الكويت عاصمة للحرارة العالمية وعلى خط الاستواء!!

على الرغم من أنها ليست على خط الاستواء وما زلنا فى شهر يونيو ولم نصل بعد إلى شهرى يوليو وأغسطس إلا أن درجة الحرارة فى الكويت سجلت خلال الأيام القليلة الماضية أعلى درجات الحرارة القياسية فى العالم واستحقت عن جدارة لقب عاصمة الحرارة العالمية، وحسب تصريحات خبراء الأرصاد الجوية فى الكويت من المتوقع أن تشهد المزيد من الارتفاع الشديد لتصل درجة الحرارة تحت الشمس إلى أكثر من 65 درجة مئوية. ويبدو من المؤشرات الأولية أن صيف 2019، سيكون مختلفاً تماماً عن فصول الصيف فى الأعوام السابقة، حيث شهدت بداياته ارتفاعاً غير مسبوق فى درجات الحرارة وسجلت حسب القياسات الرسمية 51 درجة فى الظل وسط سقوط أولى ضحايا ارتفاع درجة الحرارة وهو نقاش مصرى عثر عليه وقد فارق الحياة بعد اصابته بضربة شمس قوية، ووقوع عدد من حوادث السيارات نتيجة انفجار الإطارات لعدم تحملها درجة حرارة الأسفلت والذى وصل درجة حرارته إلى 80 درجة مئوية على الطرق السريعة، وأيضا تزايد معدلات الحرائق اليومية، وارتفاع الأحمال الكهربائية فى الكويت لتلامس المنطقة الصفراء فى المؤشر الكهربائى، وهو الذى يسبق المنطقة الحمراء فى المؤشر مباشرة.
انقطاع كهربائى
وأدى ارتفاع درجات الحرارة، وتزايد الطلب على الكهرباء والماء إلى حدوث انقطاعات فى التيار الكهربائى فى عدد من المناطق فى الكويت، وتعاملت معها فرق الطوارئ فوراً ونجحت فى إعادة التيار مرة أخرى خلال فترة وجيزة، وشهد عدد من المناطق انقطاعاً فى المياه نتيجة تزايد الطلب عليها، إلا أنها سرعان ما عادت إلى معدلاتها الطبيعية بعد انخفاض درجات الحرارة تدريجياً على مدار اليوم.
حرائق
وأعلنت الإدارة العامة للإطفاء الكويتية ارتفاع نسبة بلاغات الحرائق بشكل كبير خلال الساعات الماضية، ودعت المواطنين والمقيمين إلى ضرورة توخى الحيطة والحذر إزاء ارتفاع درجات الحرارة، والتى تؤدى إلى زيادة معدلات الحرائق بسبب لجوء البعض إلى تشغيل أجهزة التكييف بلا توقف، وهو ما يزيد الأحمال على التيار الكهربائى، ويزيد احتمالية اندلاع الحرائق. وقد اندلع حريق ضخم فى مبنى قيد الإنشاء بمنطقة شرق بسبب الارتفاع الكبير فى درجات حرارة الحديد مع الاحتكاك بالأخشاب، وتداول نشطاء التواصل الاجتماعى فيديو يوضح حجم الحريق، وجهود فرق الدفاع المدنى فى إطفائه. وبذلت طواقم الإطفاء جهودًا كبيرة للسيطرة على الحريق، فى محاولة لمنع وصول ألسنة النار إلى المبانى المجاورة، بسبب قوة الرياح وارتفاع درجات الحرارة التى لامست 55 درجة مئوية. وأشارت الإدارة العامة للإطفاء الكويتية إلى احتراق 13 سيارة كانت متوقفة فى إحدى الساحات الترابية.
اقتراح برلمانى
ونظراً للارتفاع الكبير وغير مسبوق فى هذا الوقت من العام فى درجات الحرارة تقدم النائب بمجلس الأمة الكويتى فيصل الكندرى باقتراح بقانون بشأن تأخير ساعات الدوام الرسمى فى فصل الصيف، واعتماد الفترة المسائية للدوام لتصبح من الخامسة عصراً حتى العاشرة مساء فى الجهات الحكومية الخدمية بداية من أول يونيو وحتى نهاية أغسطس سنوياً، مشيراً إلى أن هناك دراسات
تؤكد أن منطقة الخليج مقبلة على تغيرات مناخية ترتفع معها درجات الحرارة لتلامس 60 درجة مئوية فى الظل. لكن ديوان الخدمة المدنية الكويتى أكد أن بيئة العمل فى جهات الحكومة مكيّفة ولا تستدعى تغيير مواعيد الدوام، كما أنه لا يوجد نص قانونى بتغيير ساعات العمل فى حالات الحر الشديد.
