رأت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية أن مصر في ضوء الأنباء المتضاربة بشأن الفائز بالانتخابات الرئاسية أصبح لها رئيسان لمدة يومين بعدما أكد كلا المرشحين د. محمد مرسي والفريق أحمد شفيق فوزهما بكرسي الرئاسة، وكذلك أصبح لها رئيسان آخران بسبب الإعلان الدستوري المكمل الذي انتقص من صلاحيات الرئيس لحساب المجلس العسكري. وقال المحلل الإسرائيلي "بوعاز بيسموت" في مقاله بالصحيفة إن قيادة الإخوان المسلمين أعلنت بالأمس أنها لا تريد الدخول في مواجهة مع الجيش، ورغم ذلك نزلت للاحتجاج على المجلس العسكري الذي أخلا الرئيس المنتخب، محمد مرسي مرشح الإخوان، من صلاحياته كرئيس للجمهورية. وأضاف الكاتب أنه في الوقت ذاته مازالت حملة المرشح الآخر الفريق "أحمد شفيق"، آخر رئيس وزراء في عصر "مبارك"، تؤكد أن مرشحها هو الذي فاز بالانتخابات داعية مؤيديه للاحتفال. ورأى الكاتب الإسرائيلي أن حملة الفريق "شفيق" نست أن الميدان ممتلئ عن بكرة أبيه بمؤيدي المعسكر المنافس. وتابع الكاتب أن الإسلاميين، مثلما حدث في بداية الثورة، نزلوا ميدان التحرير بعدما أصبح ممتلئاً، مؤكداً أن شباب الثورة والليبراليين هم الذين نظموا مليونية الأمس في الميدان احتجاجاً على سرقة الثورة بعدما وجدوا أنفسهم مرة أخرى بين خيارين كلاهما سيئ بالنسبة لهم إما الجيش أو الإسلاميين. وأضاف الكاتب أن المصريين أصيبوا بحالة من الارتباك بعدما أصبح للبلاد رئيسان، الجيش من ناحية والإخوان المسلمين من الناحية الأخرى، مؤكداً أنه لا داعي للاستغراب لأن الجيش سيطر على الدولة في اليوم التالي لرحيل الرئيس السابق مبارك، والمجلس الأعلى للقوات المسلحة أصبح السلطة العليا المسئولة عن التحول الديمقراطي، مشيراً إلى أنه عندما سيطر الإخوان المسلمين على كل مؤسسات الدولة من برلمان وتأسيسية دستور ورئاسة أيضاً، قرر الجيش إعادة العجلة إلى الوراء والاحتفاظ لنفسه بكافة الصلاحيات. وتابع الكاتب أن مصر اليوم لم تعد مصر قبل عام، مؤكداً أنه مثلما أن الإخوان المسلمين لن يتنازلوا بسهولة عن كل الإنجازات التي وصلوا إليها خلال العام الماضي، فإن الجيش أيضاً لن يتنازل عن إنجازاته بعد كل هذه العقود، متوقعاً أن يكون الصراع بين الجانبين طويلاً وشديداً. وأضاف الكاتب أنه على المدى القصير سيكون التفوق للجيش، إلا أن الغلبة في النهاية ستكون لشباب الثورة الذين أطاحوا بمبارك فوجدوا أنفسهم اليوم بصدد رئيسين. وتعجب الكاتب من الوضع الراهن في مصر قائلاً: هل هذه ديمقراطية!!!