، وأجمل ما فيها انها نبعت من قلب الشعب وبإرادة شعبية، وانحاز لها جيش مصر العظيم الحامى الاول للشعب بعد الله سبحانه وتعالى. والجميل ان هذه الثورة ضمت كل فئات المجتمع وكل شرائحه، لم يكن هناك مصرى واحد يعشق هذا البلد الا وشارك فيها ،الكل خرج للشارع باستثناء من كانت لديه اسباب صحية. ومن بين تلك الشرائح كان نجوم الفن الذين كان لهم دور بارز فى هذه الثورة المجيدة. الشرارة الاولى للثورة من امام وزارة الثقافة على كورنيش النيل، حيث تجمع كل فنانى مصر فى وجه وزير الثقافة الاخوانى فى ذلك الوقت بعد ان قرر عزل الدكتورة ايناس عبد الدايم من مصبها كرئيس للأوبرا وهنا خرج كل الفنانين بمختلف انتماءاتهم للدفاع عن ثقافة مصر التى اراد هذا الوزير اخونتها. تحول الرصيف المقابل للوزارة الى مسرح كبير جمع كل نجوم الفن تمثيل واخراج وموسيقى وباليه. وعندما هب الشعب يوم 30 يونيه خرجت مسيرة لنجوم الفن ضمت يسرا والهام شاهين وانغام وجلال الشرقاوى وليلى علوى واشرف زكى وروجينا والمخرج محمد فاضل وفردوس عبدالحميد وايناس عبدالدايم واحمد عبدالعزيز ودلال عبدالعزيز ورجاء الجداوى وغادة رجب وحسين فهمى ولقاء سويدان وخالد النبوي، وحسين فهمي، خالد صالح رحمه الله، نادية الجندي، كريم عبدالعزيز، رجاء الجداوي، هانى رمزي، أحمد حلمي، ومحمود قابيل، وتامر حسنى، ومحمد حماقى ،وفاء عامر وسامح الصريطى كانت مفاجآة، أن يشارك الفنان «جميل راتب» رحمه الله رغم كبر سنه ومرضه، الفنان عزت العلايلي، الذى القى خطبة هزت ارجاء المسرح الكبير بالاوبرا خلال احدى المناسبات وكان مضمونها يسقط حكم المرشد والاخوان. ولا ننسى الدور الكبير الذى لعبه الفنان الكبير عمر خيرت من خلال حفلاته، التى كان يدوى هتاف تحيا مصر خلالها، ولا ننسى دور الفنان الكبير رمزى يسى رغم وجوده فى الخارج الا انه كان حريصا على الحضور لدعم ثورة الشعب، كما شارك فنان الباليه هانى حسن الشهير بزوربا المصرى فى الثورة سواء بتقديم مشاهد من اهم الباليهات امام الوزارة قبل انطلاق الثورة، او من خلال الخروج فى 30 يونيه ولعب هانى دورا مؤثرا خلال اعتصام وزارة الثقافة، ايضا تواجد الدكتور احمد مجاهد الرئيس الاسبق لهيئة قصور الثقافة، وبعض نجوم فرق الموسيقى العربية بالأوبرا بتقديم فقرات غنائية. ومن خلال استعراض هذه الاحداث ينكشف لنا كم ساهم النجوم فى هذه الثورة قبل واثناء انطلاقها. الفنانون لعبوا دورًا كبيرًا مباشرًا ومؤثرا خلال ثورة 30 يونيه، وكانت مشاركتهم فى الأحداث جاذبة للجماهير باعتبارهم قادة رأى وموقفهم كان متوافقًا مع التركيبة الفعلية للشعب المصرى الرافض لحكم الإخوان. لكن يبقى السؤال: هل استطاع الفن ان يعبر عن هذه الثورة المجيدة، الكل يرى ان نجوم الفن كانوا اكثر تأثيرا خلال الثورة، لكنهم بعد الثورة لم يقدموا عملا واحدا على مستوى الدراما والسينما، يناسب هذه الثورة العظيمة ويؤرخ لهذه الفترة التى عاشت فيها مصر اياما هامة فى تاريخها، رغم انتظار الناس فى الشارع المصرى والعربى لهذا، خاصة ان الشارع وقتها شهد احداثا من السهل ان يحولها اى سيناريست الى حدوتة شعبية، خاصة ما حدث امام وزارة الثقافة قبل اندلاع الثورة، حيث كان المكان ممتلئا بكل ابناء مصر من كل الفئات، الكل جاء لحماية مصر ممثلة فى وزارة الثقافة من الاخوان. ففى هذه الايام ظهرت على حق ما يسمى بالفن مقاومة. اما على مستوى الاغنية ظهرت بعض الاعمال الغنائية لكنها لم تكن على مستوى الحدث، رغم التاريخ المصرى الكبير فى الغناء الوطنى، الذى ارخ لكل المناسبات التى عاشتها مصر من حروب مثل العدوان الثلاثى ونكسة 67 وانتصار عام 1973الى جانب المشروعات الضخمة مثل بناء السد العالى ،وتحرير سيناء، لكن ثورة 30 يونيه المجيدة لم نعبر عنها بالأغنية بالشكل الذى يتناسب مع اهميتها ورغم ما تمثله من مرحلة هامة فى تاريخ مصر، ويعود هذا الامر الى ابتعاد نجوم التلحين والغناء الكبار عن الساحة الغنائية لاسباب مختلفة، وبالتالى كانت محاولات التعبير عن هذه الثورة المجيدة ضعيفة فنيا ولا ترتقى لاهميتها.