"طلبنا أعلام مصرية.. وجدنا الشرطة تعتقلنا بتهمة تخريب السفارة" هذا ما تعرض له شباب الجالية المصرية في فرنسا عندما توجهوا إلى السفارة ليطلبوا أعلاما مصرية للمشاركة مع ثوار مصر في 25 يناير . وأكد الشباب المصري بفرنسا أنهم حصلوا علي ترخيص من الحكومة الفرنسية يسمح لهم بالتظاهر يوم 25 يناير حتي تتحقق مطالب الأمة في إسقاط النظام بأكمله. وأشاروا إلى "أنهم رغم تواجدهم في فرنسا وبعدهم عن مصر بآلاف الاميال إلا أنهم يعانون من ديكتاتورية وفساد النظام السابق الذي يتمثل في موظفي السفارة المصرية بباريس" . وسرد الشباب كواليس يوم 25 يناير ، وأشاروا الى "ان البداية كانت عندما اجتمعنا أمام السفارة المصرية بدون معرفة سابقة بيننا وبدون قائد او تكتلات حزبية ، فالكل مصريون قرروا أن يتحدوا نحو هدف واحد هو التضامن مع الشعب للمطالبة بإسقاط النظام ". ومن بين الشباب الذي توجه إلى القاهرة في 29 يناير ،الناشطة الحقوقية بسمة أنور عواد ، باريسية من أبوين مصريين، والكاتب الصحفي ياسر شبانة، وإسلام شبانة المصور الفوتوغرافي ، ومحمد خليل المنسق بين الجالية المصرية بفرنسا والشباب في مصر . تقابلت "بوابة الوفد" مع الشباب لتتعرف عن قرب عن مشاكل الجالية المصرية في الخارج . وقال شبانة: "إن الشباب المصري في فرنسا اتفق مع المصريين بالقاهرة عبر الفيس بوك بالخروج للشوارع للمطالبة بإسقاط النظام بالكامل"، موضحا:" أن المظاهرات استمرت في فرنسا حتي تنحي أحمد شفيق عن رئاسة الوزراء". وتابع: "ذهبنا للسفارة المصرية بباريس لنطالب بأعلام مصرية يوم 25 يناير فقال لنا السفير 5 دقائق لتجهز الأعلام ، لنتفاجأ به يتصل بالشرطة الفرنسية يستنجد بها قائلا لهم إن هناك عناصر مشاغبة اقتحمت السفارة وتقوم بتخريبها وتكسيرها ، فتم اعتقال 3 من النشطاء الحقوقيين بباريس". وأضاف: "لم نتفاجأ من رد فعل السفارة لأنها اعتادت علي إجهاض أي صوت يعارض النظام ، فبمجرد دخولك السفارة بباريس تشعر أنك علي أرض مصرية يحكمها النظام الفاسد والروتين الممل". ووصف معاملتهم مع السفارة ب"الذل والهوان" ، موضحا: "أن كل من يرغب في إنهاء أي أوراق يذوق المر حتي يستكمل أوراقه لذلك يلجأون للاسلوب المفضل لموظفي السفارة هو دفع رشاوي من تحت الطاولة ". وأوضح شبانة: "أن الحزب الوطني قام بتصدير الديكتاتورية ونظامه الفاسد الي سفرائه في أغلب دول العالم ، لذلك قمنا كشباب مصري في المقام الأول بإنشاء جمعية تحت اسم " شباب مصر 25 يناير بباريس" لتمثل المصريين المعارضين للنظام السابق في فرنسا والعمل علي ربط المصريين بين الداخل والخارج". وأوضح ان من أهداف الجمعية المطالبة بحقوقهم في التصويت في البرلمان والانتخابات الرئاسية وحق الاستفتاء حتي إذا كانوا في الخارج ، مشيرا الى أن للجمعية أنشطة ثقافية لتوعية المصريين بالخارج بقضايا وطنهم الأم وتعليمهم اللغة العربية وربطهم بنبض الشارع العربي". واستكمل شبانة الحديث: " لا يتم التعدي علينا إلا من خلال الجهات المصرية في حين أي جهة فرنسية تفتح أحضانها لنا علي أننا مواطنين آدميين يحق لهم التعايش بكرامة". وأشار شبانة: " أن ممثلي الجاليات المصرية في الخارج معظمهم من الحزب الوطني لا يحملون شهادات ولم تجر انتخابات لممثل الجالية منذ 5 سنوات ، رغم أن القانون ينص علي إجراء الانتخابات سنويا ، بسبب الاعتراض علي أسلوب الخارجية قائلين لا يصح أن يمثل الجالية المصرية أصحاب حضارة 7 آلاف سنة بائع خضار " . من جانبها، قالت بسمة: "إن الثورة في فرنسا جاءت متزامنة مع الثورة في مصر لنهتف جميعا من أجل إسقاط النظام وإعادة هيكلة الدولة بكل مؤسساتها منذ البداية" ، وأضافت: "أن مظاهرة شباب 25في باريس لاقت ترحيبا من جميع المنظمات الحقوقية والأحزاب الأوروبية التي نزلت للشارع الفرنسي لتندمج مع المصريين بباريس لإيمانهم بحق المصريين بأن يعيشوا في جو من الديمقراطية والتعبير عن آرائهم لاسترداد حقوقهم المسلوبة ". واستنكرت تصريح ناصر كامل سفير مصر في باريس يوم 27 يناير وقوله لهم " ذقني أهي لو شفتوا مصر تاني"، موضحة أنه قام بتهديدهم تليفونيا بالاضافة الي عبارات السب والشتائم، كما جند موظفي السفارة للوقوف ضدهم وسبهم عبر شرفات السفارة. وحول تخاذل الحكومة بشأن حقوق المصريين في الخارج قال إسلام شبانة المصور الفوتوغرافي إنه كان يرغب في استضافة فرقة رقص شعبي مصرية في فرنسا لتبادل الثقافات إلا أنه فوجئ برفض السفارة طلبه وفرضت عليه فرقة رضا بدلا من الفرقة المختارة دون إبداء أي أسباب. وأضاف: "أن مقاهي باريس اشتكت منهم لأن المركز الثقافي المصري بفرنسا يرفض فتح قاعات للمصريين الأدباء لتبادل الثقافة والشعر فيما بينهم ، في حين يقوم بفتحها للوزراء القادمين والصرف عليها ببذخ"، مستدلا بزيارة فتحي سرور التي تم شراء جاتوه لها بمبلغ 8 آلاف جنيه. وأنهي الشباب مقابلته مع "بوابة الوفد" قائلين : كنا أرخص شعوب الأرض ...بعد الثورة أصبحنا أعظم شعوب الكون" ، موضحين أن شباب التحرير رفعوا رؤوس جميع المصريين في الداخل والخارج . وقال أحدهم :" كنت أخجل من الاعلان أني مصري والآن ولأول مرة أتباهي مع المثقفين الأوروبيين بجنسيتي المصرية " . وطالبوا بتغيير السفراء المصريين في كل أنحاء العالم حتي تسترد مصر قيمتها مرة أخري.