تعتبر الحضارة المصرية أقدم الحضارات التي لابد لنا أن نبدأ من عندها في حديثنا عن تطور الأزياء، والواقع أن الملابس المصرية القديمة تعلو على المستوى التي كانت عليه أوروبا حتى القرن السادس الميلادي، ذلك لأن مقابر قدماء المصريين ومتاحفهم وما امتلأت به من كنوز وتحف تشير إلى أن هؤلاء القوم بلغوا من الترف والتأنق في الزي مبلغاً كبيراً، حتى أنهم لم يتخذوا من الزي مجرد غطاء للجسد؛ بل كانوا يقومون بعملية حضارية مركبة. استخدم أغلب المصريين أقمشة مستطيلة ذات أطوال وأعراض مختلفة، ولفوها بطرق عديدة حول أجسامهم، فارتدى المصريون القدماء أنواعا كثيرة مثل الجوارب والقفازات والملابس الداخلية، وقطع قماش تحيط بالجزء الأسفل من الجسم. وكانت القطع المصنوعة من الكتان هي الأكثر قيمة بالنسبة للمصريين القدماء، فبجانب استخدامها في صناعة الملابس، كان الكتان يستخدم في تغطية التماثيل الثمينة ولف المومياوات وفي الشعائر الدينية. ويعتبر الكتان هو القماش الأكثر شيوعاً في مصر القديمة، بالرغم من معرفة المصريون أنواعاً أخرى من الأقمشة، إلا أنهم فضّلوا استخدام الملابس الكتانية المصنوعة من نبات الكتان نظراً لوفرته بسبب المناخ الجيد ولوجود مصدر قوي للمياه وهو نهر النيل، وكان لخامة الكتاب ميزة وهي إنها خفيفة وقوية ومرنة مما يجعلها مثالية في المناخ الحار. ويوجد اعتقاد آخر حول تفضيل القدماء للملابس الكتانية وهو أنه يستخرج من نبات؛ لاعتقادهم أن الأقمشة التي مصدرها حيواني نجسة كالصوف والجلود، وكانت الملابس الحيوانية المصدر مثل جلد الحيوان مخصصة للكهنة وفي النهاية اتخذها الطبقات العليا من المصريين القدماء لباسًا لهم. سبق المصريين كل شعوب الأرض فى معظم المجالات ومنها الأزياء وأهمها وأقدمها "قميص طرخان " ويعرف باسم رداء طرخان وهو عبارة عن ثوب من الكتان المصري الأصلي يزيد عمره عن 5000 عام والذي تم تصنيفه عالميآ باعتباره أقدم قطعة ملابس منسوجة في العالم حيث تم العثور عليه عام 1913 في مقبرة تدعي طرخان جنوبالقاهرة فأسموه عالميًا ثوب طرخان، ويؤكد اختبار الأشعة الكربونية الذي أجرته جامعة أكسفورد في عام 2015 ، بنسبة دقة تبلغ 95٪، أن الفستان يعود إلى الفترة ما بين 3482 و 3102 قبل الميلاد، ويوجد القميص الآن فى متحف بيتري للآثار المصرية في جامعة كوليدج بلندن. مقابر طرخان طرخان هي مقبرة مصرية قديمة تقع جنوبالقاهرة غرب نهر النيل تعود القبور الموجودة في الموقع لمختلف الفترات التاريخية، لكن أهمها هي تلك التي تعود للفترة التأسيسية من تاريخ مصر في مرحلة السلالات الباكرة حوالي 3100 قبل الميلاد. يعتبر القبر 1060 الأكبر في موقع طرخان. ما يسمّى "فستان طرخان" ، وهو قميص من الكتان على شكل حرف v معروض حالياً في متحف بيتري للآثار المصرية في جامعة كوليدج لندن ، يكمن بقوة في الفئة الأخيرة. تم التنقيب في عام 1913 كجزء من كومة من كتيبة من المقبرة المصرية القديمة في طرخان ، ولكن تم اكتشافها من قبل صناع النسيج في عام 1977 فقط ، وكان يعتقد أن هذا الثوب هو أقدم الملابس المنسوجة في العالم. وظل عصرها الدقيق غير مؤكد لعقود من الزمان لأن الباحثين كانوا يخشون من أن العينة التي كانت تحتاج في السابق للاختبار قد تسببت في إلحاق أضرار بالملابس. ومع ذلك ، تحسنت العلوم منذ ذلك الحين ، ويمكن الآن أن تؤكد اختبارات الأشعة الكربونية التي أجرتها جامعة أكسفورد بدقة تبلغ 95٪ أن هذه الفستان قد نشأت بين 3482 و 3102 قبل الميلاد. نشرت أليس ستيفنسون، المنسقة في متحف بتري، وجامعة أكسفورد نتائجها هذا الشهر في المجلة العصور القديمة. وأوضحت بأنه على الرغم من عصره، فإن الفستان مألوف في البناء، ويتألف من ثلاث قطع من الكتان المنسوج يدويا مع شريط رمادي باهت طبيعي وأشارت إلى ان الثوب فريد من نوعه مددلة على ذلك بأن بعض المنسوجات من نفس العمر قد نجت إلى يومنا هذا. وقال ستيفنسون ودي: "إن فستان تارخان ... ما زال أقرب مثال على الملابس المنسوجة المعقدة، أي الملابس المقطوعة والمصممة على عكس الملابس التي كانت ملفوفة جنبا إلى جنب مع بقايا المنسوجات الأخرى".
