مثلما تقول الحكمة القديمة أن وراء كل عظيم امرأة، فوراء كل مرشحة "كوتة" في انتخابات مجلس الشعب زوج يدعمها ويأخذ بيدها، أزواج المرشحات هم مفاجأة انتخابات 2010، ضربوا المثل في المساندة ورفعوا عن كاهل زوجاتهم عبء الحملات الانتخابية، بعضهم يقود جولات الدعاية وحشد الأنصار، وبعضهم يدعم زوجته ماليا في معركة المال والعصبية. المساندة الزوجية بشهادة المرشحات -كما جاءت على صفحات مجلة المصور في عددها الأخير- ستكون الفيصل في حسم العديد من المعارك لصالحهن، فالرجال أدرى بخفايا الدوائر الانتخابية، وأكثر قدرة على الاختراقات، وهم بذلك يعوضون المرشحات عن عدم الإلمام أحياناً بطبيعة الخريطة الانتخابية. مجرد تفاهم نذر صفوت حسين، شقيق محافظ القليوبية المستشار عدلي حسين، أن يذبح عجلاً لزوجته سلوى عمارة ،مرشحة الوطني على مقعد كوتة المرأة بالغربية، إذا نجحت وحصلت على مقعد مجلس الشعب.. حسين الذي كان رافضاً في البداية لترشيح زوجته خشية أن تصيبها السياسة بلعناتها، تراجع بعد مناقشة هادئة مع زوجته وتحول إلى داعم لها يساندها في كل تحركاتها. صفوت يؤكد أن العلاقة الأسرية لم يكن لها دور في الترشيح، فما فعله ليس أكثر من تفاهم زوجي واقتناع منه بحق زوجته في أن تجرب حظها وتمارس دورها السياسي. يقول: زوجتي نجحت في إقناعي، ومن خلال النقاش لم نجد على الساحة منافسة مخيفة لها فرأت زوجتي أنها قد تكون الأصلح، ولم أفكر مسبقاً في الترشيح لعضوية مجلس الشعب، أما زوجتي فوافقت لها لأنني وجدت أن فرصتها أكبر في الفوز لأنها "كوتة" والاختيار مركز عليها، كما أنها بدأت جهوداً كبيرة مع الحزب بأنشطتها المختلفة، لذا كان من الذكاء جمع الفرصتين بمساندتي لها ودعمها لكي تنجح. أهم دعم سيقدمه صفوت لزوجته هو الدعم المعنوي، فيذكر أنه دائماً ما يشجعها ويحاول طمأنتها وخاصة فترة اختيار المجمع الانتخابي لممثلة الحزب الوطني حيث كانت عصبية دائماً لكنه نجح في احتوائها، أما الدعم المادي فهي قادرة على تمويل حملتها الانتخابية بنفسها. نقطة الخلاف الوحيدة بين صفوت وزوجته كانت في إدارة الحملة الانتخابية فهي تريد حماية نفسها ببعض الرجال والحراسة أثناء ذهابها لبعض المناطق التي تتوقع حدوث مشاحنات بها، لكن صفوت رفض ذلك وقال لها إن المعركة الانتخابية تدار بالفكر وليس بالمشاكل والبلطجة. بألف رجل حال صفوت حسين لا يختلف كثيراً عن المستشار مصطفى درويش ،رئيس محكمة استئناف المنيا، الذي أعلن من البداية دعمه لزوجته هالة أبو السعد ،مرشحة كوتة المرأة عن دائرة محافظة كفر الشيخ، ولكن بحكم منصبه القضائي لا يستطيع النزول معها إلى الشارع وحشد الأنصار لدعمها فللقضاء أحكام وعلى القاضي الا يخالفها حتى لا يفقد صلاحيته. لكنه يعوض ذلك بالنصيحة والأهم أنه يعلم قدرة زوجته نفسها على حشد الأنصار ولولا ذلك لما رشحها الحزب، المستشار درويش لا يساند زوجته من باب الواجب الزوجي وإنما عن قناعة بدور المرأة. رد الجميل في الإسكندرية لم يشغل المهندس محمود صدقي نفسه كثيراً بالاعتراضات التي يبديها بعض الأزواج على ترشيح المرأة، ويراها كلاما لا يستحق الرد. وأفضل دليل زوجته المهندسة نادية عبده ،مرشحة الكوتة في الإسكندرية، التي يعتبرها نموذجاً للمرأة التي تستحق أن يساندها زوجها ويقف بجانبها الرجال لأنها مخلوقة لخدمة الناس. ويؤكد أنه لم يجد عيبا في أن يقف إلى جانب المهندسة نادية في كل موقع تشغله سواء كان تنفيذياً كرئيس لشركة مياه الشرب بالإسكندرية، أو مقرر المجلس القومي للمرأة بالمحافظة، أو رئيسة قسم العطارين في الحزب الوطني، حيث كانت أول سيدة في الحزب تتولى هذا الموقع. يقول صدقي: لا أنسى تضحياتها ووقوفها إلى جانبي خاصة في عام 1995 عندما مرضت مرضاً شديداً وعرض عليها المستشار إسماعيل الجوسقي ،محافظ الإسكندرية في ذلك الوقت، أن تتولى رئاسة شركة مياه الشرب فرفضت حتى تتفرغ لرعايتي إلى أن منَّ الله عليَّ بالشفاء، وتولت المسئولية في الشركة عام 2002 وحققت في الشركة إنجازات كبيرة للعاملين والبالغ عددهم 6 آلاف عامل، وعندما تترشح فعلى الأقل أرد لها الجميل وأساندها. صعيدي .. لكن جدع حتى الصعيد لم تعد النظرة المحافظة هي أساس التعامل مع المرأة فيه، ولم يعد عيبا"ً أن يخرج الزوج داعماً لزوجته المرشحة – هذا ما يؤكده محمود محمدين – فتقاليد الصعايدة لم تحرم زوجته حنان جلبي ،مرشحة الفئات المستقلة ببندر المنيا، من الترشح على مقعد كوتة المرأة في الانتخابات البرلمانية. يقول: عندما عرضت على زوجتي قرار ترشيحها لم أتردد إلا أنني شعرت بالقلق والخوف لأن أعباءها سوف تزداد، فهي الآن تتعامل مع مركز واحد وبعد الترشيح سوف تتعامل مع محافظة بأكملها كثيرة الاحتياجات والمشاكل، ومن هنا جاء قلقي لأنها ستقوم بدور 22 مرشحاً من الرجال. محمدين يؤكد: لم نجد معارضة من العائلة أبداً لأنهم وببساطة متعودون على أننا نمارس العمل الخدمي، وهذا ليس جديداً عليهم بل الكل يقف معنا ويساندنا وقد قسموا أنفسهم لمجموعات، واحدة تتولى الدعايةالانتخابية وتقوم بلصق ملصقات الدعاية وأخرى تتولى عقد اللقاءات الجماهيرية وغيرها، لكن كما يقولون الصعايدة صعايدة فعندما تصبح زوجتي في مجلس الشعب لن أسمح لها بالسفر بمفردها للقاهرة فالسيدة سيدة والرجل رجل ويجب المحافظة عليها، كما أنني أقوم بالتحرك معها في جميع دوائر المحافظة وإذا كنت مشغولاً يذهب معها أحد الأبناء أو إخواتها، كما أنني لا أبخل عليها بأي مال في دائرتها الانتخابية لأن هدفي هو أن تقدم خدمة حقيقية للشباب وإيجاد فرص عمل لهم من خلال مشاريع استثمارية في المنيا. زوج النائبة في الدقهلية تعتبر راقية مسعود – مرشحة الحزب الوطني على مقعد الكوتة "فئات" عن دائرة دكرنس – مرشحة محظوظة ليس لترشيح الحزب لها فحسب، بل لكونها أيضاً زوجة رجل الأعمال الحاج محمد يوسف الذي يدعمها ويساندها بقوة. الحاج محمد رأى في زوجته طموح العمل العام والسياسي والقدرة على خدمة الآخرين من خلال عملها بمجلس محلي المحافظة لمدة ست سنوات متتالية، وشغلها منصب أمينة المرأة بالحزب عن مركز دكرنس، فظل يشجعها حتى ألهب طموحها للوصول إلى مقعد البرلمان، وهي تمثل له مصدر فخر واعتزاز شديدين فيقول: زوجتي صالحة وناجحة في عملها، لم أشعر أبداً وأبناؤنا الثلاثة "لمي ومحمود وحسين" بأي تقصير من جانبها طوال فترة زواجنا التي تمتد لأكثر من 25 عاماً. تدعيم الحاج محمد لزوجته لا يتوقف عند الدعم المعنوي فحسب بل يصاحبه أيضاً دعم مادي كبير، فيرافقها في معظم جولاتها الانتخابية ويحشد لها الأصوات من كافة المراكز والقرى، وإن أتيحت له الفرصة يتحرك هو في اتجاه وهي في اتجاه آخر لضمان سرعة الوصول للجميع، ويعتمد في ذلك على عائلتيهما، فهما من أكبر العائلات بمركز دكرنس إلى جانب علاقاته الواسعة. تعاطف غير عادي الدعم الزوجي ليس مقصوراً على مرشحات الوطني والمستقلات فقط، وإنما تحظى بها مرشحات المعارضة أيضاً مثلما يحدث في الإسماعيلية مع ماجدة النويشي ،مرشحة كوتة المرأة (عمال) عن حزب الوفد، والتي يؤكد زوجها منير الجزار أنه يدعمها في خوض المعركة الانتخابية بكافة أشكال الدعم سواء بالنصائح وتبادل الآراء فضلاً عن الدعم الأسري والمادي. ويقول: يشرفني أن تخوض زوجتي تلك التجربة، ولا أجد أي غضاضة في ذلك فهي تمارس العمل العام منذ 35 سنة كعضو سابق بمجلس محلي محافظة الإسماعيلية، ورئيس لرابطة المرأة العربية، والمنسق العام لرابطة المرأة الإفريقية، فهي مثقفة ولها باع في العمل العام والحزب الوطني خسر ترشيحها للأسف مما أكسبها تعاطفاً غير عادي داخل الشارع الإسماعيلي.