صيف حار جداً
وتوقع عدد من خبراء الأرصاد والبيئة أن تشهد الكويت ومحيطها الخليجى والعربى موجة غير مسبوقة من الحر الشديد خلال الصيف الجارى، ليكون العام الجارى واحداً من أشد الأعوام حرارة منذ سنوات وذلك بسبب ظاهرة الاحتباس الحرارى التى تؤدى إلى إحداث تغيير كبير فى طبقة الغلاف الجوى، وكذلك بسبب ظاهرة (النينو)، وهى ظاهرة مناخية تتسم بدفء سطح المياه فى المحيط الهادى، وتعمل أيضًا على الارتفاع فى درجات الحرارة.
البارح الهندي
ويفسر خبير الأرصاد الجوية عيسى رمضان ارتفاع درجات الحرارة بما يعرف بفترة «البارح»، وهو منخفض موسمى هندى مصحوب برياح هابطة من طبقات الجو العليا تسبب ارتفاعا فى درجات الحرارة بالكويت ومناطق شمال شرق شبه الجزيرة العربية وجنوب العراق والأحواز. ويؤكد رمضان أن درجات الحرارة التى سجلتها أجهزة الرصد والقياس التابعة لإدارة الأرصاد الجوية مرتبطة بالظل وفقا للمعايير الدولية، وأن معدلات الحرارة تحت أشعة الشمس وصلت إلى ما بين 60 و65 درجة مئوية خلال ساعة الذروة (ما بين الواحدة والثانية ظهرا). ويشير عيسى رمضان إلى خطأ شائع فى الكشف عن درجات الحرارة عن طريق الاعتماد على ما تسجله لوحات القراءة فى السيارات أو أجهزة قياس حرارة سطح الأرض، ويؤكد إن الدرجات تختلف حسب طبيعة كل مادة فى امتصاص أشعة الشمس.
الزراعة الحل
وأكد رمضان أن الزراعة هى الحل لتخفيف درجات الحرارة. وقال رمضان فى حسابه على تويتر، إن الزراعة هى الحل لتخفيف درجات الحرارة، ولا انخفاض للحرارة إلا بزراعة أحزمة خضراء حول المدن. وأضاف رمضان أن درجات حرارة لا تطاق صيفا وأعلى من معدلاتها الطبيعية فى السنوات الأخيرة، نعم كانت الحرارة مرتفعة كل عام ولكن المعلومات المناخية تشير لارتفاعها أكثر خلال السنوات ال30 الأخيرة عما قبلها.
انقلاب صيفي
ويقول الفلكى وخبير الأرصاد الجوية عادل السعدون فى تصريحات له إن الانقلاب الصيفى الذى يستمر لعشرة أيام هو السبب فى وصول درجات الحرارة إلى أعلى مستوياتها، وأن الشمس تكون خلال هذه الأيام عمودية على مدار السرطان وأنها تصل إلى أقرب نقطة من منطقة الجزيرة العربية. وتوقع السعدون أن تعاود درجات الحرارة الانخفاض تدريجياً قبل أن تصل إلى الذروة فى شهرى يوليو وأغسطس المقبلين.
إنسانية وأمانة
ومن المواقف الإنسانية تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى فيديو للدكتور صيدلى نواف الحربى وهو يقول إنه ذهب لشراء مياه مثلجة وايس كريم من بائع مصرى يقف فى الشارع وقت الظهيرة بعربة ايس كريم إلا أن البائع رفض استلام قيمة المشتريات وعندما استفسر منه عن السبب قال له البائع المصرى الأمين إن شخصاً كويتياً جاءه وسأله عن قيمة ما تحتويه العربة من مياه وأيس كريم فقال له ستون ديناراً، فأعطاه إياهم وقال له وزع كل ما فى العربة على المارة وعلى هذا الأساس رفض البائع استلام قيمة ما يوزعه على المارة من مياه وآيس كريم.
