ما يذاع من ابتهالات عميد الابتهال واحد فى المائة من أعماله أنشودة «مولاى» ثمرة التعاون بين بليغ حمدى والشيخ بناء على طلب السادات ارتبط صوت الشيخ الراحل سيد النقشبندى، أيقونة الإنشاد والابتهال الدينى، الكروان الربانى قيثارة السماء ونغمها الرقيق بشهر رمضان الكريم كونه أحد عمالقة الابتهالات الدينية وإمام المداحين، حيث استطاع رحمه الله بما حباه الله من صوت قوى وإحسان بكلمات الابتهالات التى يقدمها أن يحفر اسمه داخل قلب كل مصرى وعربى وإسلامى، حتى أصبح «النقشبندى» علامة من علامات رمضان. فى قلب مدينة طنطا بمحافظة الغربية تعيش أسرة ريحانة الإنشاد الدينى الشيخ سيد النقشبندى وفى رحاب سيد العارفين بالله السيد البدوى وإلى جوار مسجده يظل منزل الشيخ القديم علامة بارزة، ذلك المنزل الذى استقبل فيه الشيخ العديد من الرموز الدينية والفنية فى مصر والعالم العربى فى مقدمتهم إمام الدعاة الشيخ محمد متوى الشعراوى وقارئ مصر الأول الشيخ مصطفى إسماعيل، وإسماعيل شبانة شقيق الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، والحاجة علية شبانة شقيقته أيضًا، والشاعرة علية الجعار. فى مدينة طنطا عقب صلاة الجمعة فى رحاب السيد البدوى اصطحبنى الحاج سيد إبراهيم النقشبندى نجل شقيق الشيخ الراحل، حيث يروى ل«الوفد» قائلاً: رافقت عمى كثيرًا فهو الذى ربانى وإخوتى بعد وفاة والدى رحمها الله وعلمنا الكثير، وهو من مواليد قرية «دميرة» بالدقهلية وانتقلنا بعد ذلك إلى قلين ثم التحق بالمعهد الدينى بطنطا لتبدأ شهرته ومسيرته من هنا فى رحاب المسجد الأحمدى، وعن قصة زواج الشيخ قال نجل شقيقه: «تزوج والدتى بعد وفاة والدى، فقد تزوج من ابنة خاله وأنجب منها ولدين أحمد ومحمد وثلاث بنات هن ليلى وفاطمة وسعاد، وبعد وفاتها تزوج مرة أخرى. وواصل الحاج سيد حديثه بالتأكيد على أن عمه النقشبندى عندما كان يبتهل كان الكل يتزاحم للاستماع إلى صوته الملائكى الذى يصل إلى القلب وينطلق إلى الآذان فيروى قلوب العطشى من مستمعيه إلى الحب الإلهى. وأضاف: برع الشيخ رحمه الله فى الابتهالات أكثر من قراءة القرآن الكريم، وزار العديد من الدول أبوظبى وسوريا والأردن وإيران والمغرب العربى والسعودية واليمن ودول الخليج العربى وإندونيسيا ومعظم الدول الأفريقية والآسيوية. وقال نجل شقيق الشيخ إن «النقشبندى» أثرى مكتبات الإذاعة بعدد ضخم من الابتهالات والأناشيد والموشحات الدينية، وكان قارئًا للقرآن الكريم بطريقة مختلفة عن بقية قراء عصره، وقد أحيا مئات الليالى فى معظم الدولة العربية. ويروى الحاج «سيد» عن علاقة عمه «النقشبندى» بالرئيس السادات قائلاً: إن «السادات» تعرف على النقشبندى فى زفاف ابنته، ليظل النقشبندى بعدها أحد المقربين للرئيس السادات حتى أنه كان عندما يذهب إلى قريته فى ميت أبوالكوم كان يبعث إلى «النقشبندى» مندوبًا من الرئاسة ينتظر الشيخ أمام منزله ليصحبه معه ليصلى مع الرئيس السادات فى ميت أبوالكوم ولينشد أمامه ابتهالات فى مدح النبى صلى الله عليه وسلم، وكان «النقشبندى» ضمن مجموعة من المشايخ المقربين من السادات وعلى رأسهم الشيخ الشعراوى والشيخ عبدالحليم محمود شيخ الأزهر وكان الرئيس السادات قد طلب الشيخ النقشبندى والموسيقار بليغ حمدى ومعهما الإذاعى وجدى الحكيم ليقف الثلاثة أمام السادات الذى وجه كلامه للموسيقار بليغ حمدى طالبًا منه أن يسمعه مع النقشبندى ووجه كلامه إلى