تعالت ألسنة النيران التى أشعلها الزوج فى جسد زوجته بعد تعديه عليها بالضرب المبرح، وأفقدها الوعى للانتقام منها ولم تشفع لها صرخاتها وآهاتها. فقد تحول قلب «أحمد» إلى حجر لكثرة مشاكلها طيلة ال12 عاماً، عمر زواجهما وكانت النهاية جثة متفحمة و4 أطفال يحتضنهم الشارع وزوج ينتظره «عشماوى»، وفى دقائق معدودة أخذ المتهم يعيد ذكرياته المؤلمة بعدما أصبح السجن رفيقه الوحيد. منذ 12 عامًا مضت، تعرف «أحمد» صاحب ال24 عاماً، على «شيماء» وكانت تصغره بعامين وبدأت بينهما قصة حب بالرغم من حالتهما الاجتماعية، فكانا يحمدان ربهما على حالهما ورضى الزوج بعمله كخباز فى أحد الأفران بقرية العزيزية بمركز منيا القمح وكانا يسكنان بتلك القرية وازداد الحب بينهما يوماً بعد يوم فقد كانت صعوبة الحياة تزيد الرباط بينهما. مرت الأيام سعيدة ولكن سرعان ما بدأ الزوجان فى إظهار الحقيقة التى كان الحب يكسوها قبل الزواج، لم يرض الزوجان بحالتهما وبدأت حياتهما تتشح بالسواد ولكن أراد الله أن ينير لهما تلك الحياة فرزقهما بطفل ليكون الشمعة التى تضىء الظلام الذى تسرب إلى حياتهما. وجاء الطفل الأول وبالفعل أضاء لهما حياتهما وسرعان ما انطفأت تلك الشموع وعادت المشاكل الزوجية والمسئولية التى تثقل كاهل الزوج لكى يوفر لابنه حياة كريمة وجاء الطفل الثانى والثالث والرابع ومرت الأيام سريعاً يوماً سعيداً وآخر مراً ولكن تغلبت الأيام الحزينة على الفرح والسرور بحياتهما وتزايدت المشاكل والمشاجرات إلى أن جاء يوم لم تطلع له شمس بحياة الزوجين. تشاجر الزوجا بسبب متطلبات المنزل والمصروفات، فلم يعد بدور الزوج أن يلبى جميع متطلبات المنزل نظراً لعمله البسيط، جلس الزوج يفكر ماذا يفعل بزوجته التى كادت تكون له الكابوس الذى يلاحقه بيقظته إلى أن جاء الشيطان بهرول إلى هذا البيت ليبث خيوطه ويهدم هذا المنزل.. كان يوماً سعيداً وتدخل الشيطان بين الزوجين إلى أن أقنعهما بأن خيوط الحب بينهما تقطعت وأصبح الكره هو السائد بينهما، وتحولت الحياة إلى جحيم. جلس الزوج يفكر كيف يضع حداً لهذا الحزن الذى لا ينتهى وتصور أن حياته ستكون أفضل بكثير دون زوجته، لم يطل التفكير ولكن سرعان ما تغير رأى الزوج عند كثرة المشاجرات التى كادت تكون شعاراً لبيتهما ولم ينظرا إلى أطفالهما الذين راحوا ضحية لوالديهما وبالفعل قرر الزوج التخلص من زوجته وجاء اليوم الموعود. تحول الزوج الذى تحول إلى شيطان بشرى يفترس أى شىء من أجل مصلحته ووضع خطة التخلص من زوجته وفى يوم الحادث أرسل أطفاله إلى والدته لينفرد بفريسته وجاءت لحظة النهاية، عاد الزوج من عمله وكعادة الزوجين نشبت بينهما المشاجرات فقام بالتعدى عليها إلى أن فقدت الوعى وبقلب ميت أشعل النيران فى جسدها وهى غائبة عن الوعى. لم تشفع السنوات التى قضاها معها وأخذ يتلذذ فى تعذيب زوجته إلى أن أصبحت جثة متفحمة، لا يعرف لها أى ملامح وبكل هدوء سكن جوف الزوج لا أصابه من لذة الانتقام، قام بإلقاء جثة زوجته بأحد مصارف القرية ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن. عثر الأهالى على جلسة لسيدة متفحمة ولكن مجهولة رغم أنها ابنة قريتهم وأبلغوا أجهزة الأمن التى كانت تلقت بلاغاً بتغيب الزوجة منذ مسكنها، بعد أن أبلغهم الزوج بأنها خرجت من منزل الزوجية متوجهة إلى منزل أسرتها ولكنها لم تعد، ولكن يكن أمراً صعباً على أجهزة الأمن أن يكتشفوا أن الجثة التى عثر عليها دون ملامح هى الزوجة التى أبلغ زوجها أنها خرجت من المنزل ولم تعد، وبالطبع حامت الشبهات حول الزوج فكم سمع الجيران صوت آهات الزوجة وصراخها المستمر وكم شاهدوا الإصابات التى تركت أثر على جسدها جراء اعتداء زوجها عليها، وكم شكا الأطفال الأربعة مما يحدث بين والديهما. كل الخيوط تشابكت وأشارت إلى أن الزوج هو الفاعل وليس غيره.. ألقى القبض عليه وحاول الإنكار بكل السبل ولكن فى النهاية جاء الاعتراف بارداً مفجعاً.. نعم.. أنا.. أنا من قتلها وأشعلت اليران فى جسدها وتلذذت كثيراً بعذابها والنيران تشوى جسدها قطعة قطعة.. كم كانت النيران تسرى فى جزء جزء من جسدها كمن أتذكر كم كانت نكدية، وتسرق سعادة بيتنا رغم أنها تعلم ظروفى وأننى لم أدخر جهداً فى جلب ما أستطيع عليه من أحوال.. هى من هدمت بيتى وشردت أولادى.. هى من جعلتنى مجرماً وربما أنال حكماً بالإعدام ولكن ما هى فائدة حياتنا فى هذا الصراع الذى لا ينتهى.