[مخيون: الكراهية تُسيطر علي المشهد السياسي] الفنان عبدالعزيز مخيون كتبت - دينا دياب: منذ 2 ساعة 36 دقيقة أبدي الفنان عبدالعزيز مخيون استياءه الشديد لغياب تمثيل الفنانين في الجمعية التأسيسية للدستور والمختصة بإنشاء الدستور الذي يحكم قوانين مصر لمدي 100 عام قادم، للأسف الشديد الجمعية تخلو من الفنانين اللهم إلا النقيب أشرف عبدالغفور بصفته النقابية فقط وليس بصفته الفنية، كممثل له حق في هذا البلد، ومن الواضح أن الجمعية التأسيسية للأسف عادوا بها إلي نظام المحاصصة، والتفوا حول حكم محكمة القضاء الإداري في وضع الدستور، فالعملية قامت علي المحاصصة لكن الدساتير لا تصنع هكذا، الدستور لابد أن يصنع بالتوافق المجتمعي، وليس بالأغلبيات، لأن الأغلبية الحالية هي أغلبية غير دائمة بل هي مؤقتة لفترة ستنتهي قريباً، وغياب الفنانين عن هذه الجمعية أكبر تعبير لقصور النظرة والتجاهل وعدم الوعي بدور الفن في المجتمع، والتاريخ، فالفن هو الذي يساهم في بناء الإنسان وهو أحد مكونات الوجدان القومي وأحد عناصر القوة الناعمة لمصر في المنطقة، فالفن هو الذي يمتلك القدرة علي الخيال واستشراف المستقبل، وأنا هنا أتحدث فقط عن الفن الرفيع وليس الفن الهابط، وإذا كانوا هم ينظرون إلي مصالح وقتية ضيقة فهذا يدلل علي أنهم غير قادرين علي النظر إلي المستقبل، وسوف يتسببون في حرمان الأجيال القادمة من دستور مستقبلي يؤسس لدولة عصرية حديثة. أيضاً أتساءل علي أي أساس يتم اختيار الشخصيات في التأسيسية هل فقط فقهاء الدساتير، مع احترامي للجميع، خاصة رجال القانون، إنشاء المواد قائم علي الفكر والخيال ثم يأتي دور رجال القانون أو التقييم الدستوري لصياغة المواد، وأنا أناشد الفنانين أن يكونوا علي مستوي اللحظة التاريخية التي تمر بها مصر الآن، وأن يصدروا بياناً يعبروا فيه عن رأيهم فيما يحدث، فهذا ليس حق الفنانين فقط، ولكنه حق التاريخ والمستقبل، فالفنانون لابد أن يكونوا ممثلين وأنا أتعجب كيف للجمعية التأسيسية أن تخلو من قامات كبيرة أمثال بهاء طاهر وعبدالرحمن الأبنودي وغيرهما، ممن يشكلون وعي الشعب ويصيغون ثقافته، هل من حق أصحاب صفائح الزيت والسكر أن يصيغوا الدستور دون تمثيل لكافة أطياف الشعب؟.. بالنظر إلي دستور 1954 نري أن من شاركوا في وضعه هم طه حسين وعبدالرحمن الرافعي من لهم الحق في تشكيل وعي الشعب، فلابد أن نسير علي غرار هذا. ولابد أن يبني الاختيار علي أساس قيمة الفن لأن الفن جزء من التراث والمجتمع، ولا يكون ممثله علي أساس نقابي وليس الهدف من ذلك الاهتمام بقوانين للفن لكن الفنان له أن يشارك في كافة المواد، وعدم وجوده يدلل علي عدم التوافق المجتمعي الذي هو الركيزة الأولي لإنشاء أي دستور، وللأسف هم يكررون نفس أخطائهم مثلما حدث في تأسيسية الدستور في شهر مارس عندما حاولوا وضع جمعية تأسيسية وغيبوا فيها الفنانين وأغلبية كبيرة من طوائف الشعب، وأنا أري أن الكراهية هي التي تسيطر علي المشهد السياسي في مصر والإصرار علي الاستحواذ والسيطرة وإثبات الذات هو الهدف الوحيد، فأنا لا أري أحداً ينكر ذاته في سبيل الوطن.