فى ظل روحانيات شهر رمضان الفضيل، حيث يتميز المجتمع بارتفاع مستويات الوعى الدينى فى ظل مبادئ وقيم الوسطية والاعتدال.. هكذا يحتشد الجميع فى صف واحد فى جوامع السلطنة. تماماً مثلما يجتمع نخبة من علماء الدين الإسلامى من مختلف المذاهب من كافة أنحاء العالم كتفاً بكتف على المنصة الرسمية الرئيسية لندوات تطور العلوم الفقهية التى تستضيفها مسقط. على ضوء ذلك تشهد السلطنة مناخاً متميزاً، قوامه التعايش والتسامح وتعمر مساجدها بالمصلين على مدار شهور العام خاصة فى أوقات الصلوات الخمس إلا أنها خلال رمضان تظل عامرة بهم طوال ساعات الليل والنهار. ويعد من أبرزها جامع السلطان قابوس الأكبر الذى يسع أكثر من 20 ألفاً من المصلين. ولا شك فى أن العادات والتقاليد السائدة بين أبناء الشعب العمانى الشقيق تنم عن اهتمامهم العميق بإحياء رمضان. ومنذ فجر التاريخ الإسلامى فإنهم يعتزون باعتناقهم الدين الإسلامى الحنيف طواعية إبان حياة الرسول سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) إذ استجابوا لداعى الله عز وجل دون تردد، ولذلك تعتبر سلطنة عمان من أوائل البلدان العربية التى آمنت بالرسول (صلى الله عليه وسلم) ورسالته السمحة. ومن التقاليد المتأصلة خلال رمضان الإفطار الجماعى فى المساجد وتجمع أفراد العائلات، حيث يلتقى الصغير والكبير على مائدة الإفطار مجتمعين فى حلقة واحدة. وغالباً ما يفطر الصائم فى السلطنة على التمر والماء واللبن رغم كل ما يصنع فى المنزل من وجبات، إلا أن تناولهم فى الإفطار يبقى أمراً ضرورياً ويتجلى فى ذلك ارتباط العمانى بالنخلة وهى عادة يتوارثها الأبناء من آبائهم وأجدادهم. ومن العادات الرمضانية المعروفة القرنقشوه وفى إطارها يحتفل الأطفال فى كل عام بليلة النصف من شهر رمضان المبارك، حيث يرددون مقاطع من أناشيد تراثية شهيرة وهم يعزفون إيقاعاً ثنائياً بسيطاً على عبارة «قرنقشوه. قرنقشوه» نشر الثقافة الإسلامية ومع مقدم شهر رمضان أعلنت وزارة الأوقاف والشئون الدينية فى سلطنة عمان عن إشهار 49 شخصاً من مختلف الجنسيات إسلامهم فى السلطنة، تتويجاً للجهود التى تبذلها الوزارة ممثلة بدائرة التعريف بالإسلام من خلال عملها ودورها المتواصل فى نشر الثقافة الإسلامية وتوعية الجاليات غير المسلمة للدخول فى الإسلام من خلال إقامة البرامج التوعوية والإرشادية. فقد أسلم من الجنسية الأوغندية 18 امرأة ومن الجنسية الفلبينية 11 رجلاً و3 سيدات، ومن الجنسية السريلانكية 5 نساء، و3 سيدات من تنزانيا. كما أسلمت من نيجيريا 3 سيدات، ومن الهند رجل وامرأة، ومن جنسيات أخرى 5 أشخاص. ويواصل مكتب الإفتاء ممثلاً فى دائرة التعريف بالإسلام والتبادل الثقافى بوزارة الأوقاف والشئون الدينية، نشاطه وجهوده المستمرة فى التوعية الدينية ومتابعة وتوثيق وإصدار وثائق الداخلون فى الإسلام. لا انتهاك للحريات الدينية وعلى صعيد مواز أعلن التقرير السنوى للجنة الأمريكية للحريات الدينية الجديد الصادر منذ أيام عن خلو سلطنة عُمان من أية إشارة لانتهاك الحريات الدينية. وفى مسقط ثمنت «اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان» هذا الاستحقاق خاصة أن تشريعات السلطنة تجرم التعرض والإساءة لأصحاب المذاهب والديانات الأخرى. وأكدت