اعد معهد واشنطن لسياسات الشرق الاوسط دراسة تناول فيها المشهد السياسى بعد فوز مرسى برئاسة مصر للمحلل الاستراتيجى"روبرت ساتلوف"، ومن المعروف أن هذا المعهد وثيق الصلة بصانعى القرار فى اسرائيل. أكد ساتلوف انه على الرغم أن صلاحيات الرئيس الجديد ربما تكون مقيدة إلا أنه من الخطأ التقليل من قدرته في التأثيرعلى التغيير السياسي في الداخل والخارج، وانه على الأقل سينقذ مصر من الصدام بين الجيش والإسلاميين. ودعا إدارة اوباما للتعرف على الطريقة التى سؤثر بها سياسات مرسي على مصالح الولاياتالمتحدة قبل أن تحتضنه. واضاف ان فوز محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية يمثل لحظة فاصلة لشعوب الشرق الأوسط والأمريكيين فبعد أربعة وثمانين عاماً من قيام مُعلم مدرسي مغمور بتأسيس جماعة الإخوان وبعد مرور ما يقرب من ستين عاماً على إطاحة الجيش المصري بالملك سيؤدى نجاح مرسي الى احتمالات تولي الإسلاميين للحكم في الدولة العربية الأقوى والأكبر من حيث عدد السكان. واكد ان انتخاب مرسي إلى جانب مقتل أسامة بن لادن يؤكدان التحول من تهديد التطرف الإسلامي القائم على العنف إلى تطرف اسلامي غير قائم على العنف لكنه ليس أقل طموحاً. وانتقد ساتلوف صحيفة "نيويورك تايمز" التى وصفت انتخاب مرسى بأنه ليس سوى "انتصار رمزي"، وذلك بعد ان نزع المجلس الأعلى للقوات المسلحة قدراً كبيراً من صلاحيات الرئيس. وقال ساتلوف انه من الخطأ التركيزعلى العقبات التي وضعها الجيش في طريق الإسلاميين بدون إبداء الإعجاب بالقدرة الملحوظة للاسلاميين على ملء أي فراغ سياسي. واستدرك قائلا: "فوز مرسي ربما ينقذ مصر من مواجهة عنيفة محتملة بين الإسلاميين والجيش الا ان ذلك سيؤدى الى غياب القانون والنظام في سيناء حيث أن الإسلاميين - الأكثر عنفاً - سيدفعون زعيم جماعة الإخوان إلى مواجهات مع إسرائيل". وعن تاثير فوز محمد مرسى على الساحة الاقليمية أكد "ساتلوف" ان نموذج مرسي سيكون محفزاً للإسلاميين فى الدول الملكية حيث سيسعى القادة - الذين يبغون الحفاظ على أوضاعهم إلى مضاعفة استراتيجيات القبضة الحديدية لمنع انتشار عدوى التغيير. كما ستتباين ردود الفعل بحسب كل دولة، فدول الخليج الثرية مثلا والتي تخشى من رسالة الإخوان سوف توفر المعونات لمصر، لكن بما يكفي فقط لسد رمق الشعب المصري ومنع الموت جوعاً. أما الأردن الواقعة بين مطرقة الإسلاميين المصريين وسندان الجهاديين السوريين فسوف تقترب أكثر من واشنطن وإسرائيل. واخيرا اسرائيل ستتمسك بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة حيث تربطها به اتصالات أكثر حميمية وعلاقات هي اليوم أفضل مما كانت عليه في أي وقت مضى وبمعنى آخر، سوف يحاول كل طرف كسب المزيد من الوقت. وأكد ان البيت الابيض تنفس الصعداء بإعلان الفائز في الانتخابات الرئاسية لانه كان يخشى من اندلاع عنف جماهيري في حالة الإعلان عن فوز أحمد شفيق حيث خفف العبء عن الإدارة الأمريكية التي تواجه بالفعل ما لا يقل عن أزمتين أخرتين في الشرق الأوسط وهما المفاوضات النووية التي انهارت مع إيران وتزايد الاحتقان بين سوريا وتركيا. واختتم ساتلوف دراسته بالتأكيد على ان بن لادن قد عرض نموذجاً لحكم إسلامي - متقشف ومتعطش للدماء - رفضته جموع المسلمين ليس لهدفه الأيديولوجى الذى يهدف الى إنشاء دولة إسلامية وإنما لأساليبه غير الإنسانية، وفقا لتعبيره. واردف قائلا: "لا شك أن نموذج الحكم الإسلامي لجماعة الإخوان يختلف عن نموذج بن لادن، وقبل أن ينتشر هذا النموذج إلى مناطق اخرى ينبغي على إدارة أوباما أن تضع سلسلة من المعضلات السياسية لرئيس مصر الجديد وزملائه من أجل استيضاح الإجابات على ذلك السؤال الرئيسي".