الدنيا ربيع.. والجو بديع

المحافظات جاهزة لاستقبال شم النسيم..

أنهت كافة محافظات مصر استعداداتها لاستقبال شم النسيم غدًا، واستقبال المواطنين فى الحدائق والمتنزهات العامة للاحتفال وسط رفع حالة الطوارئ فى كافة القطاعات المختلفة وتشكيل غرفة عمليات بوزارة التنمية المحلية وأخرى بكل محافظة حتى الانتهاء من الاحتفالات، ووجه اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية المحافظين برفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال احتفالات شم النسيم وأعياد الربيع وعيد القيامة المجيد وتشكيل فرق طوارئ جاهزة لإصلاح أية أعطال فى المرافق والخدمات ورفع كفاءة وتطوير الميادين والحدائق العامة واتخاذ ما يلزم لظهور المحافظات بالشكل الحضارى الذى يليق بها.
حيث أنهت مدينة جمصة استعداداتها لاستقبال روادها فى أعياد الربيع «شم النسيم»، وذلك بناءً على توجيهات الدكتور كمال جاد شاروبيم، محافظ الدقهلية.
حيث تم اتخاذ إجراءات مكثفة لاستقبال المواطنين من خلال جميع الأجهزة التنفيذية على مستوى المدينة، كما تم تجهيز المصيف الذى يمتد بطول 7 كيلومترات على شاطئ البحر المتوسط بين محافظتى دمياط وكفر الشيخ ويلقب بمصيف الغلابة، والذى استقبل خلال شم النسيم الماضى ما يقدر بمليون زائر.
وأكدت المهندسة سحر لطفى رئيسة مجلس المدينة أن مدينة جمصة استعدت لاستقبال رواد المصيف خلال أعياد الربيع، حيث تم تشكيل غرفة عمليات لجميع الإدارات الخدمية بالمدينة تعمل على مدار الساعة للتصدى لأى مشكلات تتعلق بمطالب واحتياجات رواد المصيف خلال فترة أعياد الربيع.
وأضافت أنه تم زيادة حصة الدقيق خلال الأعياد بجانب الحصة الأساسية وتم توزيعها على المخابز البلدية الستة الموجودة بالمدينة، بجانب المخابز الطباقى.
مشيرًا إلى زيادة حصة أسطوانة بوتاجاز صغيرة للاستهلاك المنزلى، بالإضافة إلى أسطوانات كبيرة للمطاعم، والتكليف بتوفير جميع المواد الغذائية بجميع المجمعات الاستهلاكية والمحال العامة.
وأكد اللواء جمال نورالدين محافظ أسيوط أن جميع أجهزة المحافظة استعدت لاستقبال عيد شم النسيم وعيد القيامة للأخوة المسيحيين من خلال وضع خطة متكاملة فى جميع القطاعات، فضلًا عن تكثيف أعمال النظافة والتجميل الدورية بالشوارع والحدائق والمتنزهات العامة للحفاظ على المظهر الحضارى للمحافظة.
وأوضح المحافظ أنه تم تكليف كافة قطاعات المرافق والخدمات على مستوى المحافظة باتخاذ جميع التدابير اللازمة كل فى نطاقه ورفع درجة الاستعداد القصوى لغرف العمليات بجميع المديريات والوحدات المحلية على مستوى المحافظة لتلقى شكاوى المواطنين والعمل على حلها.
وقال نورالدين إنه تم تكليف مديريات التموين والصحة والطب البيطرى بالاشتراك مع مباحث التموين والبيئة لتكثيف حملات التفتيش والمرور على الأسواق ومحلات بيع الأسماك المملحة والرنجة للتأكد من سلامة المنتجات الغذائية المعروضة وتوافر الاشتراطات الصحية بها مع أخذ عينات من هذه المنتجات لفحصها وإعدام التالف منها حفاظًا على صحة المواطنين.
وأضاف أنه تم التنبيه على جميع المستشفيات العامة والمركزية برفع درجة الاستعداد وتوفير الأدوية اللازمة للطوارئ بكافة الوحدات الصحية، فضلًا عن نشر سيارات الإسعاف بالقرب من الحدائق والمتنزهات والميادين التى تشهد إقبالًا متزايداَ وتجمعات من المواطنين.
