رغم أن دوره هو حماية الصيادين الفلسطينيين من الاستهداف الإسرائيلي، إلا أنه لا يستطيع في الكثير من الأحيان حماية نفسه ويتلقى الكثير من الضربات.. إنه قارب "أوليفا" الذي سيرته مؤسسات دولية ليوثق انتهاكات إسرائيل ببحر غزة. القارب الذي تم إطلاقه في إبريل من العام الماضي لرصد وتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية بالصوت والصورة ضد الصيادين الفلسطينيين، يبلغ طوله 8 أمتار، ويعمل بمحرك متواضع ذي إمكانيات محدودة، وتدعم فكرته 50 منظمة دولية. ولم يستطع "أوليفا"، رغم الدور الكبير الذي يقوم به، أن يفك الحصار الذي تفرضه البحرية الإسرائيلية على صيادي غزة، ولا أن يوقف عمليات الملاحقة والاعتقال المستمرة لهم. وكان فيتوريو أريغوني الناشط الإيطالي في حقوق الإنسان، الذي قُتل بغزة العام الماضي، قد ساهم في ظهور هذا المشروع للنور، كما شارك في اختيار اسم القارب، الذي يعمل عليه ناشطون أجانب من مختلف دول العالم. وطبقًا للمتضامن الأمريكي جو كيترون فإن القارب لا يسلم من محاولات الإغراق المتكررة من قبل البحرية الإسرائيلية، التي تقوم أيضًا بضخ المياه صوب من هم على متنه حتى يمنعهم من ممارسة مهامهم. وقال كيترون إن الصيادين في غزة يعانون الكثير من الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم، وعلى رأسها فرض الحصار البحري عليهم. وفي السياق نفسه، قال محفوظ الكباريتي، منسق الحملة الدولية للتضامن مع الصيادين الفلسطييين، إن قارب "الأوليفا" خُصص لحماية الصيادين في بحر غزة، عبر تسجيل الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم وبثها لمختلف وسائل الإعلام بدول العالم ليتدخلوا لوقف تلك الانتهاكات. وأوضح الكباريتي أن "الأوليفا" يتولى أيضًا مهمة إنقاذ حالات الطوارئ في البحر، لاسيما التي تبعد 3 أميال عن الشاطئ لأن القارب هو الوحيد الذي يستطيع أن يتعدى تلك المسافة، لصفته الدولية. وتسمح إسرائيل لصيادي غزة بالإبحار لمسافة 3 أميال فقط، إلا أنها لا تلتزم بذلك في الكثير من الأحيان، وتعتقل صيادين فلسطينيين داخل هذه المسافة. وأشار الكباريتي إلى أن الصيادين الفلسطينيين يتعرضون لمحاولات تشويش من البحرية الإسرائيلية، بالإضافة إلى إطلاق النيران عليهم، علماً بأن قارب الصيد الخاص بالصيادين قد يكون على متنه مدنيون من أطفال وشيوخ. وذكر أن اعتقال الصيادين في ظروف غامضة، يعتبر كابوساً ينغّص حياة الصيادين، ويسبب لهم الخوف من نزول البحر. وأشار إلى أنه مع بداية انطلاق "أوليفا"، كان هناك تعاون مع الجانب الإسرائيلي، بحيث كانوا يبتعدون عن القارب، ولا يحاولون التشويش عليه، وبعد شهرين من انطلاقه بات مستهدفاً كما باقي قوارب الصيد. وذكر الكباريتي أن المتضامنين الأجانب تعرضوا لمحاولات اعتقال عدة مرات، لكن الأوامر بعدم اعتقالهم كانت تصل البحرية الإسرائيلية في اللحظات الأخيرة فتتركهم.