«أبوشقة»: ثورة 1919 أول ثورة شعبية حقيقية فى العصر الحديث

رئيس الوفد يكرم حمد الباسل فى احتفالية الفيوم بالمئوية

متابعة: سيد الشورة- محمود عبدالمنعم- محمد غنيم- باسل عاطف- أحمد خفاجى- محمد محمود:
تصوير: أشرف شبانة- محمد فوزى- مصطفى مهدى
لن تكون هناك ديمقراطية حقيقية دون حزب الوفد
كل طبقات الشعب اتحدت لطرد المستعمرين دون مصلحة ذاتية أو خلافات طبقية
عبدالعظيم الباسل: ثورة 1919 مدرسة الوطنية المصرية
اللواء عصام سعد محافظ الفيوم: المصريون يعشقون تراب وطنهم
أحمد قذاف الدم: حمد الباسل قدم الدعم الكامل للزعيم عمر المختار
الشيخ خالد القيسى: «الأزهر» شارك بقوة فى أحداث الثورة
القمص أنطونيوس: الشعب المصرى تحرر من عبودية الاحتلال
حاتم رسلان: الثورة كانت نواة تأسيس الدولة المصرية الحديثة
بالخيول والطبول والمزمار والهتافات الوطنية استقبل أعضاء حزب الوفد وأهالى محافظة الفيوم المستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس حزب الوفد، ورئيس اللجنة التشريعية بمجلس النواب، للمشاركة فى الاحتفالية التى نظمتها اللجنة العامة لحزب الوفد بمناسبة مرور مائة عام على ثورة 1919 فى مسقط رأس الزعيم حمد باشا الباسل.
حضر الحفل اللواء عصام سعد محافظ الفيوم وأحمد قذاف الدم منسق العلاقات المصرية الليبية السابق وعدد كبير من أعضاء وقيادات ورؤساء اللجان العامة والفرعية للحزب من مختلف المحافظات، إضافة إلى رؤساء ونواب مجموعة من الأحزاب السياسية، ومنها «المصريون الأحرار» و«التجمع» و«الحرية» الذى قام بتكريم رئيس الوفد فى نهاية الحفل بتقديم درع الحزب تقديراً لجهوده فى خدمة الوطن.
كما كرم المستشار بهاء الدين أبوشقة الكاتب الصحفى عبدالعظيم الباسل حفيد الزعيم الثائر حمد باشا الباسل بهذه المناسبة، وقدم علاء الرمحى شاعر البادية، قصيدة شعرية، بمناسبة ثورة 1919.
بدأ الحفل بالسلام الوطنى وآيات الذكر الحكيم ثم كلمة للمستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس حزب الوفد رحب فيها بالحضور قائلاً: «نحتفل اليوم بذكرى ثورة 1919 ومرور 100 عام على تأسيس حزب الوفد الذى ارخ له المؤرخون كونه الابن الشرعى لثورة 1919 الذى حمل مبادئها وقاد كفاحها وواصل المسيرة عبر مائة عام لم يرهبه ولم يقف أمام إرادته وإصراره أى وعد أو وعيد».
وأضاف أن العبرة الحقيقية التى يمكن ان نستخلصها من ثورة 1919 هى أننا أمام حزب من أقدم الأحزاب السياسية فى العالم رغم الصعاب والتحديات والمحن التى واجهته، ليظل ثابتاً راسخاً قوياً مؤمناً بمبادئه التى لخصها المصريون فى تلك الثورة التى ما زالت حتى هذه اللحظة يؤرخ لها المؤرخون لعظمتها وقالوا عنها انها الثورة الشعبية الحقيقية فى العصر الحديث.
وقال رئيس الوفد: إن ثورة 1919 لم تكن لمصلحة ذاتية أو لصراع طبقى ولكن كان هدفها الأول هو تحرير الأرض المصرية والإرادة وهى الثورة التى شارك فيها المصريون جميعاً بكل طوائفهم، الثورة التى شارك فيها الباشوات وأصحاب الجلاليب الزرقاء والشباب والأطفال والشيوخ، مشيراً إلى أن المرأة كان لها تمثيل خاص كونها تشارك لأول مرة فى مظاهرات ثورة 1919 ولذلك عندما نقول إن هذه الثورة فريدة فى تاريخ ثورات العالم فهذه الكلمة لم تأت من فراغ أو حديث ذاتى لشخصى ولكنه حديث المؤرخين جميعا فى هذا الشأن.. وأضاف المستشار أبوشقة: إن الثورة ردت على المستعمر كيده، هو الذى كان يعمل بطريقة «فرق تسد» ولكن لم يستطع أن يفرق الوحدة الوطنية ورأينا القس سيرجيوس يخطب فى الازهر الشريف والشيخ دراز يخطب فى الكنيسة.
