أن أقول أنا أو غيرى يسقط يسقط حكم العسكر فهذا طبيعى وبديهى. لكن ان يقولها من صنعهم العسكر او دفعهم للوقوف خلفه فهذه نكتة.وبدأت رائحة النكته تفوح أمام المنصة فى مدينة نصر لحظة إعلان اسم رئيس مصر الجديده. وهؤلاء الذين نطقوا بسقوط العسكر هم فى الأصل رجال العسكر. ومرشحهم عسكرى بدرجة فريق ولن أبحث عن عقل غير عقلى ليقول لى أحد إن المرشح الخاسر لم يحظ بتأييد ودعم العسكر. ودعم كافة أجهزة الدولة فى كافة مراحل الانتخابات.والنكته الأكثر ألماً وبكائية ما قاله أخونا الاعلامى الشهير على قناته الفضائية متهما العسكر بالخيانة وتزوير الانتخابات.والتاريخ سوف يقول لنا هل نتيجة الانتخابات حقيقية ام تعبير عن صفقات.ولن يكون هدفنا الآن اثبات هذا أو ذاك. ولكن المؤلم ان ننقلب على أفكارنا ومبادئنا فجأة لأن النتيجة لم تأت على هوانا او حسب المقاس الذى كنا نفصل الواقع على مزاجنا. وفى ظل اننى لم انتخب أياً من الفائز أو الخاسر إلا أننى أعجب لهذا الانقلاب الكبير لكثير من الرموز والأقلام. والكل بدء فى ركوب موجات التأييد. وما نراه الآن من صفحات إعلانية يعد من أهم خطوات صناعة الفرعون. كما أن ما يقوم به الإعلام فى الانقلاب نحو الرئيس الجديد وتاريخه وأنه يحب أكل العدس والكوسة على لسان ابنه. وهذا يذكرنى بالإعلام التافه الشهير الذى روج لطشة الملوخية وحرمان الرئيس من هذه المتعة. لقد دخلنا إلى مرحلة اغراء الرئيس والسعى لمسح دماغه.وما تم بالأمس القريب من الفرجة على القصر الرئاسى والفيلا التى سيسكن فيها. وترتيبات الاحتفال العسكرى المنتظر بعد أداء اليمين الدستورية يعد من أهم مراحل وضع الرئيس فى الصندوق الرئاسى بعد السعى لفصله عن الإخوان الجماعة والحزب. ولكن الاهم من هذه أيضاً الترويج لادخاله فى ماكينة صياغة الرئيس الجديد واعادته للصندوق مرة أخرى ليحافظ على مقوماته وافكاره.وترتيبات وضع الرئيس فى القالب الجديد سوف يسحب من رصيد الرجل البسيط. وسوف يضعه فى برواز الرئاسة. وكل ما أتمناه من الرئيس الجديد ان يعى لكل خطوات وضعه فى معتقل الرئاسة. وان يظل على بساطته وأن يعى ويلاحظ كل خطوات «أبانا» العسكرى للوضع على الخط المطلوب. وإذا أراد الرئيس محمد مرسى أن يظل مرتبطاً بالشارع أن يتحرك سريعاً نحو الشارع. والا يدخل معتقل الرئاسة والفيلا الرئاسية بل يظل فى شقته التى يدفع ايجارها كما أعلن. وأن يذهب كل يوم الى مقر عمله فى القصر الاتحادى.وان يراه الناس فى ذهابه للوظيفه التى اختاره الشعب لشغلها .وان تكون حراساته رمزية وان ينزل للناس ويجلس على المقهى .ويسير فى الشوارع .واذا كانت اولى خطواته هى الالتقاء بأسر الشهداء والمصابين فهذه خطوة مهمة يجب الا ينساها .وان يكررها. والا يغلق على نفسه مقره الرئاسى بل يجب ان يتحدث الى الشعب بشكل منتظم ليحكى للشعب ما يفعل .والا يضع المصاعب والأيام السوداء امام الناس بل يجب ان يستمر فى طلب المدد من الشعب وان يكون لديه فى مقر الرئاسة من يجمع شكاوى ومشاكل الناس ويطلع عليها. بجانب ان حسابه على التويتر او الفيس بوك لابد ان يستمر لأن فى التواصل مع الناس معهما مهم ومهم جدا.وبعيدا عن النصائح اتمنى ان تبدأ ايها الرئيس المنتخب حتى تستطيع ان تكسب تأييد من انتخبك ومن رفضك ومن لم يعطك او لمنافسك صوته.وقبل هذا او ذاك احذر المتحولين والاعيب ابانا العسكرى.وطبعا التجربة التركية امام ناظريك.ولا نملك الان الا ان نقول لك الله معك والشعب معك .واذا اردت ان تكون كما يحب شعبك فكن معه وله. وتمسك بان تكون كما انت الرئيس البسيط والمواطن العادى والموظف لدى الشعب .