وجه الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، رسالة شخصية إلى طلاب الصف الأول الثانوي قبل أيام قلائل من انطلاق الامتحانات الأساسية الأولى. جاء ذلك خلال منشور له على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، صباح، اليوم الأربعاء، حيث أوضح شوقي أنه يعلم ما يشعرون به وكم تعبوا من المعلومات المغلوطة والترهيب والتخويف والشائعات. ولفت شوقي إلى أن هذا كله خلق حالة من البلبلة والقلق الغير مبرر لكم ولأولياء أموركم، مضيفا أنه يعلم مشقة الانتقال من سنوات تعودتوا فيها على أسلوب تعليمي (إن جاز القول) يتمحور حول الدروس والتلقين والتركيز على مسائل وتدريبات بعينها للمرور من "بعبع" الامتحانات. وأكد شوقي أن الوزارة بذلت جهدا هائلا لخدمتهم، مستنكرا تصوير البعض لهم بأنهم حقل تجارب، وأن مستقبلهم مهدد بالخطر. وأضاف شوقي أنه يعلم أن متابعتهم لكل الجدل على صفحات الجرائد والتواصل الاجتماعي، والتشكيك في كل شيء وقلق الآباء والأمهات، ومحاولة بعض المعلمين لاستدراجكم ثانية إلى السناتر، أصابهم بالخوف، قائلا: "لو كنت مكانكم لشعرت بنفس الخوف من هذا المشهد الغريب الذي تداخل فيه الخوف الطبيعي من التغيير والمجهول مع التخويف من أصحاب المصالح المتشابكة، وليس لكم ذنب في هذا كله". ونوه شوقي بأن حرص الوزارة والدولة بأكملها عليهم يقتضي أن يقدم لهم أفضل ما يستطيع، قائلا: "وقد آثرنا ألا نترككم لسنوات أخرى من تعليم يقتل فيكم الإبداع والرغبة في التعلم ويقلص من فرصكم المستقبلية في حياه ناجحة تعملون فيها بما تحبون وتعلمون". وتابع شوقي موجها لطلاب أولى ثانوي: "رحلة التعلم الحقيقي بدأت بكم، وإن كان الكثيرون منكم لم يتحقق من هذا بعد، وسوف تكون هذه الدفعة مثالا للأجيال القادمة، ولكن الرحلة تقتضي الصبر، وأن نعمل معا بلا خوف ونحن نؤمن بالهدف المنشود، الهدف أن نتعلم ونكتسب ثقة في قدراتنا الحقيقية، وأن تلتحقوا بجامعتكم المفضلة". وعن امتحان هذا العام، أكد شوقي أن المسألة أبسط مما يصورها الكثيرون، موضحا أن امتحان هذا العام هو امتحان سنة نقل عادي مثله مثل السنوات السابقة من حيث الأهمية والمطلوب هو النجاح إلى الصف الثاني الثانوي. وأشار شوقي إلى أن امتحان هذا العام بنظام الكتاب المفتوح، ويعتمد على أسئلة تقيس فهم نواتج التعلم، وتم تصميمه في "مستوى الطالب المتوسط" و"أسلوب التصحيح" تم تصميمه لمراعاة أنهم يخوضون هذه التجربة لأول مرة. وشدد شوقي على أن الوزارة أعدت قرابة 1700 مدرسة حكومية بالبنية التحتية التقنية اللازمة كي نقدم امتحان إلكتروني آمن على التابلت بدون الاعتماد على الشريحة أو الإنترنت، وأن هناك نحو 500 مدرسة مجهزة، ولكن ما تزال تعاني من مشكلات فنية، وبالتالي قرر أن امتحاناتها ستكون ورقية هذا العام إلى حين اكتمال تجهيزها. وأكد شوقي أن طلاب المنازل والخدمات والسجون والمستشفيات سوف يمتحنون ورقيا، وأن (تجربة مارس + تجربة 12 مايو) ساعدتهم في تقرير الحل الأمثل الذي سيطبقه في ال1700 مدرسة بدون الاعتماد على الشبكات في الوقت الراهن، وإذا حدثت أي مشكلة فنية في مدرسة بعينها، سوف نعقد الامتحان ورقيا. ونوه شوقي بأن الوزارة جهزت غرفة عمليات على مدار الساعة لحل أي مشاكل طارئة في أي مدرسة في مصر خلال فترة الامتحانات، موجها للطلاب: "لا تنشغلوا بكيفية وصول الامتحان إليكم سواء كان ورقيا أو على التابلت، الأهم هو عدم الالتفات لأي جدل أو استنتاجات أو أسئلة فرعية أو شائعات غير ما أقوله لكم هنا، والتركيز فقط على قراءة فصول المنهج (الترم الثاني فقط) في محاولة هضم وفهم المفاهيم نفسها بدلا من حفظها، وسوف يكون الامتحان مباشرا ويسيرا عليكم". وطمأن شوقي الطلاب بأنه يحرص عليهم واستمع إلى مئات الآلاف من الملاحظات والاقتراحات، قائلا: "لا تقلقوا من كيفية وصول الامتحان إلى أيديكم فقد قام المهندسون المصريون في أجهزة الدولة المختلفة بابتكار حلول فنية رائعة لتفادي أي مشاكل في هذا المقام، ولا تقلقوا من صعوبة الامتحانات المزعومة". واختتم رسالته موجها للطلاب: "الفكرة ليست التعجيز ولكنها نقلة من أسلوب إلى أسلوب أفضل في التعلم، وسوف تمر في سلام بإذن الله.. أنتم الأمل لمصر ولهذا نبذل الجهد لتقديم ما هو أفضل لكم، وسوف تفخرون بأنكم دفعة 2018-2019".