هكذا رسخت الإذاعة المصرية تلك الصبغة الرائعة والجو الرمضانى المميز حتى تحول أبرز المعالم المصرية فى شهر رمضان.. انطلاق مدفع الإفطار ثم أذان المغرب حسب التوقيت المحلى لمدينة القاهرة بصوت المرحوم محمد رفعت.. وحسب المعلومات التاريخية فإن فكرة انطلاق مدفع الإفطار لإعلان الناس وقت أذان المغرب والإفطار كانت مصادفة وبدأت من القاهرة أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان. فعند غروب أول يوم من رمضان عام 865 هجرياً أراد السلطان المملوكى خشقدم أن يجرب مدفعًا جديدًا وصل إليه. وقد صادف إطلاق المدفع وقت المغرب بالضبط، ظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالى إلى مقر الحكم تشكر السلطان على هذه البدعة الحسنة التى استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضى فى إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بالإفطار ثم أضاف بعد ذلك مدفعى السحور والإمساك. وهناك رواية تقول إن بعض الجنود فى عهد الخديو إسماعيل كانوا يقومون بتنظيف أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت فى سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب فى أحد أيام رمضان، فظن الناس أن الحكومة اتبعت تقليدًا جديدًا للإعلان عن موعد الإفطار، وصاروا يتحدثون بذلك، وقد علمت الحاجة فاطمة ابنة الخديو إسماعيل بما حدث، فأعجبتها الفكرة، وأصدرت فرمانًا يفيد باستخدام هذا المدفع عند الإفطار والإمساك وفى الأعياد الرسمية. بدأت الفكرة تنتشر فى أقطار الشام ثم إلى بغداد فى أواخر القرن التاسع عشر، وبعدها انتقل إلى مدينة الكويت عام 1907، ثم انتقل إلى كافة أقطار الخليج قبل بزوغ عصر النفط وكذلك اليمن والسودان وحتى دول غرب إفريقيا مثل تشاد والنيجر ومالى ودول شرق آسيا، حيث بدأ مدفع الإفطار عمله فى إندونيسيا عام 1947. أما صوت الشيخ محمد رفعت فكان أول صوت تستقبله الإذاعة منذ نشأتها عام 1937 إلا أن تسجيلات كثيرة للشيخ رفعت أتلفت ولم يتبقى منها سوى 20 ساعة.. وظل أذان المغرب بصوت رفعت من أبرز أجواء رمضان المصرية.