الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة تحل اليوم ذكرى أعظم ثورة شهدها تاريخ الأمم.. اليوم 9 مارس 2019، يكون قد مر مائة عام على ثورة 1919، وتأسيس حزب الوفد، الابن البكر لهذه الثورة المباركة، ولا خلاف بين المؤرخين جميعاً على أن الوفد اكتسب اسمه من لقاء 13 نوفمبر عام 1918، وما نتج عنه من آثار وتداعيات كانت وراء اندلاع هذه الثورة العظيمة. إن تاريخ الثورة والوفد متداخل فى ثنايا الأحداث التى شهدتها مصر خلال النصف الأول من القرن العشرين، ويسجل المؤرخون فى كتاباتهم المختلفة أنه بالذهاب إلى أى ميدان من ميادين العمل الوطنى، سنجد مطالب الثورة الأساسية وكفاح الوفد من أجل تحقيقها، وقد تضمنت ضرورة الاستقلال والدستور والديمقراطية والعدل الاجتماعى والكرامة الإنسانية. وقد التفت جموع المصريين وراء هذه المطالب بشكل لم يسبق له مثيل، فلم تكن ثورة 1919 كأى ثورة شهدها تاريخ البشر، إنما كانت زلزالاً كبيراً، ترك آثاره المدوية فى العالم أجمع، وزلزل عرش بريطانيا العظمى التى كانت لا تغيب عنها الشمس. وإذا كان الزعيم خالد الذكر سعد زغلول هو المفجر الرئيسى لهذه الثورة، فإن ظروف المجتمع وتطورات الأحداث السياسية والاقتصادية والفكرية، قد هيأت فرصة التخمر لهذه الثورة، وقد كان لافتاً للأنظار أن الثورة كانت على اتساع القطر المصرى وبسرعة وقوة، وشارك فيها جموع المصريين على اختلاف طوائفهم وأفكارهم وطبقات المجتمع، فالجميع كان على قلب وإرادة رجل واحد، مسلماً ومسيحياً، رجلاً وامرأةً، ومثقفاً ومفكراً، وموظفاً وعاملاً وفلاحاً، حتى الأطفال فى المدارس، لقد كانت هناك يقظة ضمير وطنى، وفاتحة تحرر من الاستعمار الغاشم، والخروج على سطوة القهر والذل والظلم الاجتماعى والاحتكار، وكان حزب الوفد برجاله العظام هو وقود هذه الثورة، وخاض معركة كفاح طويلة سيظل يذكرها له التاريخ بحروف من نور، وهى عقيدة لم يحد عنها كل زعماء ورؤساء الحزب الذين خلفوا الزعيم سعد زغلول، الذى رفع راية الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة.. ويناضل من أجلها حالياً المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس الحزب الحالى. وبمناسبة مئوية الثورة ومئوية حزب الوفد، التى تعد حدثاً تاريخياً نادراً، خصصت صحيفة «الوفد»، الناطقة باسم الحزب، هذا العدد التذكارى الذى يعد وثيقة تاريخية جديدة عن هذه الثورة ومئوية حزب الوفد. وجدى زين الدين [email protected] com إقرأ آيضاً