وجهت الدكتورة منال عوض محافظ دمياط توجيهاتها لرؤساء المدن ووكلاء وزارة القطاعات الخدمية برفع حالة الطوارئ القصوى استعدادًا لشم النسيم.
وفى قطاع الأمن أكد اللواء طارق مجاهد مدير أمن دمياط وضع خطة أمنية لتأمين مخارج ومداخل المحافظة والعمل على سلامة المواطنين فى أماكن التجمعات والمتنزهات.
وأكد الدكتور خالد عبدالغنى وكيل وزارة الصحة بمفاجأة الأطباء بالنوباتيجية فى جميع مستشفيات المحافظة وتحويل المتغيبين المتقاعسين فى أداء واجبهم للنيابة الإدارية، وأشار بتوفير الأدوية والأمصال بجميع المستشفيات استعدادًا لحالات الطوارئ.
وفى ذات السياق كلفت المحافظ وكلاء وزارة الثقافة والإعلام والشباب والرياضة بوضع خطط ترفيهية وندوات وأنشطة رياضية وفتح مراكز الشباب لممارسة الرياضة والعمل على تأمينها تأمينًا كاملاً.
وناشدت المحافظ رواد عروس المصايف رأس البر ضرورة ترشيد الاستهلاك فى المياه والكهرباء والمحافظة على المنظر الجمالى والحضارى للمحافظة.
وشم النسيم أو أعياد الربيع لها شكل ومذاق خاص بسوهاج حيث تتنوع أماكن الاحتفال به على مدار اليوم، فمن الأهالى من يقصد النيل ومنهم من
يقصد الجزر والبعض الآخر يقصد الكورنيش وبعضهم يقصد الأندية المختلفة.
ومن أهم الأماكن التى يقضى فيها المواطن السوهاجى ليلة شم النسيم جزيرة الزهور بسوهاج وهى عبارة عن جزيرة تقع وسط نهر النيل شمال كوبرى سوهاج القديم ويقابلها متحف سوهاج والمجمع السياحى على الضفة الشرقية للنيل وتحتوى على 23 شاليهًا وحمام سباحة وملاعب أطفال ومطعم وصالة للأفراح وهى من الأماكن الجميلة المحببة فى الإقامة.
وهناك جزيرة قرامان التى تقع أيضًا وسط نهر النيل ومساحتها خمسون فدانا وسعت المحافظة لاستغلالها واستثمارها سياحيًا، ويوجد بالجزيرة حديقة عامة على مساحة 25 فدانا وهى متنزه لأبناء سوهاج فى الأعياد والعطلات وتشمل مساحات خضراء وأحواض زهور ومشتلاً وكافيتريا وفى الجزيرة مزرعة التوت والتى تستخدم لتربية دودة القز لإنتاج الحرير الطبيعى على مساحة عشرة أفدنة.
والمزار الهام لأبناء المحافظة المخيم السياحى الذى يقع على مساحة 30 ألف متر مربع بحى الكوثر، وهو عبارة عن مبنى من دورين والمخيم يشمل لوبى وصالة للأفراح وحدائق وملاعب للأطفال وحديقة حيوان وبوفية ومطعم ودورتين مياه حريمى ورجالى ومخصص به ركن للعائلات وركن للشباب وبه إسطبل للخيل ومساحات للتخييم.
وعلى ضفتى النيل بالكورنيش الغربى والشرقى تنتشر المراسى السياحية فيوجد ثلاثة مراسى سياحية بسوهاج أحدها بالضفة الشرقية للنيل، وهو مرسى ناصر السياحى تم إنشاؤه بمعرفة المحافظة وتطويره بمعرفة وزارة السياحة بتكلفة قدرها مليونى جنيه ويستقبل المرسى رحلات السياحة النيلية الطويلة من القاهرة إلى أسوان وبالعكس منذ إفتتاحه فى شهر سبتمبر 2012 حيث تم استقبال العديد من البواخر السياحية تحمل السائحين من جنسيات مختلفة.
وتستعد الوحدات المحلية والأجهزة المعنية لتكثيف التواجد فى الميادين والشوارع والحدائق العامة وبالكورنيش الشرقى والغربى مع اتخاذ مديرية الأمن إجراءات التأمين فى إطار خطة متكاملة لتأمين انحاء المحافظة أثناء الاحتفالات.
