تسود حالة من الاضطراب في فنزويلا عقب إعلان رئيس البرلمان خوان جوايدو نفسه رئيساً مؤقتًا للبلاد لحين إجراء إنتخابات رئاسية جديدة، وذلك على خلفية إندلاع إحتجاجات خلال الأيام الماضية ضد الرئيس نيكولاس مادورو. وترى صحيفة الجارديان البريطانية أن مادورو لا يحظى بتأييد شعبي يذكر لكنه يحتفظ بدعم الجيش، في حين يحظى جوايدو بتأييد شعبي ودعم من الديمقراطيات الغربية، ولكن سيطرته على مقاليد السلطة داخل فنزويلا محدودة. وتستعرض الصحيفة السيناريوهات المحتملة للخروج من الأزمة: صمود مادورو تمكن الرئيس الفنزويلي من الصمود في وجه موجتين إحتجاجيتين في عامي 2014 و2017، حيث لجأ في المرة الأولى لاستهداف قادة المعارضة، وفي المرة الثانية قام مادورو بتهميش الجمعية الوطنية بعد أن سيطرت عليها المعارضة، وقوبلت المظاهرات آنذاك بقمع دموي حيث قتل أكثر من 120 متظاهر، وأدت حملة القمع إلى إدانة دولية لكن مادورو نجح في تعزيز سلطته. وأوضحت الصحيفة أن الأوضاع الحالية تختلف عما سبق، إذ أن مادورو يتعرض لضغوط دولية شديدة، برغم إحتفاظ الرئيس الفنزويلي بدعم حلفاءه مثل روسيا وتركيا وكوبا. كما يواجه مادورو سلسلة من الانشقاقات من قبل صغار الضباط، برغم ولاء كبار المسؤولين العسكريين له، والذي يعود لقيامه بمكافأة كبار الضباط في الحكومة وشركة النفط الحكومية، لذا فإذا أراد أن يصمد أمام هذه الموجة، عليه إحكام قبضته على الجيش وإيجاد طريقة لإبقائهم مدفوعي الأجر. إنقلاب عسكري أو تولي رئيس مدني السلطة سيناريو أخر للخروج من الأزمة الحالية هو الانقلاب العسكري، ليكون خليفة مادورو أحد قادة الجيش أو واحد من المدنيين الموالين لهم وهو ما سترفضه المعارضة، مما يهدد بلجوئها للكفاح المسلح. وشددت الصحيفة أنه إذا فشل الزعيم الجديد من إعادة بناء الاقتصاد المدمر في البلاد، سيستمر الملايين في الفرار مما يزيد من زعزعة استقرار المنطقة. التفاوض أو تغيير النظام أسهل طريقة للخروج من هذه الأزمة هي اللجوء إلى الديموقراطية، وقد ألمح مادورو أنه مستعد للتفاوض بوساطة دولية، إلا أنه سبق أن إستخدم هذه المحادثات للمماطلة أو تقسيم العارضة. ويخشى أن يتعرض مادورو والمسؤولين الحكوميين والعسكريين في حكومته للمحاسبة، مما قد يضطر مادورو ومعاونيه إلى مغادرة البلاد، وكان جوايدو قد وعد بالعفو عن أفراد القوات المسلحة الذين يساهمون في إعادة تأسيس النظام الديمقراطي. الحرب إعتاد مادورو إلقاء اللوم في الأزمة الاقتصادية الطاحنة في فنزويلا على الحرب الاقتصادية التي شنتها الولاياتالمتحدة عليه، وهو ما قد يؤدي إلى صدام بينه وبين واشنطن. وترى الصحيفة أنه إحتمال بعيد لكنه قائم، خاصة مع إنزعاج الدول المجاورة نتيجة هجرة أبناء الشعب الفنزويلي إليها بأعداد كبيرة، مما قد يؤدي لتكوين تحالف بين البرازيل وكولومبيا تقوده الولاياتالمتحدة ضد مادورو، وستكون هذه الحرب دموية وطويلة الأمد وصعب التنبأ بنهايتها.