تحية وتعظيم سلام للقوات المسلحة المصرية ومجلسها الأعلى الذى تعامل مع الثورة المصرية، بمنطق أكثر من رائع، ورفض كل الضغوط الأمريكية والغربية ومن بعض الدول العربية التى كانت تسعى إلى تحويل مصر إلى بحور من الدم.. لقد كانت العسكرية المصرية فى اختبار صعب من وجهة نظرى أشد من صعوبة المعارك الحربية والعمليات القتالية، ورغم ذلك اجتازت القوات المصرية كل الألغام التى كانت موضوعة أمامها من الداخل على يد قلة خائنة باعت ضمائرها للشياطين الأمريكيين، ومن الخارج من المخططات التى كانت تقصد ولاتزال إنزال مصر فى الفوضى والاضطراب وخلق المشاكل والتصعيد مع جيش مصر العظيم. لقد استوعب المجلس العسكرى فى مصر كل الظروف التىأحاطت بالثورة المصرية وتعامل بحكمة بالغة مع كل الأخطار الخارجية والداخلية التى كان تريد أن تنزل بالقوات المسلحة المصرية الوهن والضعف وخلق الصراع بداخله وتفتيت قواه، ولقد تعامل المجلس العسكرى مع كل هذه الظروف غير الطبيعية باقتدار بالغ وحكمة رائدة، وحمت القوات المسلحة المصرية ثورة الشعب العظيم حتى تم انتخاب أول رئيس مدنى للبلاد بإرادة شعبية، وتم نقل السلطة إلى الرئيس الجديد برعاية القوات المسلحة المصرية الباسلة،فى سابقة تعد الأولى من نوعها فى تاريخ انتقال السلطات السلمى، ولاتزال القوات المسلحة المصرية، حريصة على عدم جرها إلى متاهات ومواقف غير طبيعية تضر فى النهاية بمصالح الشعب المصرى.. ورغم الهجوم الشديد على القوات المسلحة من هنا وهناك لجرها إلى مواقف غير محسوبة العواقب إلا أن قادة مصر العسكريين كانوا أكبر من كل هذه المواقف وتصدوا بكل حزم وحسم وحكمة لكل من تسول له نفسه إحداث الفوضى والاضطراب بالبلاد. وهذا هو الفرق بين مصر العظيمة وأحداث ثورتها التى أسقطت النظام السابق، وبين ما يحدث من أحداث فى مراحل الثورة السورية التى تجاهد من أجل إسقاط النظام السورى الحاكم.. القوات المسلحة السورية بلعت الطعم الأمريكى والغربى وراحت تنزل العقاب وتتحدى إرادة الشعب التى هى فوق كل إرادة، لقد تعاملت القوات السورية مع الشعب بمنطق معكوس، وأصبح ولاء الشعب السورى لقواته السلحة مهدراً ولا يثق فيها، حتى وصل بالإرادة السورية الشعبية أن تقدم على عمليات قتالية ضد قادة الجيش المؤجج بالأسلحة.. عملية مصرع وزيرى الدفاع والداخلية ومدير المخابرات، تعنى أن إرادة الشعب لا تعلوها أى إرادة فى الدنيا، فلا الأسلحة ولا الدبابات والمروحيات القتالية ترهب الشعوب ولا تقوى على الصمود أمام الإرادة الشعبية.. لقد أججت أمريكا وحلفاؤها غضب القوات السورية بنظام الإدارة عن بعد، وجعلتها تتخذ موقفاً صلداً ضد الشعب السورى، وبدأ الصراع بين السلطة والشعب، وغالباً ما ينتصر الشعب فى أى صراع مع أى نظام مهما كان قوياً، لكن عامل الوقت هو الذى يحدد النتيجة لصالح الإرادة الشعبية. القوات المسلحة السورية تخسر قوتها دن أن تدرى فى حربها مع الشعب السورى، وتفتيت القوات العسكرية السورية هو مطلب أمريكى غربى صهيونى، وهو الهدف الرئيسى من وراء استغلال ثورة السوريين ضد الظلم والقهر والعدالة الاجتماعية المفقودة. الآن فرحة إسرائيل عارمة ونشوة النصر الأمريكى تتعالى وهى ترى الوهن والضعف يصيب القوات المسلحة السورية،ومصلحة إسرائيل تتحقق على أرض الواقع دون أن تبذل أى جهد أو تعب، وبحور الدم التى تجرى للشعب السورى هى منتهى أمنية واشنطن وتل أبيب.. ويخطئ كل الخطأ من يظن أن واشنطن تريد خيراً لسوريا أومصر التى فوتت قواتها المسلحة العظيمة الفرصة على إسرائيل والولايات المتحدة فى تحقيق مآربها، فى حين سقطت القوات السورية فى الفخ المنصوب لها.. وهذا هو الفرق بين من ينتصر لإرادة الشعب ومن يعاديها، وهى الحكمة التى تتمتع بها القوات المسلحة المصرية ومجلسها الآن.. حفظها الله ووقاها شر الأمريكان والصهيونية، فهم أجناد الله على الأرض.