أكد الدكتور إحسان كميل جورجي كبير الأطباء الشرعيين رئيس مصلحة الطب الشرعي أنه لن يوقع علي أي طلب مرتقب، للافراج الصحي عن السجين حسني مبارك. قال رئيس المصلحة في تصريحات خاصة ل«الوفد» إنه لم تصدر أي قرارات للافراج الصحي عن سجناء منذ توليه منصبه في مايو 2011، مشيراً إلي توريط الطب الشرعي في التوقيع علي تلك الطلبات في العهد البائد! وقال كبير الأطباء الشرعيين، إنه مع علاج أي سجين مريض في أي مكان في العالم، دون أن يفرج عنه صحياً مهما كانت الأسباب. وأضاف أنه لم يشارك في قرارات الافراج الصحي عن سجناء في العهد البائد مؤكداً أنها أساءت لمصلحة الطب الشرعي. وأوضح أن القانون حدد سلطة الافراج الصحي عن السجين المريض، لرئيس الجمهورية والنائب العام فقط دون اقتحام الطب الشرعي في ذلك. وأشار إلي واقعة الافراج الصحي عن سياسي شهير، من خلال تقرير لجنة من الطب الشرعي تحت ضغط من رموز النظام السابق، رغم أن السجين كان يعاني من مضاعفات سكر ليس أكثر!! وأضاف أن الافراج الصحي كان باباً خلفياً للإفلات من تنفيذ العقوبة عن طريق الطب الشرعي! في سياق متصل، نفي رئيس مصلحة الطب الشرعي، وصول أي خطابات رسمية للمصلحة تتضمن تشكيل لجنة من الأطباء الشرعيين للكشف علي حالة الرئيس السابق مبارك في مستشفي سجن مزرعة طرة، ومدي الحاجة لنقله لمركز طبي للعلاج من عدمه. وقرر الدكتور إحسان أنه لن يوقع الكشف علي مبارك إلا في حالة وفاته. وعلمت «الوفد» من مصادر خاصة أنه يتم تجهيز الغرفة رقم 308 بالطابق الثالث بمستشفي المعادي التابعة للقوات المسلحة لنقل الرئيس السابق مبارك والمسجون حالياً في مستشفي سجن مزرعة طرة. وسيطرت علي المستشفي حالة من الارتباك والاستعدادات بما يؤكد أن الرئيس السابق سينقل اليها خلال ساعات. وتم تجهيز فريق طبي عسكري علي اعلي مستوي تابع للقوات المسلحة لمتابعة الحالة الصحية للرئيس السابق التي تدهورت. تصاعدت حالة احتجاج الرئيس السابق «حسني مبارك» على وضعه داخل مستشفى سجن مزرعة طرة بصورة خطيرة، أدت الى تدهور حالته النفسية، واستدعاء طاقم طبى رفيع من مستشفى الشرطة لإنقاذه. 5 أيام فقط مرت على دخول الرئيس السابق مستشفى السجن التي أدت الى يأسه من الحياة وانهيار حالته المعنوية. 5 أيام قضاها داخل مستشفى سجن المزرعة المجهزة حديثاً، كانت كفيلة بأن يصرخ: «رجعونى الى المركز الطبى العالمى أو أى مستشفى عسكرى». لم يجلس مبارك فى زنزانة أو مستشفى سجن رديء مثل باقى السجناء، ولم يتعرض للإهمال وتركه لساعات مثلما يتعرض السجناء الآخرون فى مستشفيات السجون. المصادر جميعها أكدت أن مبارك لن يستطيع أن يتعايش فى سجن مزرعة طره لمدة أسبوع كامل، حيث فقدت زوجته سوزان اعصابها عندما رأت المستشفى من الخارج، وعلى الفور قام أحد المحامين من هيئة دفاع الرئيس السابق بالتقدم بعدة طلبات أهمها نقل الرئيس السابق الى مستشفى المعادى العسكرى ، احتراما لتاريخه العسكرى، خاصة ان الحكم عليه بالمؤبد لم يعد نهائياً حتى يتم تجريده من كل الامتيازات. وحذر المحامى من بقاء المخلوع داخل مستشفى سجن المزرعة، وحمل المجلس العسكرى