حالة الجدل السياسى والذهنى مازالت تسيطر على الشارع المصرى واحتمالية وجود سيناريو مختلف بعد وصول طرفى المنافسة فى الانتخابات الرئاسية «مرسى وشفيق» مازالت قائمة والمرحلة كلها مازالت غامضة وأصبح لا أحد يدرى ماذا يحدث غداً، وهل ما يدور حالياً صراع بين الإخوان والمجلس العسكرى على السلطة من خلف الستار.. فى حوار للوفد مع اللواء طارق المهدى عضو المجلس العسكرى السابق ومحافظ الوادى الجديد الحالي.. أكد المهدى أن من يفكر فى سيناريو ثالث بعد انتخاب رئيسها أحد طرفى المنافسة رئيساً لمصر يكون خائناً.. ولا يحب هذا البلد وقال إن من يستطيع اصطفاف الشعب على الأرض وتوحيد كل القوى حوله ومن يرى الناس قدرتهم على عزله فى حالة عدم نجاحه سيكون هو الأقرب للفوز.. قال المهدى أنا متعجب من عدم اهتمام أى مرشح رئاسى بمحافظة الوادى الجديد ولم يفكر أحد حتى فى وضعها فى برنامجه الانتخابى على اعتبار أنها المنقذ وعنق الزجاجة للخروج بمصر من عنق الزجاجة.. وقال المهدى: المجلس العسكرى لم يكن طامعاً فى السلطة بل سعى لإقرار المادة 28 حتى يسلم السلطة بسرعة وأنه أدى دوره تجاه الثورة بشكل رائع ومحترم.. وإلى نص الحوار.. كيف ترى المشهد الحالى بعد وصول شفيق ومرسى لطرفى الإعادة على مقعد الرئيس؟ - الأفضل فى ذلك المشهد أننا اقتربنا من حسم حالة الجدل السياسى والذهنى المستمر فى الشارع المصرى والرئيس الجديد أوشك على الوصول حتى نبدأ بناء الدولة بدلاً من هدم النظام والدولة وألمس تغير شكل الحوار ووجود فطور إيجابى ومنطقى بدلاً من حالة التلاسن والتخوين والأفضل أيضاً فكرة المشروطية المطروحة على الساحة، حيث بدأ كل طرف طرح رؤيته وشكل معاونيه والاقتراب أكثر من الواقع، بل وطرح حلول والخروج بالناس من المعادلة الصفرية وأفرز المشهد الانتخابى فى المرحلة الأولى ثلاث كتل تنظيمية بل ويسعى كل فريق لتقديم ضمانات معلنة ومستعدون لأن يقدمونها مكتوبة وأصبح هناك إعمال للفكر وإصرار على الخروج من اللحظة بعد الثورة العظيمة وانتخابات عظيمة وربط الحاضر والمستقبل بأشياء عظيمة وطرح وجهات نظر تلامس الأرض لكى يكسب أصوات يبقى أن تدعم ما بعد المرحلة الأولى بأن يصوت كل الناس ولا يتخاذلون عن التصويت ولابد من فرض رؤية الشعب على الحاكم ولابد من إعمال المشروطية الدستورية لنصل حتى فى اختيار رئيس الوزراء والوزراء ومسئولى المؤسسات الكبيرة من الآن. وفى رأيك من الأقرب لمقعد الرئيس من خلال الشواهد الموجودة؟ - الجميع يبحث عن الأمن والدولة الإنتاجية الحديثة هناك أصوات كثيرة مازالت موزعة بين الأمن والتنظيم لكن من يقدم ضمانات حقيقية وينهض بخطوات جادة نحو الدولة الحديثة ويشعر الشعب أنه يستطيع أن الرئيس يمشي.. ويحاسبه ولا يخوف الناس ومن يقدر على عمل اصطفاف شعبى وحشد أكبر كم من البشر هو الأقرب للفوز. ما قلته هو النهج الذى يمشى عليه المتنافسان «مرسى وشفيق» الآن؟ - هذا صحيح فكل مرشح يسعى للنزول للناس والكتل والتيارات ويعطى ضمانات حقيقية والناس منقسمة وحائرة، لكن مازال حديث الأمن هو الأقوى والمؤثر والناس بحاجة لذلك فعلاً الآن. هناك من يتحدثون عن سيناريو آخر بعد وصول طرفى المنافسة قد يعوق مسيرة البناء والاستقرار؟ - من الصعب أن يكون الاختيار محصوراً فى شخص بعينه وأن يكون هو الخيار الوحيد وإلا.. ولا يوجد معادلة صفرية فى السياسة ودعنى أتمنى ألا يحدث هذا السيناريو لأن من يحركه ويخطط له «يبقى خائن» ولا يضع بلده فى قلبه لأن عصر الرئيس الفرعون والملهم انتهى وأصبح الوزير أو رئيس الوزراء وحتى المحافظ موظفاً عند رئيس الجمهورية ولابد أن يكون المنصب مصدر شرف، ويشرفك أمام بلدك. وأضاف أنا شخصياً لو وجدت ما يسىء لى فى منصبى لن أبقى.. ومن العار أن يفكر طرف فى عمل سيناريو ثالث لأن ذلك تضيعة للوقت ونحن بحاجة لأن نعيش وكفانا ما دفعناه من فاتورة كبيرة جداً فى الوقت الذى ضاع، والأحداث التى أضرتنا كل هذا الوقت، وهذا التفكير فيه خطورة كبيرة على البلد، الناس فى الآخر تريد العيش وهذا حقها فى فرصة العمل ورغيف الخبز والمسكن والصحة والتعليم حتى نفكر فى رفاهية المواطن بعد ذلك وهذا حق طبيعى له بعد أن يتجرع حريته.. وأضاف دعنى أتفاءل من تقبل الناس للرئيس القادم بعدما لمست من حوار إيجابى للنخبة وتغير شكله بعد المرحلة الأولى وأعتقد أن الناس كلها أدركت أن النيران لو اشتعلت ستحرقنا جميعاً ونعود لنقطة الصفر وعلينا أن نرضخ للإرادة الشعبية. البعض يعتبر المعركة الحقيقية هى معركة ما بعد الرئيس والمتمثلة فى الدستور؟ - معركة الدستور تحتاج اصطفافاً شعبياً وإرادة طوعية وشعبية يتكاتف فيها الجميع وفى رأيى الموضوع «خلص» المهم الخروج من اللحظة الحالية وهذا كل ما أتمناه، وكما اخترنا رئيس لابد أن نتوافق على الدستور والمسألة ستكون أسهل بعد خروج المجلس العسكرى وبعيداً عن سلطاته لأن حالة الجدل ستقل جداً لأن الظروف التى وضعنا فيها كانت تقتضى المرور بالمرحلة وربما يكون ذلك أهم من الدستور لأن هناك دولاً شرقية ظلت بدون دستور لمدة 6 سنوات لأن فكرة رئيس الجمهورية أهم من كل الأشياء الآن. لكن بعد وصول الرئيس سيفرض «الدستور» نفسه على الساحة؟ - فى رأيى أيضاً أن هناك معارك أهم وملفات أضخم وأكبر ستكون على مكتب الرئيس القادم أهمها ملف الأمن ولابد أن يكون معه ملف العدل أيضاً ثم ملف الاقتصاد ثم تنظيف البيروقراطية المصرية، بينما أى شيء آخر اعتبره «وجاهة» سياسية شاغلين نفسنا بيها لكن لن «تنبت» سنبلة قمح. وفى تصورك ما الأنسب للحكم فى مصر نظام رئاسى أم برلمانى أم برلمانى رئاسى؟ - فى ظل حالة التشكيك والتخوين التى نعيشها حالياً فى مصر أرى الشكل الرئاسى البرلمانى هو الأقرب حتى لا نضيع وقتاً وتنتهى هذه المرحلة وإن كان النظام الأمريكى أفضل لكن ممكن يستهلك كثيراً من الوقت. البعض يتوقع صداماً بين المجلس العسكرى والرئيس القادم بسبب وضع الجيش فى الدستور؟ - القوات المسلحة ستبقى كما هى فى الدستور القادم لأنها «عمود الخيمة» ولا فرق بين المجلس العسكرى والقوات المسلحة فقادته واحد جاء والتأدية مهمة إضافية وبعد عودة الأمور لطبيعتها سيعود القادة لمهامهم، فنحن جيش محترف له قواعده وقوانينه وأنظمته وبروتوكولاته والمجلس العسكرى لا يفرق معه الرئيس القادم. لكن البعض يؤكد استحالة تعاون القوات المسلحة مع رئيس لا يحمل رتبته. - الحديث فى هذا الكلام تضييع للوقت ووقيعة يجب ألا نركز عليها، القوات المسلحة ملك مصر وهى الدرع والأمن والأمان لمصر وستراعى البروتوكولات والمراسم وسيظل دوره مشرفاً ومهماً والمجلس أدى دوراً محترماً وخطيراً للشعب والتاريخ سينصفنا ويكشف عن دورنا المهم والمحترم. لكن ما حدث من «حرب شوارع» فى الأحداث السابقة يكشف عكس ذلك؟ - كلنا عندنا أخطاء، والخطأ لم يتجاوز ما يفسره البعض وكل ما يهمه مصلحة الوطن والمواطن، ومازالت المؤسسة وستظل تحظى باحترام وتقدير دورنا، والدليل على إخلاصه هو تمسكه بالمادة 28 لأن المجلس كان يريد الخلاص من السلطة ولم يعترض عليها أحد إلا عندما أصابه ضرر شخصى منها وهى مادة تحصين حتى لا نشكك فى بعض وتخدم أى طرف يصل للرئاسة. كيف ترى صورة المستقبل فى وجود الرئيس الجديد؟ - يمكن بوضع بعض التشريعات البسيطة أن تحدث طفرة كبيرة فى الاقتصاد والأمن، خاصة أننا نمتلك قاعدة بشرية كبيرة يمكن أن تساهم فى نقلنا للمستقبل المشرق لو لم تعطلنا هذه القوانين القديمة وحتماً سيظهر إلا كفاءة وبحسبة بسيطة يمكن لأى بلد نامية أن تخرج من النفق المظلم من 8 إلى 10 سنوات، لكن فى مصر بما عندها من كفاءات وقوة بشرية مدربة ممكن أن نعمل طفرة اقتصادية وصناعية وأمنية فى أقل من عامين خاصة ونحن نمتلك ثروات ومقومات تنمية كثيرة وثروات معدنية وزراعية كثيرة. بحكم عملك فى الإعلام لفترة.. كيف ترى دور الإعلام فى هذه المرحلة القادمة؟ - دعنا نتحدث عن الحاضر بصراحة، المشهد اختلف والأمور بدأت تنضبط أكثر بعد أن كانت الإعلانات هى التى تقود الفضائيات بمنطق كن «مثيراً ومختلفاً» تجلب إعلاناً أكثر، لكن الآن وبعد المرحلة الأولىِ الصورة أصبحت إيجابية فى الحوار واتزان فى التوجه حتى فى الإعلام الرسمى لأن الناس كلها بدأت تستشعر الخطر حتى لا تبقى جزءاً من إشعال النيران فى الجميع وأصبح القائمون على الإعلام أمناء أكثر. الإعلام الرسمى فى رأيك هل خرج من المنافسة مع الإعلام الخاص؟ - الإعلام الحكومى يحتاج لتفعيل إمكانياته المهولة وتنشيط تسويق إمكانياته مثل مدينة الإنتاج الإعلامى التى يمكن أن تصبح هوليوود الشرق، وتكسب منها كذلك تسويق تراث ومكتبة التليفزيون حتى المبنى نفسه، يمكن أن نستغله فى توسعة وتأجير استديوهات. وأضاف التسويق هو أهم مشكلات الإعلام الرسمى سواء فى الإنتاج الدرامى بشركات صوت القاهرة والمدينة وقطاع الإنتاج. لماذا أغفل المتسابقون فى انتخابات الرئيس زيارة الوادى الجديد؟ - رد بتأثر.. لا تعليق.. فأنا مندهش من ذلك ربما لأن الكتلة التصويتية بها ضعيفة جداً لكن كان يمكن وضعها على الخريطة والبرنامج الانتخابى لهم باعتبارها هى عنق الزجاجة للنهوض بمستقبل مصر، وتمتلك كنوزاً هائلة تحت الأرض وفوق الأرض وفى السماء هى ومحافظات حدودية أخرى مثل مرسى مطروح إلى شمال وجنوب سيناء والبحر الأحمر.. والوادى تحديداً مازالت بكر وتمتلك ثروة هائلة فى الطاقة الشمسية يمكن أن تكون بترولاً جديداً يتم تصديره لأوروبا بشيء من الدعم وتجلب ذهباً لمصر كما سبقت تونس بهذا الدور وتمتلك أيضاً ثروات معدنية مثل الفوسفات يمكن أن تجلب الخير الوفير لمصر، وكذلك الزراعة حيث تمتلك المحافظة نحو 940 ألف فدان قابلة للزراعة ولها مصدر مياه.. ناهيك عن الثروات السياحية والحيوانية وغيرها والمحافظة بها كل المقومات من مطار وطرق. من واقع تجربتك لماذا لا يستغل كل هذا الخير وظلت الوادى فى معزل؟ - فكرة المركزية الشديدة فى جميع المجالات توثق برأى مسئول وتعطل التنمية وهذه المركزية أفقدتنا الكثير من الوقت، خاصة مع محافظتنا وتعوق كل الجهود التى أسعى فيها لتحقيق طفرة تساهم فى دعم الاقتصاد المصرى سواء فى الزراعة والصناعة والسياحية التى تمتلك المحافظة بها سياحة بيئية وتاريخية ممتدة على مساحة 44٪ من مساحة مصر، فالبيئة بالوادى تسمح بعمل ثروات حيوانية وداجنة وصناعات زراعية وثروات من فوسفات وحديد وطفلة وسيلكون ورمال وطاقة شمسية وأراض زراعية، لكن قانون الممارسات والمزايدات التى تصفه وزارة الزراعة حد من النهضة الزراعية بالمحافظة. ما الحلول المطلوبة لتفعيل هذه الثروات؟ - إصدار تشريعات مشجعة على الاستثمار فى المحافظة بحكم أنها نائية مثل عمل قانون التعدين الموحد مثلاً وهل يعقل أن محافظة بها كل هذه المقومات ولا يوجد بها جامعة تخرج أجيالاً يمكن توظيفها لتفعيل الثروة الموجودة بها مثل التعدين والزراعة والسياحة، والدولة تعطى الأراضى الزراعية للشباب وهى متأكدة فى استمالة زراعتها لعدم وجود الموارد وعدم خبرته وعدم دعمه وتسويق منتجاته. ولماذا لا تقوم المحافظة بتسويق منتجاتها من الصناعات البيئية بها؟ - الحكومة تسوق جملة ولكن القطاع الخاص أكثر مهارة منها فى التسويق وهو ما نحاول عمله الآن، خاصة أن المحافظة تمتلك وتنتج صناعات تحوز إعجاب العالم سواء فى صناعة الخزف والصناعات البيئية من ملابس وأدوات زينة واكسسوار ومنتجات البلح التى تتميز بها الوادى الجديد بخلاف إمكانية استحداث صناعات أخرى تحتاج لقوانين وتشريعات ميسرة للمستثمرين. بعيداً عن المنصب بماذا تحلم لمصر؟ - بالاستقرار الاقتصادى والأمنى على يد من يتحمل المسئولية القادمة وأن نعيش فى حالة توافق سلمى وكفانا جدلاً وشداً وجذباً وتضييع وقت لأن لقمة العيش العيش «بقت» صعبة جداً وأتمنى أن يتوقف المتربصون بالقوات المسلحة لأنها هى كما قلت عمود الخيمة وتأثيرها كان واضحاً فى حفظ الأمن.