لم يختلف الحال بمحافظة قنا عن بقية محافظات الجمهورية، حيث يخرج المواطنون القنائيون لقضاء هذا اليوم فى أحد المتنزهات أو على كرنيش النيل أو فى أحد الحدائق العامة، والتى تعتبر بطبيعة الحال محدودة، إذا ما قورنت بمحافظات الوجه البحرى، ففى قنا عاصمة الاقليم ينحصر قضاء هذا اليوم على كورنيش النيل بقنا، والذى يعد المكان المفضل والمناسب للجميع، نظرًا لاتساع رقعة المساحات الخضراء به، والاستمتاع بمشاهدة نهر النيل، وركوب المعديات النهرية والقطار الفطفاط.
وفى ذات السياق أنهت محافظة قنا استعداداتها لاستقبال أعياد الربيع وشم النسيم فقد رفعت المحافظة درجة الاستعداد والطوارئ وقامت بتشكيل غرف عمليات بكافة مدن محافظة قنا، وذلك بالتنسيق بين مديريات الصحة والتموين والطب البيطرى ومرفق الإسعاف، لاتخاذ كافة التدابير الوقائية استعدادًا لاستقبال شم النسيم وأعياد الربيع.
من جهته وجه السيد اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا، رؤساء المدن برفع القمامة والإشغالات بالشوارع والحدائق والمتنزهات العامة بشكل فورى خلال الاحتفالات، للحفاظ على المظهر الحضارى والجمالى.
وذكر المحافظ أنه تم التنسيق مع مديرية أمن قنا لتأمين الكنائس بجميع مدن وقرى المحافظة، وكذلك تأمين الحدائق والمتنزهات العامة أثناء الاحتفالات بشم النسيم.
عيد شم النسيم ليس له أى علاقة بالأديان وغير مقتصر على الأقباط ولكنه عيد لكل المصريين هذا ما أكده أحمد عبدالعال محمد مدير عام آثار الفيوم السابق الذى التقينا به فى رحلة قصيرة للماضى البعيد لنعرف من أين جاءت هذه المناسبة الهامة التى يحبها
ويفضلها المصريون ويحتفلون بها كل عام ولماذا البيض والبصل والخس والأسماك المملحة هى التى يأكلها المصريون فى هذا العيد وماهى علاقة الأديان بهذه المناسبة التى كثر حولها الجدل فيها.
شم النسيم كما يقول «عبدالعال» يأتى فى اليوم التالى لرأس السنة القبطية وعيد القيامة المجيد والذى يتم تحديده طبقا للحساب القبطى ويأتى فى شهر برمودة بالتقويم القبطى ويوافق عادة من 8 إلى 29 أبريل من كل عام.
وقد قسم المصرى القديم السنة إلى ثلاث فصول وهى «الاخت» فصل الفيضان ويليه مباشرة فصل «البرت» وهو فصل الشتاء وبعدة مباشرة فصل «الشمو» وهو الصيف والأخير فيه حصاد الغلة أو الحبوب أو الحنطة الذى تم زراعتها بعد فصل الفيضان ومن هنا جاء شم
النسيم من «الشمو» الحصاد وهو عيد يرمز عند قدماء المصريين إلى بعث الحياة وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان أو بداية خلق العالم كما كانوا يتصورون.
وقد تعرَّض الاسم للتحريف على مرِّ العصور وأضيفت إليه كلمة «النسيم» لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، وطيب النسيم وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة.
وكان قدماء المصريين يحتفلون بذلك اليوم فى احتفال رسمى كبير فيما يعرف ب«الانقلاب الربيعي» ويتحول الاحتفال بعيد شم النسيم – مع إشراقة شمس اليوم الجديد إلى مهرجان شعبى، تشترك فيه طوائف الشعب المختلفة فيخرج الناس إلى الحدائق والحقول والمتنزهات حاملين معهم أنواع معينة من الأطعمة التى يتناولونها فى ذلك اليوم، مثل: البيض، والفسيخ (السمك المملح)، والخَسُّ، والبصل، والملانة (الحُمُّص الأخضر).
