ألقت الصين بثقلها وراء مبعوث السلام الدولي كوفي انان اليوم الأربعاء وأيدت دعوته، لإشراك إيران في محادثات تجرى تحت رعاية دولية لحل الأزمة السورية في مواجهة معارضة قوية من الغرب. وقال ليو وي مين، المتحدث بلسان الخارجية الصينية في بكين: تعتقد الصين أن الحل الملائم للقضية السورية لا يمكن فصله عن دول المنطقة خاصة دعم ومشاركة تلك الدول التي لها تأثير على الأطراف المعنية في سوريا، وعرقلت الصين وروسيا اللتان تتمتعان بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، على مدى العام المنصرم مساعي واشنطن وحلفائها الاوروبيين ودول عربية للضغط على الرئيس السوري بشار الأسد. ويقول معارضو الأسد إن ما يقرب من 13 ألف شخص من المعارضين المسلحين والعزل لقوا حتفهم وكذلك نحو 4300 فرد، في قوات الامن الموالية للأسد منذ أن بدأ في قمع الانتفاضة قبل 16 شهرا، باستخدام الدبابات وطائرات الهليكوبتر الحربية لمهاجمة معاقل مقاتلي المعارضة داخل أكبر المدن السورية. وتحدث نشطاء اليوم الأربعاء عن قصف مناطق للمعارضة في حمص وكذلك نشوب قتال في أجزاء اخرى كثيرة من البلاد. ومن المقرر أن يطلع أنان مجلس الامن الساعة 15:30 بتوقيت جرينتش اليوم الأربعاء على نتائج جولاته الدبلوماسية هذا الأسبوع إلى دمشقوطهران وبغداد. ودخل أنان في خلاف مع القوى الكبرى امس الثلاثاء مصرا على أن "إيران التي تدعم الأسد بشدة لابد أن تضطلع بدور في محاولة استئناف جهود السلام وبدء محادثات بهدف حدوث تحول سياسي". وفي بغداد حصل أنان على مساندة من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي تربطه أيضا علاقات وثيقة مع طهران. ولم يكن رد فعل عضوين آخرين يتمتعان بحق النقض في مجلس الأمن الدولي مشجعا بالنسبة لأنان. وقال جاي كارني المتحدث بلسان البيت الأبيض للصحفيين: "لا أعتقد أن أي شخص محايد يمكن أن يقول إن إيران كان لها أثر إيجابي على التطورات في سوريا". وفي باريس قال المتحدث بلسان الخارجية الفرنسية برنار فاليرو: "فيما يتعلق بإيران لقد أوضحنا موقفنا بشكل جلي. نحن نعتقد أن هذا البلد لا مكان له في مجموعة العمل التي تضم بلدانا ولاعبين مشاركين بالفعل في جهود إيحاد حل سياسي وسلمي في سوريا". وتعارض روسيا والصين أي خطوة خارجية لقلب الموازين على الأسد من خلال اشتراط تنحيه لحدوث تحول سياسي. وكانت احدث خطوة اتخذتها موسكو على الساحة الدبلوماسية هي اقتراحها أمس أن تستضيف اجتماعات منتظمة "لمجموعة عمل" تشمل المعارضة السورية. ويقول زعماء المعارضة إنه لا يمكن ان تكون هناك عملية تحول سلمية ما لم يتخل الأسد عن السلطة أولا. ويقول الأسد إنه ما زال يحظى بتأييد شعبه. ويجتمع وفد من المجلس الوطني السوري المعارض مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في موسكو لحث روسيا على التخلي عن دعمها للأسد. وكان أنان يريد في بادئ الأمر أن تشارك إيران في أول اجتماعات "مجموعة عمل" القوى الكبرى في جنيف يوم 30 يونيو، لكن الفكرة قوبلت باعتراض في ذلك الوقت. ولم تتحمس فرنسا لأحدث اقتراح روسي بعقد اجتماع منتظم في موسكو. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: "لابد أن تكون هناك حاجة لمثل هذا الاجتماع حتى ينعقد بعد زيارة أنان لدمشق هل سيكون ذلك لازما حقا؟ لا يمكنني تحديد ذلك". وكان هناك اتفاق في اجتماع جنيف على ضرورة تشكيل حكومة انتقالية في سوريا لكن القوى الكبرى ما زالت على خلاف حول الدور الذي يمكن للأسد أن يقوم به في هذه العملية. وسيتعين على مجلس الامن أن يحدد موقفه من بعثة الأممالمتحدة في سوريا قبل 20 يوليو عندما تنتهي فترة تفويضه. ومن المقرر إجراء اقتراع في مجلس الأمن يوم 18 يوليو. وفي ابريل سمح بنشر ما يصل إلى 300 مراقب غير مسلح في سوريا للإشراف على وقف لإطلاق النار اقترحه عنان. لكن لم يحدث أي التزام بوقف إطلاق النار ويقيم المراقبون حاليا في فنادق لا يخرجون منها. ووزعت روسيا امس على أعضاء مجلس الأمن مسودة قرار لتمديد المهمة لثلاثة أشهر بحيث تحول تركيزها من مراقبة هدنة غير موجودة أصلا إلى محاولة التوصل إلى حل سياسي. ومن غير المرجح أن ترضي هذه المسودة الولاياتالمتحدة والأعضاء الاوروبيين في المجلس الذين دعوا إلى إصدار قرار بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة والذي سيتيح للمجلس إجازة إجراءات منها اتخاذ خطوات دبلوماسية وفرض عقوبات اقتصادية ومنها التدخل العسكري من أجل تطبيق خطة أنان. ويقول مسؤولون أميركيون إنهم يتحدثون عن عقوبات وليس عن تدخل عسكري.