منذ 1 ساعة 23 دقيقة ما بين محبسه في سجن طرة ومدفنه في مصر الجديدة فرق شاسع، فعلي الرغم من ان القاسم المشترك بينهما هو الرئيس السابق حسنى مبارك، فإن التشديدات والتعزيزات الأمنية والحراسات المفروضة علي سجن طرة قد اختفت تماما من أمام مدافن عائلة الرئيس السابق الموجودة بشارع المقابر بمنطقة مصر الجديدة بجوار كلية البنات . هدوء تام يسيطر علي الشارع الذي يضم مدافن الأكابر، فعلي الطريق، تبرز لافتة كبيرة تشير إلي مقابر «عائلة ثابت» التى تم دفن محمد علاء حفيد مبارك بها ثم الي جوارها مقابر العائلة الحاكمة السابقة والتى خلت من أي إشارة تدل علي هويتها سوى تأكيدات بعض المارة. أربعة عمال نظافة ومشرف تابعين للهيئة العامة للنظافة بمحافظة القاهرة هم فقط المارة المترجلون بالشارع ويقومون بدورهم في تنظيف الشارع , ترتاب في الأمر وقد تصدق الشائعات المتناثرة عن وفاة مبارك بعد تدهور صحته بمحبسه بسجن طره الذي نقل إليه قبل أسبوع بعد الحكم عليه بالسجن المؤبد هو ووزير داخليته حبيب العادلي في قضية قتل المتظاهرين. «لا نقوم بأي أعمال استثنائية بل هو عملنا الدورى الذي نقوم بتنفيذه شهرياً، لكن حظنا العاثر هذه المرة انه صادف شائعات عن وفاة الرئيس السابق» هذا ما قاله محمد مشرف النظافة مضيفا انها منطقة عسكرية وبها مدافن لشخصيات مهمة لذلك نقوم بعملنا المعتاد في تنظيفها ولا توجد لدينا أية تعليمات اسثنائية حسب قوله. أما داخل أروقة المجلس العسكرى فكشف مصدر ل«الوفد» عن حالة من الارتباك والتخبط حول شكل الجنازة المزعومة لمبارك، فهم امام تفسيرين للحكم، منهم من يفسر الحكم علي انه حكم مدنى ضد مسئول عسكرى، وهو ما يعنى أحقية مبارك في جنازة عسكرية لأن الحكم المدنى لا يسقط النياشين والأوسمة التى حصل عليها مبارك وان ما يسقطها فقط هو الحكم القضائي العسكرى , وعلي الجانب الآخر فإن عددا منهم يفسر الحكم علي انه يسقط عن مبارك مناصبه ونياشينه العسكرية، وبالتالي لا يجوز له التمتع بالجنازة العسكرية. يري المستشار زكريا عبد العزيز أنه لا يجوز ان يقام لمبارك جنازة عسكرية ولا يستحق اي نوع من التكريم لأنه تسبب في مقتل شعبه علي مدار 30عاما قضاها في سدة الحكم، موضحاً أن أي تكريم لمبارك يستفز الشعب المصري الذي اكرم مبارك بأن قدمه الي محاكمة مدنية امام قاضيه الطبيعى ولم يرض ان تتم محاكمته بشكل استثنائي، وكذلك لم يفكر بقتله كما فعل الليبيون مع رئيسهم القذافي . وأضاف «عبد العزيز» أن «مبارك» لا يستحق جنازة شعبية لأنه لم يقدم شيئا لشعبه. أما اللواء محمد علي بلال الخبير الاستراتيجي فيري انه لن تكون هناك جنازة عسكرية للرئيس السابق لسقوط النياشين والأوسمة التى حصل عليها بعد ان تم الحكم عليه بالسجن المؤبد في قضية قتل المتظاهرين . وأضاف: من سلطة رئيس المجلس العسكرى ووزير الداخلية منح جمال وعلاء نجلي مبارك إذناً لحضور الجنازة وتلقي واجب العزاء، لأن دى حاجات انسانية فقط». أما وكيل نقابة المحامين محمد الدماطى فيحذر المجلس العسكرى من الاقدام علي إقامة جنازة عسكرية للرئيس السابق لأنها تمثل استهانة بالشعب وبدماء الشهداء. وفيها قدر كبير من الاستفزاز لاهالي الشهداء ويضيف علي الر غم من ان الحكم لم يعد باتا وستكون له جولة اخرى في محكمة النقض فإنه سيظل متمتعا بصفته العسكرية طالما لم يصدر حكما من محكمة النقض. اما اللواء طلعت مسلم الخبير الاستراتيجى فيري أنها لن تكون جنازة رسمية ولا شعبية وستقتصر علي أقاربه ومعارفه الشخصية فقط، وستكون في أضيق الحدود، موضحاً أن عزاء الرؤساء والملوك العرب سيقتصر علي برقيات شخصية لعائلة الرئيس السابق وليست لمصر، مضيفا أنه لو كانت الوفاة قبل صدور الحكم لاختلف الوضع وكان من حقه جنازة عسكرية.