شهدت احتجاجات أصحاب السترات الصفراء خلال أسبوعها الحادي عشر، صدامات مع عناصر الشرطة في عدة مدن فرنسية، حيث تظاهر يوم السبت الماضي، أكثر من 80 ألف شخص في أنحاء البلاد، فيما تم اعتقال نحو 38 شخصا. وبعد أكثر من 11 أسبوعا على تظاهر السترات الصفراء في باريس وعدد من المدن الفرنسية الأخرى للاحتجاج سياسات حكومة الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون، تظاهر أمس الأحد، حركة الأوشحة الحمراء، التي تؤكد أنها تدافع عن الديمقراطية والمؤسسات، وترفض أعمال العنف. وخرج أصحاب الأوشحة الحمراء في شوارع العاصمة باريس في مقابل حركة السترات الصفراء، متوجهين إلى الأقلية الصامتة التي لم تبد موقفا بشأن الاحتجاجات المتجددة في البلاد منذ أحد عشر أسبوعا، ولا يبدو أن تلك التحركات ستهدأ. وحسب شعارهم أنهم خرجو للتظاهر ضد أي مظهر من المظاهر التي تعرقل مصالح الفرنسيين مثل قطع الطرقات، وأعمال تكسير واجهات المحلات أو الحرق، وهدفهم من وراء كل ذلك كما يقولون حماية الجمهورية . ورافق خروج أصحاب الأوشحة الحمراء إلى شوارع فرنسا، للتعبير عن رفضهم أعمال العنف التي تخللتها بعض تظاهرات السترات الصفراء ، مجموعة من الأسئلة والتكهنات بشأن الجهة التي تقف خلف هذه الحركة الجديدة. وحسب وسائل الاعلام الفرنسية، فإن أكثر من 10 آلاف متظاهر، وضعوا أوشحة حمراء على أعناقهم، وخرجوا أمس الأحد إلى شوارع العاصمة، في إطار مسيرة جمهورية دفاعا عن الحريات، من أجل إسماع صوت الأغلبية الصامتة والدفاع عن الديموقراطية والمؤسسات. ويقول مشاركون من الأوشحة الحمراء إن مطالب أصحاب السترات الصفراء مشروعة، وإنه هناك غياب للعدالة الاجتماعية، ولكنهم يرفضون شكل التعبير عن المطالب باللجوء إلى العنف ضد المؤسسات، وبث الكراهية ضد الصحافيين ومن تم انتخابهم. ويعتبر أصحاب الأوشحة الحمراء أن حركة السترات الصفراء خطيرة، لأنه توجد بها قيادات قريبة من الأحزاب المتطرفة، وهم يتلاعبون بأناس فقراء كما يقولون، داعين إلى هدنة حتى تتوقف الاحتجاجات، في انتظار أن يوجد طريق للحوار، بعد أن أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نقاشا وطنيا الأسبوع الماضي . لكن هذه التظاهرة، التي وصفها البعض بالمتأخرة ، طرحت علامات استفهام حول الهدف الحقيقي منها، ومن يقف خلفها . وذكر فيليب لوست، المتحدث باسم "الأوشحة الحمراء"، في تصريح لموقع "فرانس تيفي إنفو"، أن الهدف من الحركة "أن نقول للعالم أننا نستطيع التظاهر والتعبير عن رأينا من دون عنف ." وبعد سؤاله عما إذا كانت الحركة الجديدة تدعم الرئيس إيمانويل ماكرون، قال لوست "الهدف من حركتنا هو إسماع صوت المواطن الصامت.. لا نهدف إلى تقديم الدعم لأي قائد حزب كيفما كان ." وربما أن هذه الانقسامات جاءت مع إعلان اعضاءمن حركة السترات الصفراء، عن لائحة تجمع مبادرة المواطنة للانتخابات الأوروبية التي ستجرى في مايو المقبل، بهدف الاندماج في السياسة بشكل بدءا بالانتخابات الأولى، ولكن الأمر الواضح حاليا في فرنسا أن السترات الصفراء والأوشحة الحمراء تعبر عن الانقسام الحاصل في المجتمع الفرنسي، بين مؤيد ومعارض للرئيس ماكرون وحكومته.