تعد الحمامات التركية بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية أحد أهم الشواهد التاريخية للحكم العثماني بفلسطين، ويمتد عمرها حسب خبراء إلى 500عام. ومدينة نابلس واحدة من أقدم مدن الضفة الغربية، وتمتاز بلدتها القديمة بحوزها على عشرات الأماكن التاريخية الأثرية القديمة من مساجد وحمامات وقصور ومصابن "مصانع صابون" ومصانع متعددة. وبنابلس القديمة التي يطلق عليها اسم دمشق الصغرى نظرًا للتشابه الكبير من حيث المباني، 10 حمامات، لا يعمل منها سوى اثنين "الشفاء، والسمرا". وقال صاحب حمام الشفاء يوسف الجابي لوكالة الأناضول للأنباء: إن التسمية بالحمام التركي جاءت بعد أن قام السلطان العثماني سليمان القانوني بإصدار فرمان "قرار" يجيز استخدام الحمامات لعامة الناس بعد أن كانت تقتصر على الإقطاعيين. وأوضح أن حمام الشفاء الواقع بالبلدة القديمة بنابلس يعود بناؤه حسب خبراء إلى أكثر من 500عام. ويقوم عمل الحمام التركي على تعرق جسم الإنسان الذي يخلصه من الجراثيم والجلد الميت والبكتيريا، وإعادة بناء خلايا ميتة بعد التخلص منها بواسطة الحرارة حسب الجابي. ويعد الجابي مع الخبرة التي اكتسبها طوال سنوات من العمل بالحمام التركي خبيرًا بأهمية الحرارة لجسم الإنسان، ويقول: إن الحمام التركي يعالج عددًا من الأمراض مثل الروماتيزم والغضاريف، وينشط الدورة الدموية والغدد الصماء. وتعاني الحمامات التركية حديثًا من قلة الرواد عليها بعد أن كانت مركزًا مهمًا يخرج منها العرسان يوم زفافهم، وتقام فيها الحفلات. وتابع الجابي "تأتي وفود بشكل مستمر كزيارات وسياحة للحمام للتعرف عليه، بالإضافة إلى تنظيم سهرات ليلية خاصة بشهر رمضان والمناسبات الدينية، والقلة من يأتون للاستحمام". وكانت الحمامات التركية تعمل بواسطة حرق الأخشاب بينما تعمل اليوم على السولار لتسخين المياه التي تعمل على تسخين البلاط وارتفاع درجة حرارته. ويقسم الحمام إلى ثلاثة أقسام، أولها القسم البارد ويختص بتقديم الضيافة والسهرات، ومن ثم الدافئ وهو المكان الخاص بتغيير الملابس، والقسم الثالث الحار ويقسم إلى بلاط نار وغرفة بخار وأخرى ساونا "حرارة مرتفعة". ويقول الشاب إبراهيم علي إنه يأتي للاستحمام شهريًا حيث يجد راحة كبيرة، بالإضافة إلى أن الحمام مكان سياحي تاريخي. ويضيف للأناضول: أتخيل نفسي أعيش بالفترة العثمانية وكذلك يعطيني تخيلاً لمدينة دمشق وحماماتها. وشاب آخر يقول: رغم عدم قناعتي بأهمية الحرارة للجسم إلا أنني أستمتع بالاستحمام بهذا المكان التاريخي. من جانبه قال الدليل السياحي ورئيس جمعية تختص بتنشيط السياحة الفلسطينية محمد سعيد: إن الحمام التركي يعد أحد شواهد الحكم التركي العثماني لفلسطين، وتمتاز الحمامات بشهرة كبيرة. وأوضح للأناضول أن الجماعات السياحية تستمتع بوجود الحمامات التركية بنابلس، وبالطريقة المعمارية الإسلامية القديمة.