مجدى لاشين: المعايير الإعلامية للدراما تطبق على الجميع محمد فاضل: حاولت الحد من الفوضى خلال رئاسة اللجنة سميرة عبدالعزيز: الدراما التليفزيونية لها أبعاد تربوية منى الحديدى: الدراما والإعلانات سبب انتشار العنف ضد المرأة حسن عماد: «الأعلى للإعلام» تنظيمى وليس رقابياً أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بمناسبة شهر رمضان، معايير أخلاقية للأعمال الدرامية والإعلانات التى تعرض على الشاشات والمحطات الإذاعية للحفاظ على حقوق المشاهدين، وتضمن أيضًا إلزام أصحاب الأعمال، بالمعايير المهنية والآداب العامة، واحترام عقل المشاهد والحرص على قيم وأخلاقيات المجتمع وتقديم أعمال تحتوى على المتعة والمعرفة وتشيع البهجة وترقى بالذوق العام وتظهر مواطن الجمال فى المجتمع. والسؤال الذى يطرح نفسه.. هل التزم أصحاب الأعمال الدرامية والإعلانات بهذه المعايير التى صدرت من قبل الاعلى للإعلام بعد انتهاء تصوير المسلسلات والإعلانات، خاصة أن عرض المسلسلات بدأ بالفعل. المخرج مجدى لاشين رئيس لجنة الدراما، يؤكد أن المعايير الإعلامية تطبق على الأعمال بصفة عامه طوال العام، وليس رمضان فقط، ونحاول الحفاظ على ثوابت المجتمع، الأخلاقية، وأشار لاشين إلى أن المعايير تنص على أن يلجأ مؤلف المسلسل الدينى أو العلمى إلى أهل الخبرة والاختصاص حتى لا يقع فى أخطاء معرفية، وعلى أصحاب الأعمال بعدم اصطناع أبطال وهميين يجسدون ما فى الظواهر الاجتماعية السلبية التى تسهم الأعمال الدرامية فى انتشارها، وضرورة خلو هذه الأعمال من العنف غير المبرر والحض على الكراهية والتمييز وتحقير الإنسان والتأكيد على الصورة الإيجابية للمرأة، والبعد عن الأعمال التى تشوه صورتها عمداً أو التى تحمل الإثارة الجنسية سواء كانت قولًا أو تجسيداً، وتجنب مشاهد التدخين وتعاطى المخدرات. وقال المخرج الكبير محمد فاضل، حاولت أثناء وجودى رئيس لجنة الدراما، تطبيق المعايير على الجميع، وللأسف تعرضت اللجنة لهجوم شرس وأقيمت ندوات واجتماعات لمحاربتنا، واتهمنا البعض أننا ضد الإبداع، واللجنة لا ترهب أحداً، بل حاولنا الحد من الفوضى التى حدثت بالدراما المصرية بعد 2011، وقبل هذا لم نسمع عن مشكلات من هذا النوع تواجه المسلسلات، فلم يطلب أحد الكتاب أن يحذف لفظاً أو مشهداً خادشاً، وكان ضمير المبدع هو الذى يحكم العملية كلها، والدراما الآن بها مصطلحات غير لائقة، ولهذا أصدرنا معايير بضرورة الانتهاء من تصوير 50% على الأقل من العمل الدرامى قبل عرضه أو إذاعته، حتى يتسنى مراجعته، لاحترام عقل المشاهد والحرص على القيم والأخلاقيات، وتقديم أعمال ترتقى بالذوق العام وتظهر مواطن الجمال فى المجتمع، ويتمنى فاضل أن تلتزم الشاشات بالمعايير المهنية فينا يعرض عليها. وأضاف الدكتور حسن عماد عميد إعلام القاهرة الأسبق، أن المعايير التى أصدرها المجلس موجودة منذ زمن، وكان فريق العمل الإعلامى يحافظ على البيئة المجتمعية، أما الآن نرى مسلسلات لاعلاقة لها بالواقع باستثناء بعض الأعمال وهى قليلة. ويرى عماد ان المجلس الأعلى للإعلام تنظيمى وليس رقابياً، فمن يراقب المسلسلات الرقابة على المصنفات الفنية، وكانت لجنة المشاهدة باتحاد الإذاعة والتليفزيون هى المخصصة فى حذف أو رفض الأعمال التى ترى أنها غير لائقة لعرضها على الشاشة، والآن قطاع الإنتاج لا ينتج أعمالًا بسبب أزمته المالية، ويلجأ إلى الإهداءات. ومن جانبها قالت الفنانة سميرة عبدالعزيز، الدراما التليفزيونية لها قيمتها الأخلاقية