وقطاع السجون المسئولية عن حياة الرئيس السابق. لماذا جمال؟! «جمال» بالأمر كانت هذه العبارة التى وصلت الى قطاع السجون بالموافقة على احضار جمال مبارك كمرافق لوالده فى المستشفى، وكانت الاستجابة فورية تلبية لطلب الرئيس السابق السجين، أكدت المصادر أن الرئيس طلب جمال مرافقاً لانه الوحيد الذى يستطيع أن يتحدث معه، ويلبى له طلباته الفورية، ويصمد أمام تفاعلات حالة والده دون ان يصاب بانهيار، بخلاف «علاء» مبارك المعروف عنه الانهيار السريع أمام بكاء والده. «الصدمة» 5 أيام داخل مستشفى سجن المزرعة كانت بالنسبة لمبارك أيام عذاب، مقارنة بأيام العز والرفاهية داخل المركز الطبى العالمى. ففى أول لحظات دخوله مستشفى السجن، فوجئ مبارك بعدم وجود تليفون، أو تليفزيون ،السبب الذى أدى الى انهياره سريعا بصورة غير مسبوقة، وإصابته بأزمة قلبية ، سرعان ما قام الاطباء بالتدخل وإسعافه ، وفى الصباح كانت المأساة عندما ذهبت زوجته سوزان وزوجتا نجليه جمال وعلاء، ودخلن غرفة العناية وهم يبكون ، على وضع الرئيس السابق ووضع المستشفى، رغم ما سمعوا عن تحديثها، وأكدت سوزان أن الرئيس السابق لا يتحمل الجلوس فى هذا المكان ساعات وليس أياماً، ولكن الجميع اتفق على مناشدة المجلس العسكرى نقل الرئيس لاى مستشفى عسكرى لرعايته، وفى ثانى أيامه فى المستشفى أراد «مبارك» التريض ولم يجد الا حديقة صغيرة جدا لا تتعدى أمتاراً بجانب المستشفى ، وبمرافقة نجله جمال على كرسي متحرك ، جلس الاثنان سويا اسفل شجرة ، وأحاط بهم الذباب من كل جانب ، ولم يجلسا طويلا حتى قام جمال بنقل والده الى حجرته .وفى اليوم الثالث ساءت حالة الرئيس السابق نفسيا ، وزادت معها طلبه فى الرحيل عن المكان لأى مستشفى آخر أو العودة للمركز الطبى العالمى . ارتباك حالة من الارتباك والتوتر سادت قطاع المنطقة المركزية بسجون طرة منذ أن صدر قرار النائب العام بنقل مبارك الى مستشفى سجن المزرعة ، طلبات الزيارة زادت بصورة كبيرة من مواطنين عاديين، والضباط والجنود تم قطع راحاتهم لتنفيذ خطة مشددة لتأمين السجن والمستشفى. كل ذلك كان مثار أحاديث جانبية عن حق الرئيس السجين الانتقال إلي مستشفى آخر. أكدت مصادر أمنية بقطاع السجون أن الوحيد الذى يملك اصدار قرار بنقل مبارك الى أى مستشفى آخر هو المستشار عبد المجيد محمود النائب العام ، ولا يملك وزير الداخلية نقله الا بموافقة النائب العام ، والآن ومع تدهور حالة الرئيس الصحية ، هل يستطيع النائب العام أن يصدر قراراً فى هذا التوقيت شديد الخطورة ووسط اعتصامات التحرير بنقل مبارك الى مستشفى آخر، كحق قانونى له ، أم سيتم إرجاء القرار مؤقتاً طبقاً لتطورات الاحداث المتلاحقة، كل ماحدث أن تم ايفاد لجنة طبية لتقديم تقرير سريع عن حالة الرئيس السابق الفعلية ، بعيداً عن التصريحات المتضاربة والسيناريوهات التى تنطلق بين الحين والآخر ، والذى وصفها أحد مسئولى قطاع السجون بالكلام الفراغ ، والتمثيلية التى يريدون بها إخراج الرئيس السابق من مستشفى سجن طرة، السؤال الآن يفرض نفسه على الجميع ، هل سيتم نقل مبارك بالفعل بعد هذه الروايات أم لا؟