زعم الباحث الإسرائيلي الدكتور "يوحاي سيلع" في دراسة جديدة نشرتها دورية "الشرق الأوسط" (mideast) أن إدارة الرئيس أوباما راضية جداً عن التحول الديمقراطي في مصر بانتخاب الرئيس محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين. وقال الباحث: "بعد أسابيع طويلة من الضغط الأمريكي على ضباط الجيش الذين أداروا مصر منذ سقوط نظام مبارك، وبعد شهور طويلة من الاتصالات المكثفة بين الممثلين الأمريكيين وكبار مسئولي الإخوان المسلمين، اقتنعت الولاياتالمتحدة بأن مرسي هو الجواب المناسب والوحيد لمشاكل مصر في هذا التوقيت، إلا أن الرئيس مرسي -بحسبه- سيواجه جبل من المشاكل سيؤدي إلى انهيار شعار الإسلام هو الحل". وأضاف سيلع إن الغرب قال دائماً عن مصر إنها الدولة الرائدة في العالم العربي، فهل هي كذلك؟ مشيراً إلى أنه منذ رحيل عبد الناصر في عام 1970 ومكانة مصر تشهد تدهوراً عاماً في الفضاء السياسي العربي، زاعماً أن الهزيمة المخزية في حرب 1967 زادت من حدة المشاكل التي واجهتها مصر في حينه، فضلاً عن اتفاق السلام مع إسرائيل في العام 1979. وتابع الكاتب أن بعض الخبراء رغم ذلك يرون أن مصر حافظت على ريادتها في المجتمع العربي الشرق أوسطي، مشيراً إلى أن هذا الوصف مبرر ولكن بشكل جزئي لأن مصر -بحسبه- أدارت خلال العقود الأخيرة معركة ضارية ضد عراق صدام حسين وسوريا حافظ الأسد، زاعماً أن العالم الآن وجد نفسه أمام ثلاث دول على حافة الانهيار الإقليمي والاقتصادي والطائفي بسبب الصراعات الداخلية التي تنخر عظام المجتمع العربي كله، في إشارة إلى مصر وسوريا والعراق. وأضاف الكاتب أن المشكلة لا تتعلق فقط بالعلاقات بين الإسلام الراديكالي والتيار الليبرالي، أو بين الكتلة الغربية والكتلة التقليدية المحافظة، أو بين التطلع لهذا النظام الاقتصادي أو ذاك، حيث أن المشاكل العويصة في العالم العربي تمتد للعديد من المجالات بما في ذلك عدم التوازن بين التطلعات القومية الخاصة والتوجه الإسلامي التقليدي المحافظ، والذي يعد عنصراً هاماً في الهوية العربية- على حد تعبيره. وتابع الكاتب أن إسرائيل ليس لها أي دور في هذا الموضوع، مشيراً إلى أن الصراعات الدموية راسخة في الإسلام منذ قرابة 1400 سنة. وأضاف الكاتب أن الرئيس مرسي سيضطر لمواجهة جبل من المشاكل، بما في ذلك المؤسسة العسكرية التي تسعى بكل ما أوتيت من قوة للحفاظ على مكانتها العامة السياسية والاقتصادية، مشيراً إلى أن الجيش المصري لا يعمل كمجرد حارس لحدود الدولة المصرية وإنما يعمل أيضاً كهيئة اقتصادية تنتج عشرات المنتجات المدنية، بدء من المخبوزات والخبز وانتهاء بالسلع المعمرة، زاعماً أن قيادات الجيش المصري يرون الدولة من خلال منظور استراتيجي ودولي وليس من منظور رجال الدين الذين يريدون تحويل مصر إلى دولة شريعة. وتساءل الكاتب الإسرائيلي: ماذا سيحدث في السنوات القادمة في مصر على ضوء التوتر السياسي بين الإخوان المسلمين وقيادات الجيش؟ ورأى الكاتب أن العناصر الإسلامية في مصر ستسعى بشكل تدريجي وبطئ للحد من صلاحيات الجيش فيما يتعلق بإدارة الدولة، متوقعاً أن يتم هذا بأساليب ودية، مع التأكيد على القيم المشتركة والحفاظ على كرامة الجيش أمام الشعب المصري البسيط. وتابع الكاتب أن الرئيس مرسي سيواجه أيضاً جبل من المشاكل فيما يتعلق بتوفير الغذاء لسكان مصر الذين يبلغ تعدادهم قرابة 90 مليون نسمة ويتزايدون بمعدلات سريعة سنوياً، وتوفير السكن المناسب والعمل لخريجي الجامعات وتعزيز الشعور بالأمن الشخصي للمواطن المصري ومشاكل السيطرة الأمنية في شبه جزيرة سيناء وعلى الحدود الليبية، زاعماً أن مصر ليست لديها القدرة والرغبة في معالجة المشكلة الأمنية في سيناء، وكذلك الحال بالنسبة لمشكلة الأقلية القبطية التي وصفها بأنها مشكلة قابلة للانفجار في أي لحظة. وأضاف الكاتب أن الرئيس مرسي في النهاية، وبعد عمل طويل وشاق، سيدرك أن الإسلام لا يوفر الحلول لكل هذه المشاكل، زاعماً أن المواطن المصري سيدرك أن الإسلام هو المشكلة وليس الحل، مشيراً إلى أن الإسلام السياسي لديه استعداد دائماً للقفز على السلطة بطرق ديمقراطية، لكنه بحسبه غير قادر على التنازل عن السلطة بنفس الطريقة الديمقراطية التي استغلها في الماضي.