والتربوية، ولها تأثير على الجيل الجديد أكثر من الجيل القديم، مؤكدة فى النهاية أن الدراما والتلفزيون تستطيع أن تغير المجتمع، ولا بد أن تسهم فى توعية الناس ونشر القيم الأخلاقية والتحذير مما هو سلبى على مستوى الحياة بصورة عامة. والمعايير الأخلاقية كانت مطلباً ومنها ضرورة وضع الجهات المعنية بالشأن الإعلامى لتطبيق الرقابة الجادة على إنتاج الدراما المصرية تربويًا ونفسيًا، فلا يجوز أن نشاهد ابناً يحرق والده فى أحد المسلسلات، معتبراً المؤلف والمخرج أن المشهد فى سياق الأحداث، ولا يجوز حذفه، وبعد أيام نقرأ عن شاب يحرق والده على طريقة المسلسل. ويرى أحمد سليم، الأمين العام للمجلس الأعلى للإعلام، أن المجلس حاول تصحيح المسار الذى انحرف عنه البعض، يسعى إلى ضبط المنظومة الإعلامية، والقرارات مهمة خاصة فى الوقت الراهن، ولدينا لوائح تحاسب من يخطئ بداية من إيقاف المذيع حتى وقف البث، وقال سليم إن هناك تراجعاً أخلاقياً كبيراً فى كل شىء، الشارع المصرى اختلفت طباعه، مصر تحتاج إلى أعمال تنير العقول. وطالب سليم القائمين على الدراما بتطبيق المعايير الإعلامية والتوقف عن معالجة الموضوعات التى تكرس الخرافة والتطرف الدينى كحل للمشكلات الدنيوية أو كوسيلة لمواجهة الشرور، ومن ثم تغييب التفكير العقلانى والعلمى وإفساح المجال لمعالجة الموضوعات المرتبطة بالدور المجيد والشجاع الذى يقوم به أفراد المؤسسة العسكرية ورجال الشرطة فى الدفاع عن الوطن، إفساح المجال للدراما التاريخية والدينية والسير الشعبية للأبطال الوطنيين وذلك بهدف تعميق مشاعر الإنتماء وتنمية الوعى القومى، والحد من استخدام القوالب الجاهزة المستوردة التركى والإسبانى والهندى، وتكييف الموضوعات والشكل وفقًا لذلك، لأنها تطمس الهوية المصرية. ومن جانبهما قالت دكتورة منى الحديدى عميد إعلام القاهرة الأسبق، نحن نحتاج فى الوقت الحالى إلى كود إعلامى وأخلاقى، يلتزم به الجميع دون استثناء، وعلى الإعلام التركيز على واقع المرأة المصرية بإيجابياته وسلبياته، فالمرأة المصرية فى مسلسلات رمضان الماضى تعرضت للعنف بمعدل كبير وصل كما رصده المجلس القومى للمرأة، إلى ألف مشهد تقريباً، وتعرضت للسب والاحتقار والاضطهاد والسخرية والتعامل مع المرأة بأسلوب غير لائق، وأبدت الحديدى تأييدها للمعايير الإعلامية خاصة ما يخص الإعلانات، فطوفان الإعلانات، يؤثر بشكل مباشر على تشويش المتفرج خاصة أنها تقطع متعة المشاهدة فى مواصلة الأحداث فهى تساعد على غسيل مخ حاد، خاصة الإعلانات المضللة والإعلانات الرمضانية تحتاج لمراجعة وأخطرها فى اعتقادى هى إعلانات المستشفيات والملاجئ والتبرع بالطعام والكساء، وإظهار الناس بشكل يهين إنسانيتهم. وفى سياق متصل قال الكاتب مجدى صابر، الكاتب يحمل ضميراً حياً، وعندما يكتب مشهدًا يضع أمامه المجتمع ومدى تأثير المشهد على عقليته، وكثير من المشاهد حذفتها حتى لا تسبب إثارة بين المشاهدين، وأحاول ألقى الضوء على شخصيات ومشاكل فى المجتمع تحتاج إلى حل، وقال إن أعمال رمضان على مدار السنوات الماضية لم أجد فى البعض منها، رسالة فصانعوها لا يتمتعون بالوعى الكافى فى مجتمع يحتاج إلى تقديم نماذج إيجابية مضيئة، وغابت الدراما الاجتماعية، وآمل أن أشاهد دراما درامية بها ما يحتاجه المجتمع، من أعمال هادفة، وطالب صابر عودة قطاع الإنتاج بالهيئة الوطنية للإعلام للإنتاج مرة أخرى بالتعاون مع القطاع الخاص حتى نصنع دراما حقيقية تليق بالشعب المصرى، بعيدة عن الإسفاف.