حسنا فعل الرئيس الجديد حينما رفض أن تزين صوره أروقة الهيئات والمؤسسات والوزارات ، رفض إقامة الإحتفالات ودعى الراغبون فى تهنئته بأن يكتفوا بإرسال برقيات، كما رفض النشر بالصحف أو وسائل الإعلام ومن المؤكد أنه يدرك تماما أنه لم يعد من اللائق تملق الرئيس وأن هذه السلوكيات التى كانت تميزنا مضت إلى غير رجعة بعد الثورة ، للرئيس كل التقدير والتوقير لكن دون تأليه ، لم يعد من المناسب أن نعود مجددا لنفاق الحاكم وكل من فى السلطة وربما كنا ضده يوما ما ، لكننا تبدلنا بعدما جلس على كرسى الرئاسة فصرنا من أتباعه بين عشية وضحاها ، إرتأى الدكتور محمد مرسى أنه لا داعى لإهدار الوقت والمال وأمام مصر صعوبات ومشكلات كبرى تحتاج لتكاتف الجميع من أجل تخطيها بسلام ، وبات من الأجدى نفعا أن توجه أموال الإعلانات للصالح العام وهذا إن دل فهو يدل على وطنية مخلصة ، نبل ورقى ، تواضع وأدب جم ، والتاريخ سوف يقف شاهدا على إخلاصه لمصر التى أعطته الكثير ، وسوف يقيّم المصريون آدائه فيرفعونه على الأعناق حينما ينفذ مشروع النهضة غير منقوص وعندها ستتصدر صوره كل الأفئدة والعيون دون مرسوم منه ، فمازلنا ننحنى إجلالا للزعماء الوطنيين ، مصطفى كامل سعد زغلول مصطفى النحاس جمال عبد الناصر والسادات أما مبارك الذى شاء الله أن يرى وهو حى يرزق وأمام أحفاده كيف رفعت الأحذية فى وجهه ، كيف إنتزع الشعب كله الصور من كل الأرجاء فمزقوها وألقوا بها فى صناديق القمامة ، مشهد قمئ لرئيس مصر تناقلته كل وسائل الإعلام فى العالم بأسره ليصبح عبرة للفاسدين من الحكام ، وصار مبارك تاريخا أسود ، لكن مازالت أصداء التعبير عن فرحة فوز الدكتور محمد مرسى تلقى بظلالها فى كل أنحاء المحروسة أما أسوء تعبير عن الفرحة هو المقترن دائما بإطلاق الأعيرة النارية فى الهواء لتستقر فى صدور الأبرياء وتنهى حياتهم دون ذنب ، منذ يومين كتبت فى هذا الشأن وكيف لقيت سيدة بالمنيا مصرعها حينما عاجلتها رصاصة فأردتها قتيلة فى الحال وكانت تقف فى شرفة منزلها تتابع مسيرة أنصار الرئيس الجديد وهم يحتفلون على طريقتهم ، واستقرت الرصاصة الأخرى فى جسد طفلتها بأعوامها الثلاث وهاهى ترقد الآن بين الحياة والموت أما أسيوط فلها نصيب أيضا من هذا العبث حينما إغتالت رصاصات الغدر طبيب وصديقه ، وأيضا لنفس السبب قتل طالب بالمرحلة الثانوية كل هذا إبتهاجا بفوز الرئيس محمد مرسى لاأعتقد أن الرئيس سيسعده موت المصريين لأنه وصل إلى سدة الحكم ، لن يثلج أساريره الحزن والإنكسار فى عيون طفل يتيم فقد أمه أو أبوه أو أسرة فقدت عائلها أو فلذة كبدها ، فإلى متى نصادق السلاح والرصاص الطائش ؟ كل يوم وكل لحظة تحصد الأرواح ؟ لماذا نصر على تحويل الأفراح والأعراس إلى سرادقات كبيرة للعزاء ؟ لماذا نقيم مأتما فى كل دار ؟ كم سالت على فساتين الزفاف دماء ، كم قتل عرسان فى أحلى أيام العمر ومازالت تدق الدفوف ؟ إذا خرج سجين من سجنه نطلق الرصاص فرحا ، فى الأخذ بالثأر نظل نتوعد ونتحين اللحظة نغلق العقل والوجدان لانفرق بين طفل أوشيخ كله سواء ولنحصد ماأستطعنا من أرواح الناس ، كل ذنبهم أنهم مازلوا يعيشون عقودا ظلامية أغلقوا باب العقل لايتعلمون ولايتدبرون مازالوا يتوارثون هذا الإثم الذى زرعه منذ الصغر آباؤهم فلم تدرك عقولهم إلا حب الموت وشهوة الإنتقام دون وازع من ضمير ، السلاح بعد الثورة صار أرخص من حياة الإنسان ، أصبح السلاح المتعارف عليه كالمسدس موضة قديمة عفى عليه الزمن فحل محله السلاح الآلى لعدم إضاعة الوقت وحصد أكبر عدد من الأبرياء كل ماهو مطلوب من الرئيس الجديد يعرفه جيدا عن ظهر قلب لكن يظل الأمن هو المطلب الأساسى التى تنبثق منه باقى المطالب ، ولن يتحقق الأمن والأمان للمواطنين دون إعمال القانون بحزم وحسم مطلوب عقاب رادع لكل من يمتلك سلاحا دون ترخيص ليروع الآمنين فيتحول بين يديه إلى لعبة يستخدمها متى شاء دون أن يرف له جفن ، السلاح الآن أصبح جزءا مهما من مكملات الوجاهة والتباهى بين العائلات والأصدقاء لايدركون خطورته ، كثرت حوادث القتل بين شرائح المجتمعة المختلفة ولم تعد قاصرة على أرباب السوابق والمسجلين خطر والبلطجية المأجورين أيضا بين الطبقات المتعلمة والسبب يرجع الى وفرة السلاح وسهولة الحصول عليه مطلوب من الرئيس الجديد وبأقصى سرعة ممكنة سد منابع تهريب الأسلحة داخل البلاد حفاظا على سلامة الوطن وأبنائه .