وقال المستشار أبوشقة: إن ثورة 1919 ثورة فريدة أسست للدولة المصرية خاصة أن الثورات تحدث من أجل تحقيق مطالب فئوية أو مطالب ذاتية، فلم تكن مصر دولة قبل ثورة 1919 إلا بعد أن رضخ المستعمر لإرادة المصريين الصلبة لهذه الاصوات التى اتحدت على صوت واحد «نموت نموت وتحيا مصر.. الاستقلال التام أو الموت الزؤام عاش الهلال مع الصليب» وهذه هى ثورة 1919 وستظل فى المستقبل ثابتة على هذه المبادئ التى تعتمد على أن مصر ومصلحة الدولة المصرية فوق أى اعتبار.
وتابع قائلاً: «شباب ثورة 19 أصبحوا رؤساء ووزراء حكومات مصر ومنهم أحمد ماهر ومحمود فهمى النقراشى وإبراهيم عبدالهادى، والثورة كللت جهودها بانتصار الإرادة المصرية حيث كان تصريح 28 فبراير سنة 1922
الذى أعلن انتهاء الحماية البريطانية وأعلن مصر مستقلة ذات سيادة وانفصال مصر عن السيادة العثمانية، وكان من ثمارها أيضاً دستور 1922 وهو من افضل الدساتير فى العالم والرجوع إلى المضابط والمناقشات، يؤكد أننا كنا امام ثورة برلمانية جديدة ونهضة برلمانية فى مجلس النواب والشيوخ».
وقال المستشار أبوشقة: إن الزعيم سعد زغلول الذى قاد ثورة 1919 وكان معه زعماء وعلى رأسهم الثائر الوطنى حمد باشا الباسل، ولذا عندما نحيى أبناء محافظة الفيوم نحييهم مرتين، الأولى لوطنيتهم التى تمثلت فى هذا الجمع والتى تؤكد فى رسالة قاطعة أن حزب الوفد ما زال راسخا فى ضمير المصريين، وعندما يقال إن «الوفد ضمير الأمة» فهذا الجمع يؤكده، ونوجه التحية مرة أخرى لروح الزعيم حمد باشا الباسل تحية خاصة لنضاله ولحفيده الكاتب الصحفى عبدالعظيم الباسل رئيس لجنة الوفد بالفيوم وعضو الهيئة العليا، ونؤكد للجميع أن عظمة ثورة 19 تتجلى فى أنه عندما توفى سعد زغلول عام 1927 لم تتوقف المسيرة وهذا تأكيد أن هذه الثورة لم تكن مرتبطة بشخص معين وواصل المسيرة الزعيم مصطفى النحاس ثم الزعيم فؤاد باشا سراج الدين.. وأضاف أنه تم إلغاء الأحزاب فى 1953 شهدنا حزب الوفد يعود بشكل قوى شامخاً راسخاً بمبادئه فى عام 1978 على يد فؤاد باشا سراج إلى الحياة السياسية، مؤكداً أن الفضل فى وجود حزب الوفد الآن يرجع إلى الزعيم فؤاد باشا سراج الدين واستمر رؤساء الوفد بعد ذلك، ونؤكد للجميع ان حزب الوفد عند مبادئه وثوابته ومواقفه مناضلاً ومحافظاً على الدولة المصرية ومدافعاً عن استقلال الارادة الوطنية ومدافعا عن أمن وأمان المواطن ومدافعا عن الحريات الشخصية المنصوص عليها من المادة 51 حتى 93 من الدستور، وهى مطالب بالديمقراطية التى تتمثل فى الرأى والرأى الآخر، وتفعيل المادة 5 من الدستور التى تنص على ان النظام السياسى يقوم على اﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺤﺰﺑﻴﺔ، واﻟﺘﺪاوﻝ اﻟﺴﻠﻤﻰ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ.
وأضاف «أبوشقة» أنه لن تكون هناك ديمقراطية دون أحزاب، حزبين أو ثلاثة على الأكثر، مشيراً إلى أن حزب الوفد لاعب رئيسى بتاريخه وحنكته السياسية كأحد الأحزاب القوية لتحقيق الديمقراطية، ونقول للجميع انه لم تكن هناك ديمقراطية حقيقية فى مصر دون حزب الوفد لأنه هو قاطرة الديمقراطية وقاطرة الدفاع عن أمن وشرف المواطن والمدافع عن الطبقات الكادحة والحريات العامة وهذه مبادئ حزب الوفد التى تنبع من مبادئ ثورة 1919.
ووجه «أبوشقة» تحية إجلال لأرواح شهداء ثورة 1919 وشهداء مصر الذين ضحوا بأرواحهم حماية للوطن، مشيراً إلى أن مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم، كما وجه تحية للقوات المسلحة المصرية والشرطة المصرية، وتلك عظمة المصريين تظهر عندما تتعرض الدولة المصرية للخطر، حيث يخرج الجميع من أجل الدفاع عن الدولة، وتحية للشباب وتحية للمرأة المصرية وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.
وفى كلمته رحب عبدالعظيم الباسل رئيس لجنة الوفد بالفيوم وعضو الهيئة العليا للوفد بالمستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس حزب الوفد واللواء عصام سعد محافظ الفيوم، قائلاً: «كل الترحيب للمستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس حزب الوفد وجميع أعضاء وقيادات حزب الوفد الذين حضور اليوم لهذه الاحتفالية وكل الترحيب للواء عصام سعد محافظ الفيوم، وكل الترحيب لثورة 1919 وكل من حضر اليوم».
وتابع قائلاً: «نحن تحتفل اليوم بذكرى ثورة 1919 التى وصفها التاريخ الحديث بأنها ثورة سياسية شعبية وهى أم الثورات فى العالم وأسست الوطنية المصرية وكان
من ثمارها تأسيس حزب الوفد الذى نحتفل بمرور 100 عام على تأسيسه، وعندما نتحدث عن حزب الوفد نتذكر الابن البار حمد باشا الباسل وقد تكون شهادتى مجروحة لأنى أحد أحفاد هذا الزعيم ولكن سأترك الحديث عن حمد باشا إلى المستشار بهاء الدين أبوشقة زعيم ورئيس الوفد فهو خير من يتحدث عن قيادات وأبناء الوفد».
وتحدث اللواء عصام سعد محافظ الفيوم قائلاً: «مرحبا بقيادات حزب الوفد وعلى رأسهم المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس الحزب ورئيس اللجنة التشريعية فى مجلس النواب وكل الشكر لدعوتى لحضور الاحتفال بذكرى ثورة 1919 وهو اليوم القومى لمحافظة الفيوم لذلك أنا سعيد بالوجود معكم اليوم».
وأضاف المحافظ قائلاً: «إن الشعب المصرى يعشق تراب الوطن ويجب أن يقف الجميع على قلب رجل واحد من أجل تحقيق الأفضل لمصر»، مشيراً إلى أن مصر تشهد طفرة كبرى فى كل المجالات تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية.
ووجه أحمد قذاف الدم منسق العلاقات المصرية – الليبية السابق خلال كلمته الشكر للمستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس حزب الوفد، على دعوته لحضور احتفالية حزب الوفد بمئوية ثورة 1919، بمحافظة الفيوم.
وأضاف قذاف الدم قائلاً: «الشعب الليبى شقيق الشعب المصرى، وتوجد بينهما علاقات قديمة، تدل على المحبة بين الشعبين، وسعادتى بالمشاركة فى هذه الاحتفالية التى تؤكد أن مصر لا تنسى قياداتها وزعماءها الذين قدموا الكثير من أجل هذا البلد العظيم، وسعادتى تكون كبيرة عندما أحضر إلى الفيوم هذه المحافظة التى استقبل فيها حمد الباسل عشرات الآلاف من الليبيين عندما هاجروا إلى مصر، وقدم المساعدات والدعم للمجاهد عمر المختار والمقاومة الليبية..
وقال «قذاف الدم»: «نحن أمة واحدة وهنا فى مصر 14 مليونا من أصول ليبية يعيشون فى المحافظات بداية من مرسى مطروح حتى أسوان، فرقت بيننا الحدود التى صنعها الإنجليز والإيطاليون.. أمة واحدة قسمها الاستعمار وفى هذا الاحتفال نترحم على الابطال الذين صنعوا بطولات منذ مائة عام ونحيى شعب مصر التى قدرها أن تكون رائدة وقائدة لهذه الأمة وسوف تنتصر على المؤامرات والتطاول الذى بدأ بالقدس وانتهى بالجولان».
من جانبه قال القمص انطونيوس، ممثل الكنيسة: إن ثورة 1919 ظهرت بها أسمى معانى التكاتف والإخاء والمحبة بين أطياف الشعب قاطبة.. وأضاف خلال كلمته فى احتفالية الوفد بالفيوم، بمناسبة مئوية حزب الوفد وثورة 1919، أن الهدف من هذه الثورة الجسورة، كان إزالة جميع صور عبودية الاحتلال الإنجليزى، مضيفاً أن المصريين دائماً أحرار، رؤوسهم مرفوعة، لا يَستَعبدون ولا يُستعبدون.
وأكد ممثل الكنيسة، على روح التكاتف بين جميع أطياف الشعب فى ذلك الوقت العصيب، حيث اجتمعوا بكلمة واحدة تحت شعار واحد وهو الحرية، إما العيش بحرية وكرامة، أو الموت بشرف فى سبيل النضال لله والوطن.
وتحدث الشيخ خالد القيسى ممثل الأزهر، وقال: إن ثورة 1919 ظهرت بها روح الوطنية والبطولة المصرية، خاصة أن حمد باشا الباسل، قدم تضحيات عدة من أجل عودة مصر حرة مستقلة.
وأضاف «القيسى» خلال كلمته فى احتفالية الوفد بمئوية ثورة 1919 أن دور هذا المناضل الباسل لا يغفله التاريخ، لافتاً إلى أن والده، محمود باشا الباسل، كان من أبطال الثورة العرابية، وكانت له العديد من المواقف البطولية، إضافة إلى انتدابه لإصلاح الأراضى الزراعية بالسودان.
وأكد على دور الأزهر فى استقلال مصر وفى الثورة التى نحتفل بانتصاراتها إلى يومنا هذا، مؤكدا أنه لعب دوراً عظيماً فى تطهير قلوب المصريين من الكراهية.. مضيفاً أنه شرف كبير أن أشارك فى احتفالية 100 عام على ثورة 1919 ومئوية حزب الوفد التى ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعيد القومى للمحافظة.
وقال الدكتور حاتم رسلان، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد: نحتفل اليوم بذكرى مرور مائة عام على ثورة 1919 التى كان فيها أحد أبرز زعماء حزب الوفد حمد باشا الباسل.. وأضاف رسلان قائلاً: «كانت ثورة 19 من أعظم الثورات على مر التاريخ فى كل بلدان العالم، كونها كانت تمثل كل طوائف الشعب من العمال والفلاحين والشباب وكان للمرأة تمثيل ومشاركة خاصة بتلك الثورة العظيمة».
وتابع «رسلان»: يحرص الوفد على مدار هذا العام على إحياء ذكرى الثورة العظيمة، كونها أثرت فى تأسيس الدولة المصرية والحصول على كامل حرياتها وكانت النواة التى خرجت منها الدولة المصرية الحديثة.
وأشاد عضو الهيئة العليا بالدور العظيم الذى قام به حمد باشا الباسل فى نضاله ضد الاستعمار البريطانى وكذلك دعم ومساندة الشعب الليبى فى مقاومته للمستعمر الإيطالى، لافتاً إلى أنه يجب على كل الوفديين الاستفادة الكبيرة من ثورة 1919، والحرص على الحريات الأساسية للمواطنين، وكان أبرزها حرية الرأى والتعبير ومشاركة المرأة والشباب.
من جانبه طالب الدكتور أحمد البرعى، عضو اللجنة العامة لحزب الوفد بالفيوم، اللواء عصام سعد محافظ الفيوم بإقامة نصب تذكارى لحمد باشا الباسل أحد أقطاب ثورة 1919 والذى أفنى حياته دفاعاً عن الوطن من أجل جلاء الاستعمار، مشيراً إلى أن الباسل هو أحد أبناء محافظة الفيوم، وهى أحق الجهات الرسمية بتكريمه.