ساعات قليلة ونستقبل شهر رمضان المبارك، شهر الصيام والعبادة والاحتفالات الدينية ولم شمل الأسر، وتبدأ مظاهر رمضان والاحتفاء به، في حى السيدة زينب مع انتهاء الأيام الأخيرة من شهر شعبان حيث يحرص الأطفال على تعليق الزينة الورقية والفوانيس في جميع الحواري والشوارع . موائد الرحمن داخل الحى العتيق حى السيدة زينب تجد قدسية خاصة للاحتفال بشهر رمضان، فقبل انطلاق مدفع الإفطار بساعة تجد عددًا كبيرًا من موائد الرحمن تتزين لاستقبال أحباب الرحمن لتناول الإفطار، ويحرص الصغير قبل الكبير على تقديم ما لذ وطاب، ومع رفع أذان المغرب بصوت الشيخ محمد رفعت يكون قد اجتمع الجميع أسرة واحدة تؤكد على عظمة الشعب المصري وحرصهم على تطبيق التكافل الاجتماعي. مسجد السيدة زينب يقع المسجد بميدان السيدة زينب وكان هذا المكان يعرف قديمًا في العصر المملوكي باسم خط السباع نسبة إلى قنطرة شيدها السلطان الظاهر بيبرس في الخليج المصري الذي كان يمر من أمام المسجد وكان على هذه القنطرة رسم للسباع وهو شعار السلطان الظاهر، وقد تم ردم الخليج المصري ومع عملية الردم اختفت قنطرة السباع وظهرت واجهة مسجد السيدة زينب ومنذ ذلك التاريخ بدأ يطلق على الميدان بل والحى بأكمله اسم السيدة زينب، نسبة إلى وجود مسجد وضريح السيدة زينب رضى الله عنها وأرضاها . الروحانية والبهجة وبعد الانتهاء من الإفطار يحرص الجميع على التواجد داخل مسجد السيدة زينب الذي يزداد جمالاً في هذا الشهرالكريم، وتجد مئات المواطنين تتوافد على المسجد والمقام من مختلف الأعمار والطبقات من محافظات، وسط حالة من الروحانية والبهجة، ومع استنشاق رائحة البخور العطرة التي تملأ القلوب يسير الجميع بخطوات سريعة من أجل الوصول إلى مقام سيدة الديوان تاركين خلفهم كل صراعات الدنيا ليذكر الله، ويستمر تتوافد الزوار حتى آخر صلاة التراويح وسط حالة من الروحانية والسلام الداخلي، وتحرص إدارة المسجد على توفير كافة سبل الراحة للرواد والزائرين . قنديل أم هاشم عقب الانتهاء من صلاة التراويح يحرص زوار الحى العتيق على التنزة والجلوس أمام مقام السيدة زينب وسط لهو ولعب الأطفال، وتمتلئ المقاهي عن آخرها لتناول المشروبات الرمضانية وسط أنوار قنديل أم هاشم، ولا تكتمل هذه الرحلة إلا بتناول السحور في مطاعم الفول والفلافل الشهيرة التي زارها العديد من نجوم الفن والكرة المصرية والعربية والشخصيات العامة. جولة وسط الحى العتيق وبعد تناول السحور تسير داخل الأزقة الضيقة في حى السيدة زينب ستشعر براحة نفسية كبيرة لجمال المنظر بعد أن حرص أهالي الحى على وضع الزينة على الشرفات وفي الشوارع وزينوا المساجد بالأنوار والزينات مع سماع صوت الشيخ سيد النقشبندي وهو يردد الابتهالات والأدعية، ويكتمل جمال المشهد بالآثار الإسلامية التي تتواجد في الحى ومنها مسجد أحمد ابن طولون والتي تمتد حتى قلعة محمد على . صناع البهجة وقبل مغادرة الحى العتيق يحرص الزوار على زيارة صناعة البهجة وهم محلات بيع الكنافة وحلويات رمضان، ومحلات عصائر الياميش والمكسرات الرمضانية المميزة، ومطاعم لتقدم المأكولات الشعبية مثل المسمط والكباب والفلافل والكشري وطاجن اللحم، ومحلات تصنيع فانوس رمضان الصاج الشهير، ولكل محل طريقته الخاصة في إدخال البهجة والسرور والسعادة على قلوب الزوار على طريقتهم الخاصة، وتستمر حركة البيع والشراء على مدار اليوم في هذا الحى العتيق الذي لا ينام وخاصة حول المسجد الذي يضم كافة المستلزمات.