[فيسك: أجواء الحرب تخيم على طرابلس اللبنانية] صورة ارشيفية كتب - عبدالله محمد منذ 1 ساعة 44 دقيقة قال الكاتب البريطاني "روبرت فيسك" إن حالة الاحتقان التي تعيشها مدينة طرابلس اللبنانية على خلفية الصراع الدائر في سوريا يشابه الأجواء التي حلقت في سماء لبنان عشية الحرب الأهلية في سبعينيات القرن المنصرم، حيث يسقط يوميا ضحايا لبنانيين جراء تصاعد العنف الطائفي. وأضاف فيسك في مقاله بصحيفة "الاندبندنت" إن ما يحدث في سوريا ألقت بظلالها على الأوضاع في لبنان المجاورة فالضحايا يسقطون يوميا جراء العنف الطائفي، فصور الرئيس السوري بشار الأسد تحتل مكانا بارزا بنهاية شارع مقر الحزب الديمقراطي العربي بطرابلس وتحتها كلمات تمجد في الأسد مثل "سوريا .. الأسد .. الله حمى سوريا". وتحت عنوان "ملصقات إعلانية عليها صور الشهداء في سوق طرابلس تتحدث عما يجري، وهناك المزيد في الطريق، بدأ فيسك مقاله بنتيجة مقابلاته مع بعض أعضاء هذا الحزب الذي يعتبر الأسد بطلا وهذا أمر طبيعي لأنه ينتمي إلى الطائفة العلوية التي تعيش في منطقة جبل محسن وهي أحد أفقر أحياء طرابلس ويقطنها 60 ألف نسمة. ويقول فيسك إن هناك وجهتي نظر فيما يتعلق بالاضطرابات التي وقعت منذ أسابيع قليلة بين مؤيدي ومعارضي الأسد، فمن جانب يرى السنة أن الطائفة التي تعيش في جبل محسن مجرد أعضاء في الشرطة السرية السورية وأفراد تابعين للحرس الثوري الإيراني وتتعمد إطلاق النار على سكان باب التبانة السنة في محاولة لنقل نيران الحرب الأهلية إلى لبنان، بينما يعتبر الجانب الآخر، الطائفة العلوية، إن جبل محسن ضاحية فقيرة ومعزولة تتعرض لحصار ونيران مسلحين سنة ومعارضين للنظام السوري مدعومين بدول في المنطقة مثل السعودية وقطر ويهدفون إلى إجبار سكان جبل محسن على مغادرة طرابلس. وأضاف أحد السكان أن سكان جبل محسن يعيشون حالة لا يرثى لها تحت حماية الجيش اللبناني ولا سبيل للخروج من المنطقة وإلا تعرض لنيران قناصة -وهو الأمر الذي لا يصدق- لأن هناك طرقا سرية للخروج والدخول إلى المنطقة. وترك فيسك الحديث لعلي ليكشف عما يفكر فيه هو وبعض أفراد طائفته، وقال إنه ليس طائفيا ولم يمكن أبدا ولكن " العصابات الإرهابية"، مستعيرا كلمات الأسد، تحاول الإيقاع بسوريا، وأضاف أنه في نهاية المطاف سيتم الوصول إلى تسوية في سوريا ولن يفلح "هؤلاء الحمقى في تقسيم سوريا مثلما فعلوا في ليبيا ومصر".