"في يومين سقطنا رئيسين" بهذه الكلمات هتف الشعب السوداني وسادت الفرحه شوارع الخرطوم عقب اعلان الفريق اول ركن عوض ابن عوف استقالته مساء أمس الجمعه، بعد يوم من الاعلان عن اقالة الرئيس السوداني عمر البشير . و عين الفريق أول عبد الفتاح برهان عبد الرحمن خلفاً له، فيما سعى الجيش السوداني إلى طمأنة الأسرة الدولية والمتظاهرين. ومن جهة أخري صرحت الشرطة السودانية عن حصيلة قتلى بلغت 16 شخصا ليومي الخميس والجمعة الماضيين في عدد من الانفلاتات الأمنية بالولايات السودانية المختلفة. وأعلن ابن عوف في خطاب بثه التليفزيون السوداني الرسمي "أعلن أنا رئيس المجلس العسكري الانتقالي التنازل عن هذا المنصب واختيار من أثق في خبرته وكفاءته وجدارته لهذا المنصب وأنا على ثقة بأنّه سيصل بالسفينة التي أبحرت إلى برّ الأمان". وأضاف أنه اختار الفريق اول عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي خلفاً له. ولقي تنازل بن عوف عن منصبه ردود فعل إيجابية، حيث خرج السودانيون إلى ساحة الاعتصام أمام مقرالقيادة العامة للجيش السوداني للاحتفال بالقرار، مرددين شعارات تثمن استجابة الجيش لمطالب الحراك الشعبي الذي ينادي بتغيير شامل في منظومة الحكم. من جانبها، رحبت المعارضة السودانية بحذر باستقالة بن عوف عن منصبه، مرجعة ذلك إلى تصميم الشعب السوداني على التغيير، واعتبر تجمع المهنيين أن تنحي رئيس المجلس انتصار لإرداة الشعب السوداني، حسبما ذكرت وكالة أنباء فرانس. وفي أول قرار له بعد تسلمه منصبه، أمر رئيس المجلس الانتقالي الجديد بإطلاق سراح جميع الضباط الذين حموا المتظاهرين، داعيا قوى إعلان الحرية والتغيير للاجتماع اليوم السبت. وظهر اسم عبد الفتاح البرهان، في فبراير 2019 حينما أصدر البشير قرارات شملت تعيينات وتعديلات في رئاسة الأركان، وكان من بينها ترقية البرهان إلى رتبة فريق أول وتعيينه مفتشا عاما للقوات المسلحة. وتشير الأوساط السودانية إلى أن البرهان لم يكن له أي انتماء سياسي، وكان أول من انضم للمتظاهرين، وهو الذي أعطى تعليمات صريحة للقيادة العامة بفتح الباب للثوار ليحتموا داخلها، بعد فتح النار على المتظاهرين في السابع من أبريل الجاري. ويعد الرجل الذي يتمتع بسمعة جيدة في أوساط الجيش السوداني، منفذ عملية اعتقال البشير ووضعه تحت الإقامة الجبرية، فيما تعتبره أوساط سودانية مهندس عملية التغيير الجارية في السودان، ما يعطيه أولوية في قيادة المرحلة الانتقالية بما يرقى لطموحات الشعب السوداني. وعاش السودان على وقع الاحتجاجات الشعبية منذ أربعة شهور ضد نظام البشير الذي يحكم البلاد منذ 30 عاما، وكان ارتفاع أسعار الخبر هو الشرارة التي أشعلت فتيل الأزمة التي تحولت بعد ذلك إلى مظاهرات حاشدة لإسقاط النظام. شاهد الفيديو: