اكدت مجلة "ايكونوميست" البريطانية ان المصريين المعروفين بروح الدعابة لم يعودوا يضحكون وفارقت البسمة الشعب الضاحك، وأرجعت ذلك إلى أن الامور تمضى من سيئ الى أسوأ بعد ان اصبحت بلدهم فريسة للشائعات والاخبار الكاذبة ويسيطر عليها عدم الثقة والمراوغات والكم الهائل من الاكاذيب. ورصدت المجلة ما تعيشه مصر هذه الايام من مناخ تسيطر عليه الشائعات والاكاذيب والتناقضات الحادة المدعومة بصناعة الخبر الكاذب والضلوع فى تضليل الرأى العام والشارع الذى لايتوقف عن الاحتجاج منذ اندلاع ثورة يناير . شبهت المجلة ما يجرى فى مصر بالمسرحية الهزلية الساخرة التى تتسم بالسخف والتدليس الاعلامى المفزع والمثير للدهشة فى الوقت نفسه، معلقة بأن للحقيقة أكثر من وجه فى مصر. وعلقت المجلة على الإعلان عن وفاة الرئيس المخلوع حسنى مبارك ففيما قالت الصحف إن النبأ يأتى نقلا عن مصدر رسمى موثوق به عادت ونفته نقلا عن مصدر رسمى رفيع ايضا وهو ما حدث فى الانتخابات الرئاسية ففيما تبادل كلا المرشحين الاعلان عن فوزهما تدخلت اللجنة الرئاسية لتعلن ان النتيجة النهائية لم تصدر بعد. وأضافت أن الامور تمضى على نحو عشوائي فى مصر منذ اقصاء مبارك وتولى المجلس الاعلى للقوات المسلحة المسئولية، ورغم تنفيذ المجلس لوعوده باجراء انتخابات برلمانية حرة وهو ما حدث واسفر عن ولادة برلمان يسيطر عليه الاخوان المسلمين صدر قبيل الانتخابات الرئاسية حكم من الدستورية العليا بحل البرلمان وبعدها بساعات صدر الإعلان الدستورى المكمل الذى يمنح المجلس صلاحيات واسعة للعسكرى تنتقص من صلاحيات الرئيس المنتخب بما يعنى التراجع عن الوعود التى قطعها على نفسه والعودة الى المربع ألف ويدخل البلاد فى المزيد من الفوضى ويضعها على حافة الانفجار. وقالت: فى البداية كان هناك تصديق وتقدير وقبول لدور المجلس العسكرى وقياداته المكونة من 24 عضوا من القادة المخضرمين إلا ان هذا التقدير سرعان ما تحول الى شك وعدم مصداقية . واشارت إلى ان ما يجرى فى الوقت الحاضر هو التفاوض بين المجلس والاخوان المسلمين لقبول مرسى كرئيس مقابل غل يد الاخوان فى صياغة الدستور والموافقة على الاعلان الدستورى وقد يقبل البعض هذا الخيار مقابل ان يعود الجيش الى ثكناته حتى ولو كان ذلك سيرسخ لما يعرف بالدولة العميقة والتى يدير فيها الجنرالات الامور من خلف الكواليس .