يحتفل المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي اليوم الخميس بذكرى رحيل القديس دوماديوس و أخية القديس مكسيموس و الذين يعتبروا أحدى الرموز المسيحية الكبيرة و الهامة ذات المكانة العالية في التراث المسيحي , فقد شيدت العديد من الكنائس القبطية و العالمية لتتبارك و تحمل أسماء هؤلاء القديسين . أدركا هذان الشابات غني القرب من الله و التعايش مع مبادئ الكتاب المقدس و قواعد المسيح, نشأ مكسيموس ودوماديوس بين جدران القصر الملكى إذ كان أبوهما "الندينيانوس" ملك الروم في عام 364, وكان رجلًا صالحًا خائف الله قويم المعتقد وقد لقب بقسطنطين الجديد . و لما كبر كل من مكسيموس ودوماديوس اشتاقا إلى حياة الرهبنة. فطلبا من أبيهما أن يسمح لهما بالذهاب إلى مدينة نيقية ليُصليا في مكان اجتماع المجمع المقدس المسكوني الأول الذي انعقد سنة 325 م, فرح أبوهما وأرسل معهما حاشية من الجند والخدم كعادة أولاد الملوك, ولما وصلا أمرا الجند أن يرحلوا و قرروا ان يمكثا هناك أيامًا ثم كشفا أفكارهما لأحد الرهبان القديسين الذي يُدعى "حنا" فشجعهما، و طلبا أن يبقيا معه و لكنه اعتذر خوفًا من أبيهما وأوصاهما بالسفر إلى سوريا ليتتلمذا على يديّ القديس المتوحد "الأنبا أغابيوس" ذو شهرة كبيرة وقتئذ. و ترهّبا وصار يعملا أعمالًا عظيمة و قد رشح القديس مكسيموس ليصبح بطريرك بعد تنيّح بطريرك القسطنطينية فاتجهت الأنظار إلى القديس مكسيموس ليخلفه ورحّب الملك ثيؤدوسيوس بذلك, وحين عما الاخوين ظلوا يبحثون عن الأنبا مقار الذي التقي بهم في سوريا وهو احد الصالحين التى إتبع بقلبة حب الله. ثم بدأ القديس مكسيموس يمرض بحمى عنيفة، فلما طال عليه المرض طلب إلى أخيه الأصغر أن يذهب إلى القديس مقاريوس يرجوه الحضور. فلما أتى إليه وجده محمومًا فعزاه وطيّب قلبه , و بعد رحيله حزن أخية القديس دوماديوس فكان يبكي بكاء مرًا وسأل القديس مقاريوس أن يطلب عنه إلى السيد المسيح لكي يُلحقه بأخيه وبعد ثلاثة أيام مرض بحمى شديدة هو الآخر وقيل للقديس مقاريوس عن ذلك فذهب إليه لزيارته , و يروى أنه كان قد قام أثناء توجهه إلى القديس المريض بتأمل المغارة التى تقع بالقرب من منزل القديس ، وظن من معه أنه كان يصلي ولكنه كان يتأمل خورس القديسين الذين كانوا يتقدمون روح القديس دوماديوس . و بعد رحيل القديسين أمر القديس مقاريوس بإنشاء كنيسة في موضع سُكناهما وهي أول كنيسة بنيت في البرية كما كان القديسان مكسيموس ودوماديوس أول من تنيح من الرهبان في الإسقيط، وكانت نياحتهما في 24 يناير عام 380 م و ظلت الكنائس منذ ذك الحين تحتفل بذكرى رحيلهما سنويًا.