أن خلو التقرير السنوى من أية إشارة للسلطنة فى مجال انتهاك الحريات يؤكد بوضوح نتائج الجهود التى تبذلها مختلف الجهات الحكومية خصوصًا وزارة الأوقاف والشئون الدينية لترسيخ العدالة والمساواة ونبذ المذهبية والعصب والتطرف وفقاً لما تكفله أحكام النظام الأساسى للدولة؛ حيث يشكل التسامح، والتعايش بين الأفراد من الجنسيات والمرجعيات العرقية والدينية المختلفة سمة مميزة وبارزة فى السلطنة. وأعربت «اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان» عن سعادتها وتقديرها لخلو التقرير الأمريكى من أية جوانب سلبية، مما يعكس بوضوح الواقع الذى يعيشهُ وينعم بهِ المجتمع العُمانى فى ظل مناخ السلام الاجتماعى والعدالة. فى سياق متصل أشادت العديد من المؤسسات والتقارير الدولية بجهود السلطنة فى هذا الجانب ومنها تقرير وزارة الخارجية الأمريكية المتعلق بالحريات التى يتمتع بها العُمانيون والمقيمون على أرض السلطنة. كما حصلت السلطنة على المركز الأول عالميًا فى خلوها من الإرهاب حسب تقرير التنافسية العالمية الأخير، وجاءت فى المركز الرابع عالميًا كأفضل وجهة للوافدين حسب الدراسة الاستطلاعية التى أجراها موقع (Expat Insider). جاء تثمين اللجنة الأمريكية للأوضاع والتوجهات السائدة فى سلطنة عُمان، تعبيراً عن تقدير دولى جديد لها. استضافة علماء من مختلف الأديان وتطبق السلطنة هذه المبادئ دوماً، ولا تحدث أى انتهاكات مجتمعية أو تمييز على أساس الانتماء أو المعتقد أو الممارسة الدينية. كما تستضيف علماء من مختلف الأديان للتحدث عن التسامح والتفاهم بين الأديان فى جامع السلطان قابوس الأكبر. من جانبه يقوم «مركز السلطان قابوس العالى للثقافة والعلوم» بنشاط كبير، كما تعزز دوره فعاليات سلسلة معارض «رسالة الإسلام من عمان» والذى تم إطلاقه من قبل وزارة الأوقاف والشئون الدينية عام 2010م وزار أكثر من سبع وثلاثين دولة وأكثر من مائة وعشرين مدينة حول العالم حتى الآن، ويحمل عنوان: (التسامح والتفاهم والتعايش- رسالة الإسلام فى سلطنة عُمان) ويهدف إلى نشر مظلة هذه القيم بين شعوب العالم وقد اكتسب المعرض قبولاً متنامياً فى الأوساط العالمية، وتم التنسيق بشأنه مع عدد من المنظمات العالمية وأهمها منظمة اليونسكو والعديد من المراكز الدينية المهتمة بنشر القيم المعتدلة والدعوة إلى السلم والعيش المشترك بين الناس والثقافات والأديان. على النقيض من كل ذلك صنفت اللجنة 16 دولة حول العالم كبلاد مثيرة للقلق الشديد بشأن انتهاك الحريات. كما وضعت 12 دولة أخرى على قائمة الانتهاكات من الدرجة الثانية، وأشارت إلى انتهاكات عديدة فى مناطق مختلفة من العالم. أعلنت اللجنة، من مقر مجلس الشيوخ الأمريكى، مضامين تقريرها وتوصياتها لوزارة الخارجية الأمريكية، وهى هيئة مستقلة من هيئات الحكومة الفيدرالية وتقدم توصياتها إلى الكونجرس، ووزارة الخارجية، والرئيس الأمريكى. أوضحت اللجنة فى بيانها أن الدول المثيرة للقلق الشديد بشأن انتهاك الحريات الدينية، هى التى ترتكب انتهاكات ممنهجة متواصلة وصادمة، وبالغة الخطورة، أو تغض الطرف عن مثل تلك الممارسات. كما أشار التقرير إلى انتهاكات عديدة للحريات الدينية حول العالم، وإلى دول أخرى تتوفر فيها أسباب للقلق عليها.