توقعت صحيفة "وول استريت جورنال" الأمريكية أن تزداد "العلاقات الباردة" بين مصر وإسرائيل منذ تنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك في فبراير 2011، برودا مع وصول الدكتور محمد مرسي إلى سدة الحكم. وقالت الصحيفة إن إسرائيل تخشى من أن فوز محمد مرسي في انتخابات الرئاسة المصرية يضعف العلاقات الحساسة أصلا بين البلدين، واختبار قوي من الروابط في منطقة الشرق الأوسط الإستراتيجية الهامة، فمعظم المسئولين الإسرائيليين يتوقعون أن أحد قادة الإخوان المسلمين سيحافظ على وعده بالحفاظ على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، لكن كثيرا من المحللين يقولون إنهم يتوقعون أن "السلام البارد" بين البلدين سيزداد برودا. وأضافت إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كرر أن إسرائيل تحترم الانتخابات المصرية، وإنه يتطلع إلى العمل مع الإدارة الجديدة، وقال:إن" السلام مهم لمصر.. اعتقد أن السلام هو الركيزة الأساسية للاستقرار في منطقتنا"، ومع ذلك، حذر من أن الثورة في مصر ضد مبارك -الذي كان يعمل في كثير من الأحيان في شراكة صامتة مع إسرائيل- يمكن أن يمكن المتطرفين الإسلاميين. وكان وزراء بالحكومة الإسرائيلية والمسؤولين صامتين خوفا من إغضاب العلاقات الهشة، وقال مسؤول إسرائيلي:إن" الوضع في مصر غير مستقر للغاية ولا يسمح لنا أن نقول أي شيء .. إننا لا نعرف أي شيء عما يجري هناك"، وإن هناك قلق من أن مرسي سوف يتخذ موقفا عاما أكثر تشددا تجاه إسرائيل، مع تعزيز العلاقات مع حركة حماس، التي ترفض الاعتراف بإسرائيل أو نبذ العنف. وهناك توقعات بين العديد من المراقبين أن الرئيس المصري الجديد لن يحكم حالة الفوضى المتزايدة في صحراء سيناء التي أدت إلى هجمات عبر الحدود داخل إسرائيل، وإسرائيل تنتظر أيضا أن نرى نتائج الصراع على السلطة بين مرسي والجنرالات الذين خدموا في عهد مبارك، مثل التوتر في تركيا بين السياسيين الإسلاميين والجيش. وكتب "اليكس فيشمان" المعلق في صحيفة "يديعوت أحرونوت" :"بعد ارتفاع مرسي إلى السلطة.. كل شيء مفتوح وغير واضح.. مصر لم تصبح هذا الصباح دولة معادية تهدد حدود إسرائيل". فقد سارعت إسرائيل بالفعل خلال العام الماضي بناء سياج بطول 160 ميلا (250 كيلومترا) لإغلاق الحدود مع مصر، وكثفت دورياتها على طول الحدود، ومع انتصار مرسي إسرائيل تحتاج إلى تبني سياسة جديدة لاستخدام القوة في قطاع غزة، كما يقول الخبراء. وقال شمعون شامير، وهو السفير الإسرائيلي الأسبق بمصر:"جماعة الإخوان المسلمين تلتزم بشكل عام بالالتزامات المصرية من الاتفاقات الدولية.. وإنهم من المرجح أن يفعلوا ذلك.. والسؤال الرئيسي هو ما سيحدث إذا اندلعت أزمة، وفي هذه الحالة، يمكن أن تتأثر العلاقات أكثر بكثير مما كانت عليه في عهد مبارك.. ومن المرجح أن مصر التي يحكمها مرسي، ستكون ردة فعل ربما بقوة أكبر وستكون العلاقات أكثر عرضة للخطر".