على ما يبدو أن الدولة تسعى بشكل كبير خلال الفترة الحالية للتحول نحو الاعتماد على السيارات الكهربائية، فى ظل الاهتمام المستمر من الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتعزيز فرص تصنيع السيارات الصديقة للبيئة التى لا تستهلك مصادر الوقود التقليدية. وتبحث الحكومة بشكل دائم مع كبار المسئولين فى شركات السيارات العالمية، سبل التعاون فى هذا الملف، كان آخرها لقاء الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، الأحد الماضى، بالأمير خالد بن الوليد آل سعود، الرئيس التنفيذى لشركة كى بى دبليو للاستثمار «KBW»، والذى أكد خلاله تقديره للخطط الاستثمارية الواعدة لمجموعة «KBW» فى مصر، لاسيما فى مجال إنتاج السيارات الكهربائية، والذى يعد مجالاً واعداً للاستثمار، مشدداً على أن التوجه نحو السيارات الكهربائية يتسق وأهداف الدولة نحو تخفيف الطلب على الوقود التقليدى، والتوسع فى استخدام مصادر الطاقة النظيفة، الأمر الذى يجعله مجالاً يحظى باهتمام الدولة المصرية. كذلك فإن وزير الاقتصاد والمالية الفرنسى برونو لو مير، كشف عن وعده للرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال لقائهما أيضاً، يوم الأحد الماضى، بمناقشة تصنيع السيارات الفرنسية بمصر، خاصة الكهربائية منها مع شركة بيجو عقب عودته لباريس. وتأتى هذه التحركات المكثفة بالتزامن مع ما أعلنته شركة «مرسيدس بنز» عن استئناف عمل خطوط مصانعها بمصر لتجميع السيارات، واستعدادها لدعم ومساندة المسئولين بمصر فى الجوانب والمجالات المتعلقة بصناعة السيارات الكهربائية، إلى جانب ما لديها من خبرة فيما يتعلق بالمفاهيم الحديثة فى تصميم السيارات. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى، قد أصدر قراراً فى سبتمبر الماضى، بإعفاء السيارات الكهربائية من الرسوم الجمركية، وذلك تشجيعاً لاستخدام هذه النوعية من السيارات. العديد من الخبراء أثنوا على هذه التحركات البناءة، ويرى اللواء حسين مصطفى، خبير صناعة السيارات، أن عودة الشركات العالمية إلى الاستثمار فى مصر، دليل على أن الإصلاحات الاقتصادية التى تمت تسير فى الاتجاه الصحيح. وقال «مصطفى»، إن شركة مرسيدس، التى كشفت مؤخراً عن استئناف أنشطتها فى مصر، واعتزامها التعاون معها فى مجال السيارات الكهربائية، يؤهلنا للتحول إلى مركز إقليمى لتصنيع السيارات الكهربائية. وأشار «مصطفى»، إلى أن «مرسيدس» بما لديها من خبرة تكنولوجية حديثة، سوف يدفع شركات عالمية أخرى، لأن تسلك نفس الاتجاه وتضخ استثمارات بمصر. وأكد كريم نجار، الرئيس التنفيذى لشركة كيان ايجيبت، أن الاتجاه العالمى حالياً يسعى لتبديل السيارات التى تعمل بالوقود ومحركات الديزل إلى العمل بالكهرباء. وأقترح أن تعتمد جميع وسائل النقل بالعاصمة الإدارية الجديدة على العمل بالكهرباء، مشيراً إلى أن هذه الفكرة ليست خيالية وقابلة للتنفيذ على أرض الواقع بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية، متوقعًا تواجدا كبيرا للسيارات الكهربائية فى مصر بحلول 2030. من جانبها، رحبت رابطة تجار السيارات، بقرار عملاق صناعة السيارات مرسيدس بنز، بعودة مصانعها فى مصر، للعمل مرة أخرى. وقالت خلال بيان لها، إن استئناف مصانع الشركة الألمانية للعمل فى مصر، والتوسعات التى أعلنت عنها، يعد نجاحاً لسياسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يسعى لتوطين صناعة السيارات فى مصر، ويعمل على جذب مزيد من الاستثمارات. وأشار البيان إلى أن لقاء الرئيس، بعضو مجلس الإدارة ورئيس قطاع الإنتاج بشركة مرسيدس بنز الألمانية، نهاية الشهر الماضى، كان سبباً رئيسياً فى قرار «مرسيدس» للعودة للسوق المصرى مرة أخرى، مؤكداً أن هناك توجهاً كبيراً من الدولة نحو الاعتماد على الطاقة البديلة.
