قالت مجلة "فورين بوليسي" الامريكية إن فشل الرئيس الجديد( محمد مرسى) لأكبر دولة عربية في إدارة بلاده قد يهدد مصالح الولاياتالمتحدةالامريكية وإسرائيل في منطقة الشرق الاوسط، كما أن هذا لا يعني ان الانتخابات القادمة قد تولد شخصية أكثر مرونة بالنسبة للغرب. وقالت المجلة إن وصول "مرسي" إلى سدة الحكم فى مصر جاء بمثابة مفاجئة للعالم كله، والعالم ينتظر ما سيفعله "مرسي" لأكبر دولة عربية بل لأكثر شعب "معدوم" و "منكوب" ، موضحة أن الرئيس ذاته لا يعرف إجابة واضحة لهذه الأسئلة حين يواجه اقتصاد منهار ومجلس عسكري يقف حجر عثرة في طريقه ويغتصب صلاحياته وسلطاته وكيفية التوفيق بين الشعارات الدينية لجماعة الاخوان المسلمين والقوى الثورية والعلمانية. وذكرت المجلة أنه بالرغم من انتياب الولاياتالمتحدة بعض شعور الخوف والتوتر من جانب الرئيس المصري الجديد، إلا أنها تلزم العالم وإياها بالتزام الوعود المالية والسياسية على حد سواء بشأن مصر، مؤكدة أن أمريكا لن تعمل على حجب المساعدات عن مصر حيث لا ترى أي سبب لإيذاء الشعب المصري الذي يعاني من الفقر والفوارق الإجتماعية، وفي حال حجب المساعدات قد يؤدي إلى تفاقم العداء بين مصر والغرب بل ويقوي موقف كل من يزعم فشل "مرسي" في منصبه الجديد لوقوف الغرب ضده وعدم التعاون معه. ووصفت المجلة الرئيس "محمد مرسي"، بأنه إسلامي غير معتدل وأن أفكاره معرضة للفشل ولكنه يستحق الفرصه لإثبات ماهية الكيان الحقيقي لجماعة الإخوان المسلمين وما الذي يقدروا على تحقيقيه وهم في سدة الحكم. وقالت المجلة ان الرئيس "محمد مرسي" يسعى لتطبيق المعايير الدينية في دولة علمانية ولكنه تعهد بتمثيل كافة طوائف الشعب ومن بينهم المسيحيين والعلمانيين، مشيرة إلى وجود صراع حاد في المستقبل القريب بين الحرية وحقوق الإنسان من جانب والتعاليم الدينية من جانب آخر وهو الوضع الذي نرى من خلاله عقلانية ومنطقية الرئيس الجديد في التعامل مع مثل تلك المشاكل لاسيما مع تباعد القيم ووجهات النظر عن الليبراليين المتمسكين بقيم الغرب ، الذي بدأ يشعر بعد الراحة والتوتر الشديد خصوصابعد ان نوه "مرسى" في خطابه في ميدان التحرير عن إطلاق سراح الشيخ "عمر عبدالرحمن" من السجون الامريكية. وأوضحت المجلة أن شخصيته المحافظه ظهرت كثيرا في تصريحاته القاسية بشأن إسرائيل ودوره الفعال في جماعة الإخوان المسلمين في الحركة المناهضة للصهيونية معربا عن نيته الواضحة في عدم استمرارية حالة "السلام البارد" بين مصر وإسرائيل وإعادة النظر في اتفاقية السلام بين البلدين لعام 1979 مؤكدا على عدم التزام إسرائيل بجانبها من الإتفاقية وأنه يجري استفتاء شعبي يكون فيه مصلحة البلاد في المقام الاول.