شن صحفيو المؤسسات القومية هجومًا عنيفًا على مجلس الشورى احتجاجًا على معايير اختيار رؤساء التحرير كما هاجم الصحفيون خلال وقفة احتجاجية أمام مؤسسة الأهرام، نقيب الصحفيين ممدوح الولى، وطالبوا بسحب الثقة منه لتخاذله فى الدفاع عن استقلال الصحافة. كما ندد الصحفيون بأحمد فهمى رئيس مجلس الشورى وأطلقوا هتافات «شورى ليه.. فهمى عاوزنا نقول له يا بيه» و«يا ممدوح قول الحق.. جايبلينا المرشد ولا لأ»، و«لا أحزاب ولا إخوان ولا عسكر ولا فلول». رفع الصحفيون لافتات تطالب بعقد اجتماع طارئ للجمعية العمومية للنقابة لاتخاذ موقف حاسم من تدخلات مجلس الشورى فى شأن صحفى يمس استقلال المؤسسات القومية. اتفق المشاركون فى الوقفة على التظاهر غدًا الخميس أمام القصر الجمهورى بمصر الجديدة، ومطالبة الرئيس محمد مرسى بالانتصار لاستقلال الصحافة وتحررها من وصاية مجلس الشورى. شارك فى الوقفة مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين السابق، والكاتب جمال الغيطانى وجمال فهمى عضو مجلس النقابة السابق، وأعرب مكرم محمد أحمد عن رفضه تدخل مجلس الشورى فى شئون الصحفيين، مطالبا بأن يكون اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية عبر مجالس إداراتها لأنهم يضمنون اختيار الأصلح، وأن يسرى على الصحف القومية ما يطبق فى الصحف الخاصة، وأضاف مكرم أن مجلس الشورى فاقد للشرعية لأن من انتخبه هم 7٪ فقط من اجمالى الناخبين مؤكدًا رفضه للجنة المشكلة من قبل مجلس الشورى. وصف الكاتب الصحفى يحيى قلاش التغييرات التى تحدث على مستوى الصحف القومية واختيار رؤساء التحرير بأنه أمر لا يريد بالصحافة المصرية خيرا معتبرها محاولات مفضوحة لاخضاع المؤسسات القومية لسيطرة فصيل سياسى بعينه كما أنها تعيد ممارسات الحزب الوطنى المنحل الذى كان يهيمن على هذه المؤسسات. وقال قلاش إنه كان من الأولى تحرير الصحف القومية من سيطرة مجلس الشورى وتغيير منظومة القوانين التى تحكم وسائل الإعلام لأنها قوانين فاسدة وضعت فى عهد الديكتاتور واضاف أن الأزمة الحالية شبيهة بأزمة القانون رقم 93 لسنة 1995 والذى اطلاق عليه الصحفيون اسم قانون الفساد والاستبداد. وأشار قلاش إلى أن المعايير الموضوعة تحمل فى طياتها اهانة للصحفيين حتى يتم احجامهم عن التقدم فيتم تمرير أسماء بعينها وهو ما يتم حاليا حيث يتم الاتصال بأسماء معينة حتى تتقدم فيتم اختيارها. وأبدى جمال عبدالرحيم عضو مجلس نقابة الصحفيين اعتراضه على الآليات التى يتم اختيار الصحفيين بها كرؤساء تحرير للصحف القومية مضيفًا أن معايير اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية وضعها مجلس نقابة الصحفيين مع مجلس الشورى ومجالس إدارات الصحف القومية وأعضاء الجمعيات العمومية المنتخبة على مدار 3 أسابيع فى جلسات استماع. وكشف عبدالرحيم النقاب عن أن أعضاء مجالس إدارات الصحف القومية وأعضاء الجمعية العمومية رفضوا مبدأ إجراء الانتخابات بعد الاختلاف عن آليات التنفيذ «وأوضح أنهم قالوا ان الانتخابات لا تأتى دائما بالأصلح والأهرام لديها تجربة فى ذلك فبعد أن انتخب عبدالعظيم حماد ثار العاملون بالأهرام، ووصف «عبدالرحيم» ما يحدث من احتجاجات البعض على قرار مجلس الشورى بأنه تحريض واضح من عدد من رؤساء تحرير الصحف القومية الحاليين بهدف استمرارهم لأنهم لا يريدو التغيير. ورفض أحمد طه النقر، مدير تحرير جريدة الأخبار تدخل مجلس الشورى فى شئون الصحافة لأنه مجلس غير شرعى، مضيفا أن الجماعة الصحفية هى «أدرى بشئونها وأقدر على إصلاح أى أخطاء وافساد بها». وطالب النقر بإلغاء المجلس الأعلى للصحافة وترك أمور الصحافة لأهلها لأن أهل مكة إدرى بشعابها ويجب إلا نستبدل الإخوان المسلمين حزب الأغلبية حاليا بالحزب الوطنى الذى كان يحتكر كل شيء والآن الإخوان يحاولون احتكار الصحافة. وقال الدكتور محمود خليل أستاذ الصحافة بجامعة القاهرة ان الشروط الموضوعة لاختيار رؤساء الصحف القومية هى إعادة انتاج لطرق النظام السابق فى اختيار رؤساء الصحف القومية كما أنها لا تتوافق مع الصفات المطلوبة فى القيادات الصحفية فى الفترة المقبلة، وأعرب عن تخوفه من «أخونة» المؤسسات الصحفية من خلال دفع التيار الإخوانى لوجوه من داخل الجماعة أو من المؤيدين لها باعتبار أن أغلبية اللجنة المنظمة تم اختيارها من أعضاء بمجلس الشورى ذات الأغلبية الإسلامية.