وهى أطعمة مصرية ذات طابع خاص ارتبطت بمدلول الاحتفال بذلك اليوم عند الفراعنة - بما يمثله عندهم من الخلق والخصب والحياة. فالبيض يرمز إلى خلق الحياة من الجماد وقد صوَّرت بعض برديات منف الإله «بتاح» – إله الخلق عند الفراعنة وهو يجلس على الأرض على شكل البيضة التى شكلها من الجماد.
ولذلك فإن تناول البيض – فى هذه المناسبة - يبدو وكأنه إحدى الشعائر المقدسة عند قدماء المصريين. وقد كانوا ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد. ويضعون البيض فى سلال من سعف النخيل يعلقونها فى شرفات المنازل أو فى أغصان الأشجار. لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق أمنياتهم.
وقد تطورت هذه النقوش - فيما بعد لتصبح لونًا من الزخرفة الجميلة والتلوين البديع للبيض.
أما الفسيخ – أو «السمك المملح» – فقد ظهر بين الأطعمة التقليدية فى الاحتفال بالعيد فى عهد الأسرة الخامسة مع بدء الاهتمام بتقديس النيل وقد أظهر المصريون القدماء براعة شديدة فى حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ.
وتشهد محال وأسواق محافظة المنيا، إقبالاً على بيع وشراء، الملوحة، الرشال، والرنجة، والفسيخ، والبصل الأخضر، تزامنا مع الاحتفال بأعياد الربيع وشم النسيم، والتى يكثر فيها الإقبال على هذه الأكلات، فى أعياد الربيع، على الرغم من تحذيرات أطباء الصحة بعدم تناولها، لكثرة أضرارها وخطورتها على الأطفال والمرضى، ورغم ارتفاع أسعارها مقارنة بالسنوات الماضية.
ويقول الحاج «عاطف عبدالحميد» من أشهر تجار الملوحة والفسيخ بالمنيا إننا نقوم بشراء الأسماك المملحة من محافظات أسوان والإسكندرية، والشرقية، والتى تشتهر بتصنيع هذه الأنواع من الأسماك، وبعد التأكد من سلامتها وجودتها نقوم بتوزيعها على محلات تجار الجملة والتجزئة، وخاصة مع تزايد الإقبال عليها خلال أعياد شم النسيم وأعياد الربيع لأنها من الأكلات القديمة ذات الموروث القديم.
وفى سياق متصل تشن مديريات التموين والصحة والطب البيطرى والرقابة التموينية حملات مكثفة على الأسواق، ومنافذ البيع للتأكد من سلامة السلع الغذائية المعروضة للبيع؛ حيث رفعت تلك المديريات درجة الاستعداد القصوى تزامنًا مع الاحتفالات التى تشهدها المحافظة بالإضافة إلى تكثيف مديرية الأمن من التواجد الأمنى أمام الحدائق والأندية وأماكن الزحام لتأمين المحتفلين وضبط المتحرشين.
كما أعلن اللواء قاسم حسين، محافظ المنيا، تشكيل غرفة عمليات فرعية بالمراكز والمدن وربطها على مدار اليوم بغرف العمليات بالصحة والتموين وغرفة العمليات الرئيسية بديوان عام المحافظة، لتلقى أى شكاوى أو بلاغات خلال أعياد الربيع.
ووجه المحافظ بتجهيز جميع الحدائق والمتنزهات وفتحها أمام المواطنين للاستمتاع خلال هذه الفترة لإضفاء جو من البهجة والسرور على أهالى المنيا، وقرر المحافظ إلغاء جميع الإجازات والراحات لرؤساء الوحدات المحلية ونوابهم ورؤساء الأحياء والوحدات القروية، وجميع القائمين على مديريات الخدمات للمتابعة والرقابة المستمرة على سير العمل خلال أعياد الربيع وتوفير كافة الخدمات للمواطنين.
كما كلف جميع رؤساء الوحدات المحلية بإعداد كافة المعديات سواء العامة أو الخاصة لمواجهة تزايد أعداد المواطنين المتنقلين بين ضفتى النيل ومراجعة كافة المعدات واللنشات، للتأكد من صلاحيتها وأدوات الأمن والحماية وأطواق النجاة ومعدات الإطفاء مع التأكيد على عدم تجاوز الحمولة القانونية نظرًا للاستخدام المكثف وزيادة عدد الرحلات فى تلك الأيام.