الإذاعى وجدى الحكيم قائلاً: متى نسمع ألحان بليغ تخرج من حنجرة الشيخ يا حكيم، وبالفعل حدث التعاون بينهما لتخرج لنا أنشودة «مولاى إنى ببابك». وبنبرة أسى وحزن يكمل الحاج سيد إبراهيم النقشبندى حديثة ل«الوفد» قائلًا إن الشيخ لم يتلق التكريم الذى يليق به من الدولة حتى الآن حتى إن أسرته الآن لا تتقاضى أى معاش وابنته الصغرى «سعاد» تحتاج إلى الرعاية والأسرة لا تتقاضى أى شىء مقابل حق الأداء العلمى لتراث الشيخ، بأين التكريم والانصاف لرائد الإنشاد الدينى الذى أصبحت تسجيلاته تراثًا مميزًا لمصر. تجاهل أم نسيان» وتلتقط أطراف الحديث الحاجة «سعاد» الابنة الصغرى للنقشبندى قائلة: والدى رحمه الله كان صاحب روح بعيدة عن التعقيد وكان شخصية جميلة لم يكن متعصبًا ولا متشددًا وكانت علاقته قوية جدًا بمشاهير القراء وكان يحب سماع الشيخ محمد رفعت والشيخ الفيومى وطه الفشنى، وكثيرًا ما كنت أشاهد بعينى كبار المشاهير من نجوم التلاوة ورجال الدين والفن وهم يجالسون والدى فى شقته بجوار مسجد السيد البدوى، وكانت لوالدى بطانة قوية وكان من بينها شقيقاه رحمهما الله جميعًا عم حسين وعم إبراهيم، واثنان آخران هما الشيخ حمدى الزفتاوى والشيخ محمد أبوليلة. لمحت الأسى والحزن فى عين الحاجة سعاد لتقول نال والدى العديد من الأوسمة والنياشين من مختل الدول التى زارها وقد كرمه الرئيس الراحل السادات عام 1979 بوسام الدولة من الدرجة الأولى، كما كرمه الرئيس الأسبق مبارك ومنح اسمه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى فى احتفالات ليلة القدر عام 1989 فى رحاب سيدى أحمد البدوى، وقد كرمته محافظة الغربية التى عاش فيها بإطلاق اسمه على أكبر شوارع مدينة طنطا بإطلاق اسمه على أكبر شوارع مدينة طنطا ليمتد من ميدان المحطة حتى ميدان الساعة، لكنها لم تعلق لافتة باسمه حتى الآن كما منحه وجيه أباظة محافظ الغربية شقة بالإيجار فى طنطا.. ومما يؤثر فى نفوسنا أن الدولة تجاهلت تراث الشيخ وأسرته فلم نلق أى رعاية من الدولة حتى الآن. مكانة النقشبندى أحمد شحاتة النقشبندى حفيد الشيخ حصل على بكالوريوس تربية نوعية قسم إعلام تربوى دفعة 2011 بتقدير جيد لا يجد فرصة عمل ومتزوج ويعول، فيقول: لم أعاصر جدى لكننى أشعر بالفخر أننى حفيده فقد اكتسبت منه السمعة الطيبة والأخلاق الحميدة، ونعيش فى شقته الآن ولهذا أشعر بوجوده فى كل ركن من أركانها، وجمهوره يقدسه والدولة تتجاهل تراثه وأسرته، فمن يصدق أن والدتى ابنة الشيخ تتقاضى معاشًا قدره (300 جنيه) فقط لاغير ولم نحصل على أى عائد من أداء الحق العلنى لقصائده وصوته، فالدينا كلها تستفيد من تراثه إلا أسرته، فهل هذا يعد تقديرًا لمكانة الشيخ النقشبندى، وأوجه رسالة للمسئولين أن النقشبندى كان نموذجًا مشرفًا لمصر، فلا بد من تقديره وتقدير تراثه، فهناك قصائد كثيرة موجودة فى أرشيف التليفزيون لم يسمع الناس عنها ولا نعرف عنها شيئًا، فهناك حلقات سجلها الشيخ عن أسماء الله الحسنى، لكل اسم له حلقة كاملة منفصلة لم تر النور حتى اليوم، وأين حقوق الملكية الفكرية لتراثه، وقد طالبنا به كثيرًا لكن الطريق مسدود وتحدثنا فى وسائل الاعلام دون جدوى، بالرغم من أن هناك من يبحثون عن تراث الشيخ من محبيه ومنهم الحاج رضا حسن منم كفر الزيات وهو شخصية عاشقة للنقشبندى وآخر سورى اسمه سامر عبدالعال، وهو شاب صغير لكنه يعشق صوت جدى، فإلى متى التجاهل والنسيان؟!.