ذكرت صحيفة واشنطن بوست الامريكية اليوم الخميس أنه بالرغم من مرور عام على الاعلان عن استقلال دولة جنوب السودان عن الشمال وما حمله ذلك من طموحات وآمال سكان الدولة الوليدة في أن ينعموا بالحرية والعيش بكرامة،إلا إن شبح الاضطربات وحالة عدم الاستقرار لا يزال يطارد الجارتين. وأوضحت الصحيفة -في سياق مقال افتتاحي أوردته على موقعها على شبكة الانترنت-أن عملية وقف إرسال شحنات النفط من الجنوب إلى الشمال أثقلت كاهل الدولتين اقتصاديا على حد سواء، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن معظم مخزونات النفط تقع في دولة الجنوب إلا أن خطوط أنابيب تصدير الثروة النفطية تعبر عبر أراضي الشمال. وأشارت الصحيفة إلى أن عائدات النفط السوداني تمثل نحو 98% من العملة الصعبة لدولة جنوب السودان وأنه في حال توقف تلك العائدات، سيترتب على ذلك اصابة الاقتصاد الوطني للدولة الناشئة بالشلل. وأضافت"كذلك هو الحال بالنسبة إلى شمال السودان حيث تسببت أزمة النفط بين الشمال والجنوب في أزمة اقتصادية حادة تعاني منها الخرطوم في ظل حرمان الرئيس السوداني عمر البشير من نحو ثلاثة أرباع عائدات حكومته النفطية وما ترتب على ذلك من معدلات تضخم غير مسبوقة أعقبتها حركة احتجاجات شعبية جابت شوارع العاصمة الخرطوم ومدن سودانية أخرى . واكدت الصحيفة الامريكية أن التوصل إلي حل بشأن النزاع النفطي بين الجارتين أمرا ملحا وضروريا في الوقت الراهن كي تقف دولة جنوب السودان على قدميها..كما شددت على ضرورة أن تستثمر تلك الثورة النفطية في مجالات التنمية والتطوير كبناء المدارس والطرق والمستشفيات على سبيل المثال. و فى نفس الاطار لفتت الصحيفة إلى أن كلا البلدين تبدو راغبة في التشجيع على إشعال فتيل معارك تخوضها عنهما أطراف أخرى على الحدود المتنازع عليها بينهما،مما أسفر عن أزمة إنسانية خطيرة في ظل نزوح نحو 150 ألف سوداني من منطقة النيل الازرق وولايات جنوب كرودفان. وخلصت الصحيفة-في ختام تعليقها-إلى أن التوصل إلى حل توافقي بين الشمال والجنوب حول النزاعات والصراعات الحدودية قد يستغرق أعواما.. محذرة من ان تلك النزعات تغذي وتكرس لحالة انعدام الثقة بين الجارتين..ومن ثم تقف عائقا أمام تحقيق خطوات متقدمة في المفاوضات التي تجرى بينهما حول قضايا النفط وقضايا أخرى.