إجراءات حكومية
ونظرا لموجة الحر الملتهبة التى تضرب الكويت حاليا اتخذت العديد من الجهات الحكومية عدداً من الإجراءات لمواجهة أى تطورات قد تحدث نتيجة الارتفاع الكبير فى درجات الحرارة وأكدت مصادر مطلعة فى وزارة الصحة وجود برنامج صيانة دورى لمولدات الكهرباء الاحتياطية فى المرافق الصحية، لضمان التعامل الأمثل مع أى انقطاع للكهرباء قد تتأثر به المراكز الصحية والمستشفيات فى أى وقت، لا سيما فى حال اجراء عمليات جراحية دقيقة. وقالت المصادر ان الوزارة حريصة على توفير أكثر من مولد بالمستشفى، لتجنب تأثر الخدمات الصحية المقدمة للمرضى والمراجعين، مشيرة إلى وجود مراقبة دورية لبرنامج صيانة هذه المولدات، للتدقيق على ادائها وعملها بالصورة المطلوبة وقت الطوارئ. وأوضحت المصادر ان المولدات الكهربائية الاحتياطية تعمل على مواجهة الاحمال الزائدة والانقطاعات المفاجئة للتيار بشكل تلقائى، وهى مدعومة بأجهزة تغذى الاجزاء الأساسية فى المستشفيات، ومنها غرف العمليات والعناية المركزة والمختبرات والعيادات، لضمان استمرارية الخدمة.
ووجهت وزارة الأوقاف تعليمات لجميع الأئمة وخطباء المساجد بضرورة خفض استهلاك الكهرباء فى الصيف، والحرص على إطفاء الأنوار والكهرباء بعد انتهاء الصلوات بساعة يومياً. وشددت على ضرورة الالتزام بالتعميم والحرص على عدم ترك الكهرباء إلى اليوم التالى.
كارثة زراعية
وحذر رئيس الاتحاد الكويتى للمزارعين عبدالله الدماك من خطورة انقطاع التيار الكهربائى عن المزارع الكويتية وتأثر المحاصيل الزراعية والمنتجات النباتية، إضافة إلى المشاكل التى قد تعانى منها العمالة الزراعية، وأضاف الدماك، ان كثرة الانقطاعات للتيار من شأنها التسبب بخسائر فادحة لأى مزارع، سيما فيما يتعلق بالمحاصيل الموسمية التى تكلف المزارعين الكثير من المال والجهد. وأوضح الدماك أنه تم التواصل مع وزير النفط وزير الكهرباء والماء د. خالد الفاضل لتقوية التيار الكهربائى فى مزارع الوفرة والعبدلى، خاصة أن فصل الصيف بدأ فعلياً ودرجات الحرارة فى ارتفاع، ما يهدد بكوارث ودمار للمحاصيل الزراعية فى حال انقطاع الكهرباء.
مصلحة
وعلى الجانب الآخر وكما هو معروف فى كل أزمة لا بد وان تكون هناك جهات مستفيدة حيث شهدت ورش كهرباء السيارات ومحلات إصلاح المكيفات خلال اليومين الماضيين زحامًا شديدًا نظرًا للأعطال التى سببها ارتفاع الحرارة فى السيارات ومكيفات المنازل. كما تلقت شركات التكييف كماً هائلاً من الشكاوى والطلبات بسبب تعطل أجهزة التكييف سواء فى المنازل أو الشركات الخاصة مما أدى إلى لجوء بعض الأسر إلى البقاء فى المولات التجارية هرباً من الحرارة الشديدة فى منازلهم بسبب تعطل المكيفات.
وضجت وسائل التواصل الاجتماعى بمطالبات المغردين الكويتيين الذين طالبوا بتخفيف مدة الدوام الرسمى وتصدر هاشتاج «تخفيف ساعات العمل ساعتين» قائمة الأعلى تداولاً فى «تويتر» على مدى اليومين الماضيين، تزامناً مع انتهاء إجازة عيد الفطر، حيث ناقش خلاله المغردون إمكانية تخفيف ساعات عمل الموظفين فى القطاع الحكومى نظراً لما قد تسببه درجات الحرارة من آثار سلبية على صحتهم. واهتم مغردون بتداول دراسات علمية، وأخبار عالمية عن أجواء أقل من حرارة الكويت، صادف خلالها تخفيف العمل فى تلك الدول أو تعطيله، داعين إلى اتخاذ إجراءات جدية من قبل ديوان الخدمة المدنية.