يحتفل العالم اليوم، في الثاني عشر من مايو، باليوم العالمي للممرضات، حيث يستعد المجلس الدولي للممرضات لهذا اليوم، ويقوم بتوزيع مجموعة من الأدوات الخاصة، وتتضمن هذه المجموعة مواد المعلومات التربوية والعامة كي تستخدمها الممرضات في كل مكان، وقد تم اختيار هذا اليوم حيث أنه يوافق ذكرى ميلاد "فلورنس نايتينجيل"، والتي اشتهرت بأنها مؤسسة التمريض الحديث ورائدة التمريض في العالم والتي كافحت من أجل وضع أسس وقوانين لحماية مهنة التمريض والعمل على تطويرها. وأثبتت النساء على مر التاريخ، على دورهن الهام في مجال التمريض، وشكلت الأغلبية الكبيرة في العمل بهذا المجال، وقد كشف التاريخ الاسلامي أيضًا عن أول ممرضة في عهد الإسلام، وهي "رُفيدة الأسلمية" وهي أخصائية اجتماعية وطبيبة، عُرِفت كأول ممرضة مُسلمة وأول جَراحة في الإسلام، والتي نسب بعض الشعوب العربية الإسلامية إليها، لقب "أول طبيبة وممرضة" مسلمة في التاريخ. ومن خلال هذا التقرير تعرض "بوابة الوفد"، أبرز المعلومات عن حياتها ودورها الفعال في مجال التمريض. نشأتها نشأت "رُفيدة الأسلمية"، في عائلة لها صِلَة قوية بالطب، فوالدها "سعد الأسلمي" كان طبيبا واصبحزومعلمها الخاص حيث اكتسبت منه خبرتها الطبية، وقد كرست نفسها للتمريض ورعاية المرضى، وأصبحت طبيبة متخصصة، على الرغم من استحواذ الرجال على المسؤوليات في تلك الفترة كالجراحة وبتر الأعضاء. مارست رُفيدة الأسلمية مهاراتها في المستشفى الميداني والتي كانت تقام في خيمتها أثناء العديد من الغزوات، حيث أمر رسول الله مُحمَّد صلّى الله عليه وسلم، بنقل الجرحى إلى خيمتها وقد اعتادت رُفيدة أن تعالجهم بخبرتها الطبية، حيث كانت تمد الجنود الجرحى بالرعاية أثناء الجهاد، وتوفر المَآوِي من الرياح وحرارة الصحراء القاسية لمن هم على وشك الموت. نبذة عن حياتها تُعد "رُفيدة الأسلمية"، من أوائل أهل المدينة دخولاً في الإسلام، وُلدت في قبيلة بني الأسلم من اتحاد قبائل الخزرج في المدينةالمنورة، حيث نالت شهرتها في البداية بمساهمتها مع نساء الأنصار في الترحيب بوصول نبي الله مُحمَّد إلى المدينة. عُرفت بأنها ممرضة معطاءة عطوفة و منظمة جيدة، من خلال مهاراتها الطبية، حيث كانت تقوم بتدريب النساء الأخريات على التمريض، ومن ضمنهم زوجات الرسول السيدة عائشة، من أجل العمل في مجال الرعاية الصحية، كما عملت أيضا كأخصائية إجتماعية، وساعدت في حل المشكلات الإجتماعية المتعلقة بالأمراض، إلى جانب مساعدتها للأطفال المحتاجين ورعايتها للأيتام، والمعاقين والفقراء. وبالرغم من دور المرأة المحدود في ذلك المجال، إلا أن كان هناك تحولًا ثقافيًا كبيرًا تجاه تلك القضية، مما جعلها تظهر كقائدة في المستشفيات، وهو مجال سيطر عليه الرجال طويلًا، وقد أثبتت الوثائق أن رُفيدة كانت في تلك الفترة قائدة بارعة وموهوبة، حيث مارست مهنة التمريض في زمن الرسول وكانت أول ممرضة مسلمة، بالرغم من أن هناك اختلاف بسيط على من هي صاحبة لقب "أول طبيبة وممرضة" في التاريخ، إلا أن بعض الشعوب العربية الإسلامية تنسب اللقب إلى رُفيدة كأول طبيبة وممرضة مسلمة. دورها في تطوير وحدة العناية المركزة استخدمت "رُفيدة الأسلمية" مهارتها وخبرتها الطبية في تطوير أول وحدات العناية المتنقلة لكي تلائم الاحتياجات الطبية للمجتمع في ذلك الوقت، والتي كان الهدف من عملها هو تنظيم وحدات طبية لتوفير الرعاية والاستقرار للمرضى قبل إجراء العمليات الجراحية لهم، كذلك قادت رُفيدة أثناء الغزوات مجموعة من الممرضات المتطوعات حيث ذهبن لساحة المعركة وعالجوا الجرحى، كما شاركت كممرضة في العديد من الغزوات، غزوة بدر، وأحد، والخندق، وخيبر، وغيرهم من الغزوات.